بأقلامهم >بأقلامهم
خطاب السيد حسن والتأثير في وعي الإسرائيليين .. هكذا تؤثر الصدقية في تبيان الحقيقة!
جنوبيات
مع استمرار مسلسل الإبادة الجماعية في غزة، وعلى وقع ارتقاء الشهداء يوميا في فلسطين ولبنان، يستمر العناد الذي يستوطن رأس نتنياهو، الباحث عن إنجاز وهمي وسط شلال الدم الذي اقترفته يداه في غزة وفي لبنان، إذ يدرك الأخير جيدا أن لا خيار أمامه سوى تسجيل انتصارات وهمية، وتدمير ما تبقى من حجر غزة وعلى جبهة جنوب لبنان التي اتخذت من المساندة والإشغال أسلوباً ومنهجاً، للتخفيف عن أهل غزة، ليبقى السؤال الأبرز في هذا الواقع: كيف سيغدو المشهد المقبل؟ وهل التسوية هي الخيار القريب أم إنّ شلال الدم والصراع سيستمر؟
لا شيء يشي بقرب وقف الحرب في غزة، في ظل وجود حكومة يمينيّة متطرّفة تصر على الاستمرار في مشروع الإبادة الجماعية والنزف الجماعي الذي لم يتوقف بعد، لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان جازماً وحاسماً في خطاباته الاخيرة، حيث أكد أن الرهان على ضعف المقاومة أو ضعف تمسك جمهورها بها هو رهان خاطئ، والرد سيكون زلزاليا، لأن أسلوب الصبر الطويل والغموض يقلقان قادة الكيان ويدبّان الرعب في قلوبهم، فبعد كل خطاب لسماحة السيد تزيد النقمة أكثر على نتنياهو وحكومته، ويدرك الإسرائيليين أكثر أن السيد نصر الله لا ينطق سوى عن الهوى بل بلغة الحقائق الميدانية، وهذا ما يجعلهم ينتظرون خطابه أكثر من خطابات قادتهم وعلى رأسهم نتنياهو الذي بات أقرب من أي وقت مضى إلى المحاسبة المحلية في إسرائيل قبل المحاسبة العالمية بتهمة "الإبادة الجماعية وقتل الآمنين".
قوة خطاب الأمين العام ليست ببلاغته أو استعماله للبيان والجمالية في اللغة، وليست فقط في النبرة الواثقة القوية المقرونة بقوة العقيدة، بل إن قوته نابعة من صدقه وكلامه المستند إلى المعطيات والحقائق. أينسى أحد يوم قال على الملأ البارجة "ساعر": "أنظروا إنّها تحترق". قد ينسى بعض الداخل اللبناني، لكن قاطني الكيان حتماً لم ولن ينسوا ذلك.