صحة >صحة
الأطعمة الحارة: مفيدة أم ضارة للصحة؟
الجمعة 24 05 2024 22:25جنوبيات
إذا كنت من محبي الطعام الحار، فسوف يسعدك معرفة أن التوابل مثل الفلفل الحار تقدم أكثر من مجرد نكهة، فقد تساعد المركبات الموجودة في الأطعمة الغنية بالتوابل في تقليل ضغط الدم ودعم التحكم في الوزن. ومع ذلك، فإن الأطعمة الحارة ليست مناسبة للجميع، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي.
ما الذي يجعل الطعام حارا؟ تحتوي الأطعمة الحارة والفلفل على مركبات كيميائية تسمى الكابسيسينويدات التي تمنحها الحرارة. وتتركز الكابسيسينويدات بشكل أكبر في البطانة البيضاء للفلفل.
وعند قضم الفلفل، يرتبط الكابسيسين -وهو النوع الأكثر شيوعا من الكابسيسينويد في الفلفل الحار- بمستقبلات استشعار الحرارة في الفم، مما يسبب إحساسا بالحرقان.
فوائد الطعام الحار
صحة القلب
أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم. وهناك بعض الأدلة على أن الأطعمة الغنية بالتوابل قد تقلل من ضغط الدم والكوليسترول، وهما عاملان رئيسيان للإصابة بأمراض القلب.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت قبل عامين أن الأطعمة الغنية بالتوابل والفلفل قد تساعد في تحسين ضغط الدم وتقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت في الأعوام السابقة أن الأطعمة الغنية بالتوابل قد تقلل بشكل كبير من تناول الملح، وتقلل رغبة الشخص في تناول الملح، مما ينعكس إيجابا على ضغط الدم والصحة.
وربطت دراسة أخرى بين الأطعمة الحارة وانخفاض مستويات الكوليسترول السيئ، أو ما يعرف باسم البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
وهناك دراسة أجريت على عينة من الأشخاص الذين تناولوا أطعمة غنية بالتوابل، وأظهرت النتائج أن من تناول منهم مثل هذه الأطعمة أكثر من 5 مرات أسبوعيا لديهم مستويات أعلى بكثير من البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو مستويات الكوليسترول “الجيد” من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ومع ذلك، أظهرت نفس الدراسة أن مستويات الدهون الثلاثية تزداد مع تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، وأن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
صحة الأمعاء
يلعب الميكروبيوم المعوي دورا حيويا في صحتنا ورفاهنا. ويرتبط عدم توازن البكتيريا في الأمعاء باضطرابات الجهاز الهضمي ومتلازمة القولون العصبي والسكري.
والميكروبيوم المعوي هو الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، ولها تأثير كبير على الصحة.
وقد تسبب الأطعمة الغنية بالتوابل إزعاجا في الجهاز الهضمي لدى بعض الأشخاص، إلا أنها قد تفيد صحة الأمعاء عند تناولها باعتدال.
وتشير الأبحاث إلى أن الكابسيسين قد يحسن صحة الأمعاء عن طريق زيادة كمية البكتيريا الجيدة في الأمعاء، مع تقليل البكتيريا المسببة للأمراض.
قد تساعد الجرعات المنخفضة من الكابسيسين أيضا على إزالة الحمض الزائد من المعدة، مما يعزز شفاء قرحة المعدة.
تخفيف الوزن
في إحدى الدراسات، أفاد 63% من المشاركين أنهم يشعرون بقدر أكبر من الرضا عند تناول وجبة تحتوي على بهارات الكابسيسين.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن استهلاك الأطعمة الغنية بالتوابل قد يدعم جهود السيطرة على الوزن عن طريق زيادة حرق الدهون، وتخفيف الشهية وتحسين تكوين الميكروبيوم بالأمعاء.
قد تطيل العمر
وفقا لمراجعة بحثية شملت 564 ألفا و748 مشاركا بالغا لفحص العلاقة بين استهلاك الأطعمة الغنية بالتوابل والوفيات، وجد الباحثون أن من يتناولون الأطعمة الغنية بالتوابل بانتظام انخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 12%، مقارنة بمن لا يتناولون الأغذية الحارة بانتظام.
أضرار الأطعمة الحارة
تعتبر الأطعمة الحارة بشكل عام آمنة عند تناولها باعتدال. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من الكابسيسين قد يسبب أعراضا غير مريحة في الأمعاء، بما في ذلك:
– حرقة في المعدة.
– غثيان.
– قيء.
– إسهال.
– آلام في المعدة.
وقد تكون هذه الأعراض أكثر حدة لدى المصابين بالقولون العصبي الذين لم يعتادوا على تناول الأطعمة الحارة بانتظام.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالتوابل قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان المعدة والمرارة والمريء.
ومع ذلك، فقد أظهرت دراسات أخرى أن الاستهلاك المتكرر للأطعمة الغنية بالتوابل قد يحمي بالفعل من سرطانات الجهاز الهضمي، وخاصة سرطان المريء.
الاعتدال هو السر
لذلك يجب الاعتدال في تناول الأطعمة الحارة، أو تقليلها إذا كان الشخص لا يتحملها أو إذا كان يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي. وفقًا لموقع “الجزيرة نت”.
متى يصبح تناول الطعام الحار مفيدًا أم ضارًا
لقد ثبت علميا أن الأطعمة الحارة قد تعود على صحة الجسم بالفوائد الصحية، ولكنها قد لا تخلو من أضرار أيضا. فماذا يحدث للجسم عند تناول الأطعمة الحارة؟ وكيف يمكن تناولها بشكل لا يضر بالصحة؟ ومتى يجب الابتعاد عنها نهائيا؟
يربط البعض تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة بالأضرار الصحية، فيما يدافع آخرون عن مثل هذه الأطباق معتبرين أن لها فوائد كبيرة. ولكن ماذا يحدث للجسم عند تناول الأطعمة الحارة؟
وفق مركز حماية المستهلك بجنوب تيرول، نقلاً عن موقع “heilpraxis” الطبي الألماني يتم تحفيز إدراك البهارات عن طريق مواد مختلفة تحفز الألم ومستقبلات الحرارة في الفم. وبالتالي فإن “الطعم” الحار لا يعد طعماً في الحقيقة مثل الحلو والحامض والمالح والمر، بل هو بالأحرى حافز مؤلم. وتشمل المواد المحفزة مركبات الكبريت مثل “الأليسين” الموجودة في البصل والكراث والثوم. أو “البيبيرين” في الفلفل، و”الغلوكوزينات” في الفجل الحار أو “الجينجيرول” في الزنجبيل.
تعد هذه المكونات مفيدة للصحة لأنها تحتوي على تأثيرات مضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات.
يأتي الطعم اللاذع في الفلفل الحار (بيبرونسيني) بفضل “الكابسيسين”. وتوضح زيلكه رافاينر، خبيرة التغذية من مركز حماية المستهلك بجنوب تيرول: “إذا تناول الناس “الكابسيسين” بكميات صغيرة، فإن لذلك آثارا إيجابية. لأنه يحفز الدورة الدموية في الأغشية المخاطية، مما يحسن جهاز المناعة، ويعزز المهارات الحركية للمعدة وبالتالي عملية الهضم بأكملها”. وتتابع: “لكن تناوله بكميات أكبر يصبح ساماً، ويمكن أن يؤدي إلى تهيج شديد في الأغشية المخاطية، وضيق في التنفس، والغثيان والقيء”.
لا تشرب الماء بعد وجبة حارة!
ولذلك يطلق الأطباء باستمرار تحذيرات “شديدة” بشأن مخاطر تحديات تناول “الحار” المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.إذ قبل بضعة أشهر فقط، أدى انتشار تحدي تناول “الرقائق الحارة” على تطبيق “تيك توك” إلى دخول مراهقين إلى المستشفى. هذه الرقائق متبله بنوع من الفلفل اسمه “Carolina Reaper” وهو أحد أقوى أنواع الفلفل الحار في العالم.
وأشار المعهد الفيدرالي الألماني لتقييم المخاطر (BfR) إلى أن الاستهلاك المفرط للكابسيسين يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها، مثل تهيج الأغشية المخاطية والغثيان والقيء وارتفاع ضغط الدم، وفي أسوأ الحالات، حتى تكون مهددة للحياة.
الأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية حساسون بشكل خاص. ولكن من الصحيح أيضاً أن بعض الناس يتحملون البهارات بشكل أفضل من غيرهم. ربما يحدث هذا معهم بسبب تأثير التعود على تناول الطعام الحار.
ولا ينصح بشرب الماء بعد تناول وجبة حارة، بل يفضل شرب الحليب، أو تناول الزبادي وحتى الخبز بسبب تأثيرهم المهدئ. وفقًا لموقع “دويتشه فيله”.