بأقلامهم >بأقلامهم
"الصورة الذاتية"!
جنوبيات
الله هو ربّ الأقدار، ربّ القلوب، ربّ الأمل، ربّ الذين عكفوا عن كلّ الطّرق إلّا عن طريقه، ربّ الذين مات رجاؤهم إلّا به، ربّ كلّ شيء، وإليه يرجع الأمر كلّه، بيده ملكوت السّماوات والأرض، وهو على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير.
الله هو ربّ الذين مالوا عن كلّ شيء إلّا عنه، ربّ المشرقين وربّ المغربين، ربّ العرش العظيم، الكريم، الرّحيم، الحليم، العليم، يعرف السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور.
وأنت كإنسان لك نقاط ضعف كما للبشر جميعاً، وأوّل خطوة للتغلّب عليها هي أن تكون صادقاً مع نفسك وتعترف بوجودها بقناعة الواثق.
بعد ذلك اعمل على تحسين نقاط ضعفك خطوة بخطوة، وستندهش عندما تتلاشى هذه النّقاط الواحدة تلو الأخرى.
الهدف هنا ليس أن تجعل من نفسك إنساناً كاملاً، لا أبداً، ولكن لتحسّن "صورتك الذاتية" بما يساعدك على النّجاح في حياتك العمليّة والاجتماعيّة.
إنه النجاح والفلاح في الوقت المتاح، لتشعر بالارتياح بثقة كبيرة يفوح منها عطر الأمان وطمأنينة الأرواح.
وإذا مررت في حياتك بشيء جميل فتمهّل الخطى ولا تستعجل الوقت، فالأشياء الجميلة تستحقّ منا وقتاً أطول لأنها لا ولن تتكرّر.
وفي علاقتك مع الآخرين تبرز قاعدة مهمّة تتلخص بالآتي:
"نحن لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا، بل أفعالهم هي التي تتولّى ذلك"، فكلّما كانت أفعالهم خيّرة لانت على القلوب كملمس الحرير.
وكلّما كانت أعمالهم نكرة هاجت الأنفس، وحلّ النفير.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا بألطافك شرّ ما قدّرت وقضيت، فإنّك تقضي ولا يُقضى عليك.
اللهم لا يضرنا ضارّ ولا يمسّنا وصب ولا نصب وأنت وليّنا في الدنيا والآخرة.
اللهم ارزقنا الإخلاص في الدّعوات، والخشوع في الصّلوات، والصّبر عند الأزمات، والفرج عند الكربات، والخير في الحياة، والبشرى قبل الممات.
آمين يا ربّ العالمين.