الامر الواضح الرئيسي في المؤتمر الصحفي لغانتس الوزير في مجلس الحرب الصهيوني هو ابراز الخلاف بينه وبين نتنياهو ومعه "الاقلية الصغيرة" التي تتحكم  بقرار الحكومة الصهيونية.

الامر الواضح الاخر هو اقراره غير المباشر بفشل الحرب الاسرائيلية على غزة في تحقيق اهدافها.
لكن الغموض المهيمن على التصريح يكمن في التناقض بين حديثه عن ان اتفاق الصفقة التي وافقت عليها حماس اتفاق متوازن بحاجة الى تطوير وبين تأييده المطلق لنتنياهو في محاولته احتلال رفح.

 ولكن تصريح غانتس المعروف بعلاقته الوثيقة بالادارة الاميركية يأتي عشية زيارة المسؤول الاميركي سوليفان الى تل ابيب، تماماً  كالتصريح القوي لوزير الدفاع غالانت، مما يعزز الاعتقاد ان هذه الوقفة المعترضة على نتنياهو هي جزء من ضغط اميركي على نتنياهو للقبول بالصفقة لأن سياسة بايدن حريصة على مستقبل الكيان الغاصب ومصلحته اكثر بكتير من نتنياهو وفريقه المتطرف الذين يقودون الكيان الغاصب الى الهاوية.

المهم في كل ما نشهده داخل الكيان الغاصب سواء في الميدان او التظاهرات او في الخلافات داخل الحكومة انه يؤكد ان تداعيات ملحمة "طوفان الاقصى" على الكيان هي تداعيات ذات ابعاد وجودية، وان التعجيل بهزيمة العدو يتطلب تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية، خصوصاً بعد ان كشف الزعماء الصهاينة عن رفضهم لكل القوى الفلسطينية من فتح الى حماس الى بقية الفصائل...

كما تتطلب هزيمة الصهاينة ايضاً تحركاً عملياً على الصعيد العربي والاسلامي، الرسمي والشعبي ، يكون بمستوى التضحيات والبطولات في غزة وعموم فلسطين وكافة ساحات المقاومة ، كما بمستوى التفاعلات الدولية مع هذه الكارثة الكونية الكيرى في غزة.