بأقلامهم >بأقلامهم
اهل الشر، هل من يرى؟
جنوبيات
ننظر الى حقيقة الأمور ولا نرى منها سوى القشور ولا ننفذ الى العمق الذي له على المدى الطويل دلالات هي ليست بسطحية انما عميقة عمق البحار والمحيطات، فالموقف يتطلب منّا الإنتظار والصبر والتروي على ماهية الأمور، ومن ثم اتخاذ الخطوات التي تحدد الإتجاهات حيث الهدي الى سبل السلام ، كل منّا له رؤيتة التي تختلف عن الآخر من حيث الأحكام والإعتبارات واتخاذ المواقف، فالحياة تضج بالقضايا الإنسانية وتمتلئ بالظلم والجور، والظالم يمضي بفعلته لا احد يدينه او يحاسبه، انه يعيش حياته على الرغم مما ارتكبه من أخطاء بحق الضحية وبكل الأساليب المخادعة التي مارسها، هل المجتمع هو الذي يساند الظالم ويساعده في ممارسة ظلمه، أم أن الضحية منذ البداية هي التي سمحت للظالم بالمكر والتطاول عليها حيث السقوط في الشباك والسقوط في فخ المكائد وفخ الخطط الشريرة المدبرة، هنا نتساءل هل الثقة التي منحتها الضحية للمجرم هي المسؤول الأول؟ لماذا سبل الشر متعددة ومنتشرة في المجتمع على الرغم من وجود سلطة وسياسات وقضاة؟ هل كشف الحقيقة والوصول الى الأسباب هي التي اظهرت خطط العدو ومكائده ووضعت المجرم في قفص الإتهام؟
في الحقيقة يقف المجتمع الى جانب القوي وثمة فرق كبير بين القوة والشر، لكن يسلك الإنسان الشريرمسالك القوة كوسيلة لخداع المجتمع ولتغطية شره، مثال على ذلك العدو اسرائيل لديها من القوة ما تسمح لها من ممارسة شرها من خلال ممارسة سياساتها ومكائدها و إيقاع الضحايا من اهل غزة، والقوة العظمى تساندها وتدعمها وما موقف المجتمع الدولي سوى اطلاق الأحكام دون التحرك او وضع حدّ، فالعالم أجمع ينبهر بالقوة ويغفل عن الأعمال الظالمة التي تمارس في حق المظلومين، لكن الحقيقة تكمن في ان القوة لا بد من توظيفها في سبل الخير لا سبل الشر، فالشرير مهما كان قوياً لا بد من الوصول الى نهاية شره، هنا نقول على الرغم من المشاهد التي تدمي القلوب والأطفال الفلسطنيين الذين يعيشون العذاب والحرمان، فإن لإسرائيل نهاية مهما طال الزمان ومهما بعدت الأيام، ومهما دعمتها اميركا والدول المحالفة لها، فلا بد من الوقوع في شر أعمالها، ولا بد من الوصل الى مرحلة نصرة المظلوم لكن التوقيت لا احد يعرفه سوى الله، فالصراع ليس بجديد انما هو صراع على أحقية الأرض اي من يحق له ومن له الوطن ومن له الإستيطان، ان اسرائيل طغت وتجبرت ومارست الظلم منذ القديم الأزل على الرغم من إرسال الله لهم الرسل والأنبياء لدعوتهم للعودة عن ما هم عليه ، لكن الشر متجذّر فيهم .
أخيرا نقول ان الله قال في كتابه الكريم: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، وهذا قانون وحقيقة ندركها في حياتنا فمهما علا الظالم واستكبر فإنه لا بد ان يقع في شرّ أعماله.