بأقلامهم >بأقلامهم
دور الأسرة والمدرسة في الحفاظ على سلامة الأطفال من عصابات وسائل التواصل الاجتماعي
جنوبيات
في عالمنا المعاصر، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال والمراهقين، إلا أن هذه الوسائل رغم فوائدها قد تحمل مخاطر جمة، منها التعرض للتعدي والابتزاز الإلكتروني.
حادثة عصابة "التيكتوكرز" في لبنان تعد جرس إنذار للأسر والمدارس لزيادة وعيهم وتكثيف جهودهم لحماية الأطفال حيث يلعب كل من الأسرة والأهل والمدرسة دورًا محوريًا في هذا المجال، وفي بلد مثل لبنان تغيب فيه الدولة عن ابسط قواعد تطبيق المحاسبة والمراقبة قبل وقوع الجريمة كان لابد من وضع بعض الخطوات والإرشادات التي يمكن اتباعها.
أولاً دور الأسرة والأهل انطلاقاً من الحديث الشريف "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته":
التوعية والتثقيف: التوعية هي الخطوة الأولى للحماية و يجب على الأهل توضيح المخاطر التي قد يواجهها الأطفال عبر الإنترنت، مثل الاغتصاب الإلكتروني والتحرش كما ينبغي أن يدرك الأطفال أن الشخص الذي يتواصلون معه عبر الإنترنت قد لا يكون دائمًا من يدعي أنه هو.
تعزيز الحوار المفتوح: يجب تشجيع الأطفال على التحدث بحرية عن تجاربهم ومخاوفهم على الإنترنت من خلال الحوار المفتوح، ويمكن للأهل فهم ما يواجهه الأطفال وتقديم النصائح المناسبة وطرح أسئلة مثل: "ما المواقع التي تزورها؟" و"هل تحدث معك أحد بطريقة غير مريحة؟"
وضع قواعد واضحة للاستخدام: يجب وضع قواعد واضحة بشأن استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إذ يمكن تحديد الأوقات المسموح بها للاستخدام، والمواقع والتطبيقات المسموح بها. استخدام برامج الرقابة الأبوية يمكن أن يكون مفيدًا لمراقبة الأنشطة الرقمية للأطفال. (يمكن للأهل سؤال أهل الاختصاص بتطبيقات الحماية والوقاية)
تعليم السلوك الآمن: يجب تعليم الأطفال كيفية التصرف بشكل آمن عبر الإنترنت، مثل عدم مشاركة المعلومات الشخصية، ورفض طلبات الصداقة من الغرباء وعدم إرسال الصور أو مقاطع الفيديو الشخصية والسعي لتحسين وتعزيز سلوكهم بالقيم والمفاهيم الصحيحة.
بناء الثقة والدعم: يجب أن يشعر الأطفال بالدعم الكامل من أسرهم إذ أن الثقة تجعل الأطفال أكثر استعدادًا للتحدث عن مخاوفهم. كما على الاهل أن يكونوا مستعدين للاستماع وتقديم الدعم اللازم دون لوم أو عقاب.
إختيار الصحبة الموثوقة: "المرءُ على دِينِ خَليلِه، فلْيَنْظُرْ أحدُكم مَن يُخالِلُ" وأهل التربية قالوا "أفضل معلم للتلميذ هو زميله التلميذ" لذلك يجب على الاهل ان يحسنوا اختيار الصحبة والصداقة لما لها من تأثير كبير على سلوك الأبناء.
ثانياً دور المدرسة انطلاقاً من أنها المحضن الرئيسي في ثقل شخصية اولادنا وتعليمهم المعارف وتنمية مهاراتهم:
برامج التوعية والتثقيف: المدارس تلعب دورًا رئيسيًا في تثقيف الطلاب حول مخاطر الإنترنت. يمكن تنظيم ورش عمل ومحاضرات لتوعية الطلاب حول كيفية استخدام الإنترنت بأمان.
تعزيز ثقافة الإبلاغ: يجب تشجيع الطلاب على الإبلاغ عن أي سلوك غير لائق أو محاولات تعدي يتعرضون لها عبر الإنترنت وغيره حيث يمكن توفير قنوات تطبيقات آمنة للإبلاغ تساعد في حماية الأطفال ومراقبة سلوكهم.
تعاون مع الأهل: يجب أن تتعاون المدارس مع الأهل من خلال تقديم ندوات ومجالس أولياء الأمور لزيادة وعيهم حول مخاطر الإنترنت وكيفية حماية أبنائهم حيث ان تبادل المعلومات بين الأهل والمدرسة يعزز من فعالية الجهود المبذولة لحماية الأطفال.
مراقبة استخدام التكنولوجيا: يمكن للمدارس مراقبة استخدام التكنولوجيا داخل المدرسة وتوفير بيئة رقمية آمنة كذلك فرض قواعد صارمة على استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية خلال ساعات الدراسة يمكن أن يقلل من التعرض للمخاطر.
دعم الصحة النفسية: الاهتمام بالصحة النفسية للطلاب أمر ضروري فتقديم خدمات استشارية نفسية سرية يمكن أن يساعد الطلاب الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع التعدي.
إن حماية الأطفال من التعدي الإلكتروني تتطلب تعاونًا مشتركًا بين الأسرة والأهل والمدرسة. من خلال التوعية، والحوار المفتوح، ووضع القواعد، وتثقيف الأطفال حول السلوك الآمن حيث يمكن تقليل المخاطر بشكل كبير وان حادثة عصابة "التيكتيكورز" تذكرنا بضرورة العمل الدؤوب والمتواصل لحماية الأطفال في العالم الرقمي. إن الحفاظ على سلامة الأطفال ليس مسؤولية فردية بل جماعية تتطلب تكاتف الجهود بين جميع الأطراف المعنية.