أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
العثور على أجهزة تجسس إسرائيلية مخفية داخل أنظمة طاقة شمسية في سوريا
الجمعة 31 05 2024 15:28جنوبيات
اكتشفت الأجهزة الأمنية أجهزة تجسس إسرائيلية وصلت سورية أواخر نيسان/إبريل الفائت عبر ميناء اللاذقية ومعبر المصنع الحدودي مع لبنان، داخل شحنة مستلزمات طاقة شمسية، كانت لصالح مستوردين مقربين.
وعُثِر على أجهزة تجسس على الإشارات اللاسلكية داخل عاكسات تيار كهربائي "Inverter - إنفرتر" من إنتاج شركات "Bluesun" و"Romex" و"Must" الصينية، وجميعها شركات متخصصة بصناعة أنظمة الطاقة الشمسية والهوائية ومستلزماتها، وتعمل في أسواق قرابة 180 دولة حول العالم، حسبما تعرف نفسها على مواقعها الإلكترونية الرسمية.
وتعمل أجهزة التنصت التي عثر عليها على اختراق إشارة وترددات أجهزة الاتصال الراديوية والماكروية كالمستخدمة في الاتصالات العسكرية والأمنية في سورية، وذلك بحسب مصادر أمنية خاصة يتعذر الكشف عن هويتها نظراً لحساسية المعلومات وضيق الدائرة المطلعة عليها.
كيف تم اكتشاف الأجهزة في الشحنة؟
وكشفت المصادر الخاصة أن أجهزة التجسس الإسرائيلية المتغلغلة داخل معدات أنظمة الطاقة الشمسية تم اكتشافها صدفة عندما قررت مختبرات لجنة فحص جودة أنظمة الطاقة الشمسية في دمشق إخضاع الشحنة للفحص، واكتشفت وجود أجهزة تجسس وتنصت على الاتصالات الخليوية والراديوية، لتبلغ على الفور الأجهزة الأمنية بمحتويات بعض العيّنات.
وأوضحت المصادر أنها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها هذه البضائع إلى سورية، مضيفة أن كل شحنة كان يتم أخذ عيّنات عشوائية منها وإجراء اختبارات الجودة عليها للتأكد من أن قدرتها مطابقة تماماً للمواصفات المسجلة على كل منها، ومن ثم إضافة لصاقات ليزرية صادرة عن اللجنة تؤكد مطابقة المواصفات الفنية واستيفائها لأجور الفحص والرسوم الجمركية.
التحرك الاستخباري الأخير للكيان الإسرائيلي في الأراضي السورية جاء عقب خسارتها العديد من أبراج ومناطيد ومحطات التجسس على حدودها الشمالية.
وخلال حملة الأجهزة الأمنية، اعتقل عامر يحيى شربجي واثنان من أشقائه، بعد العثور على أجهزة تجسس داخل أنظمة طاقة شمسية استوردها مؤخراً من لبنان لتشغيل منتجع "الفصول الأربعة" الذي يملكه، إضافة لمصادرة المستوردات.
واعتقل أيضاً شادي نصر، بعد العثور على ذات الأجهزة ضمن بضائع استوردها والده حكمت نصر المقرب من رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء سابقاً وفيق ناصر، كما جرى مداهمة مستودعين وصالة مبيع في صحنايا، فيما تمكن المستورد من مغادرة سورية، ما يشير إلى علمه المسبق بوجود معدات التجسس داخل بعض البضائع.
وصادرت الدوريات المشتركة مستودعاً لعبد الله نشواتي في منطقة الفحامة، ومستودعاً لابنه محمد خير عبد الله نشواتي بالقرب من جديدة عرطوز، وكلاهما تربطهما علاقات مع مقربين يسهّلون مرور المستوردات عبر الحدود وداخل الأراضي السورية.
وبحسب المصادر، فإن الحملة استهدفت أيضاً مستودعين، أحدهما يقع على طريق المعضمية - عرطوز والآخر في صحنايا، وصادرت كافة محتوياتهما قبل اعتقال مالكهما زياد عبيد على الحدود اللبنانية السورية، مضيفة أنّ عبيد تربطه علاقة شراكة تجارية وعقارية مع مقربين.
ويواصل فرع الأمن العسكري حملته الأمنية بعد مرور نحو شهر على اكتشاف الاختراق الإسرائيلي للشحنات المستوردة إلى سورية من خلال اعتقال موزعين وبائعين ووكلاء تجاريين يعملون لصالح المستوردين للأنظمة الكهروضوئية الصينية في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية، فيما أُطلق سراح غالبية الموقوفين عقب التحقيق معهم لمدة تراوحت بين أسبوع واحد وأسبوعين، باستثناء الشركاء التجاريين للمستوردين أو ممن تربطهم علاقة قرابة من الدرجة الأولى والثانية.
وبيّن المصدر أن مستوردي البضائع الصينية يتعاقدون مع شركات شحن بحرية دولية تتوقف قبل وصولها إلى ميناء اللاذقية في عدة محطات وموانئ في العديد من الدول، من بينها الموانئ الإسرائيلية.
اتبع "حزب الله" في مناوشاته مع الجيش الإسرائيلي تكتيك "إعماء الخصم" وذلك باستهداف أبراج تجسس ورصد تابعة للأخير على طول حدوده الشمالية مع سورية ولبنان، ما دفع به لاستخدام مناطيد الحرب الإلكترونية في رصد واختراق الاتصالات اللاسلكية والتشويش على أنظمة التموضع الجغرافي ورصد الطائرات المسيرة.
ويبدو أن الاستخبارات الإسرائيلية لجأت للتجسس على خصومها بأسلوب جديد للحفاظ على رصيدها المعلوماتي من خلال نشر أجهزة صغيرة الحجم وبأعداد كبيرة ليكون من الصعب العثور عليها وإبطال فعاليتها، كما حصل في قطاع غزة بعد تدمير أبراج التجسس في منطقة الغلاف.
ونشرت منصة المجد الفلسطينية المختصة بالتوعية الأمنية "لواء المجد الأمني"، أواخر العام 2023، صوراً لأجسام على شكل حجارة صغيرة مصنوعة من مادة الفوم، قالت إنّ درونات كواد كوبتر إسرائيلية ألقتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
ووفقاً لبيان جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، فإن الأجسام تحتوي داخلها على أجهزة تجسس قادرة على جمع البيانات من الاتصالات اللاسلكية بكافة أنواعها وإرسالها إلى غرف العمليات الاستخبارية التابعة للجيش الإسرائيلي.