فلسطينيات >داخل فلسطين
مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط: لضرورة الوقف الفوري للعدوان على غزة
الأربعاء 5 06 2024 20:26جنوبيات
شدد مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز على ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أن الاتحاد يبذل كافة الجهود الممكنة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ومن ثم إعادة إعمار القطاع.
وقال كوبمانز في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" الذي يقدمه محمد البرغوثي عبر تلفزيون فلسطين: "إن ما يحدث في قطاع غزة مخيف وفظيع جداً، والاتحاد يؤكد على ضرورة وقف العدوان وإدخال المساعدات والأدوية إلى قطاع غزة وإنهاء معاناتهم"، لافتاً إلى أن رسالة كافة أعضائه الموجهة للعالم تؤكد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان، كاشفاً عن عدة برامج آخذة في التنفيذ لإعادة بناء قطاع غزة فور توقف العدوان".
وأكد كوبمانز تواصل الاتحاد المستمر مع الحكومة الاسرائيلية والإدارة الأميركية والحكومة الصينية والمملكة السعودية ومع جهات أخرى في إطار السعي من أجل وقف العدوان إضافة إلى إجراء العديد من الزيارات في المنطقة.
وأعرب عن مخاوفه من استمرار العدوان على قطاع غزة وقال: "نحن في الاتحاد الأوروبي لم نستطع وقف الحرب وهذا أمر مخيف"، مشدداً على أن الوضع الراهن يستدعي المزيد من الجهود من أجل تحقيق ذلك.
وأكد كوبمانز أن استمرار الهجوم على مدينة رفح سوف يؤثر على العلاقات مع اسرائيل وهذا ما أكد عليه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إضافة إلى وزراء الخارجية في الاتحاد حيث أكدوا في لقاء لهم الأسبوع الماضي على ضرورة أن يتم عمل حوار على مستوى عال مع الحكومة الاسرائيلية في بروكسل لمناقشة كافة تفاصيل العلاقة بين الاتحاد واسرائيل، إضافة إلى مسألة دخول المساعدات والدواء إلى قطاع غزة.
وكشف كوبمانز عن العديد من الخطوات في إطار تحقيق الاستقرار في المنطقة والحفاظ على كرامة الفلسطينيين، مشيراً إلى تنظيم بعثات حيوية إضافة إلى العمل من أجل فرض عقوبات على المستوطنين المتورطين في الجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وغيرها من الخطوات"، إضافة للهدف الأساسي وهو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والذي يتفق عليه كافة دول الاتحاد.
وأشار إلى أنه أجرى خلال زيارته القائمة إلى فلسطين جولة في المناطق المصنفة "ج" ومع العائلات البدوية المحاطة بالمستوطنات غير القانونية، حيث استمع إلى كثير من الروايات حول تعرضهم للعنف من قبل المستوطنين، مؤكداً أن المستوطنات غير شرعية وتهدد عملية السلام ومرفوضة من قبل الجميع، مشدداً على ضرورة توقف الاستيطان لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ قراراً بفرض العقوبات على المستوطنين المتورطين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين وبدأت دول أخرى باتخاذ ذات القرار.
ولفت إلى أن الاقتحامات الاسرائيلية المتكررة للمخيمات الفلسطينية وارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وتدمير المدارس والبنى التحتية أمر مرفوض، مشدداً على ضرورة احترام حقوق الإنسان وحق الجميع في الحياة.
وفيما يتعلق بالهجوم الاسرائيلي على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قال: "إن الاتهامات التي تتعرض لها الوكالة مثيرة للسخرية، فهي منظمة أممية هامة جداً تقدم خدمات ضرورية ومختلفة للاجئين في كافة أماكن تواجدهم، وهي منظمة غير قابلة للتبديل ولا يمكن لأحد أن يلعب دورها أو المساس بها".
وفي ذات السياق لفت إلى أن الاتحاد يدعم القانون الدولي ويؤكد على ضرورة احترام القوانين الدولية والحفاظ عليها والالتزام بها ودعمها، ودعم المحاكم الدولية ومجلس الأمن الدولي، وقال: "إن القانون الدولي يوفر الحماية لكافة الدول ومحكمة الجنايات الدولية تعمل من أجل تنفيذ هذا القانون وما يصدر عنه ملزم للجميع، ونحن نرفض تعرض العاملين في هذه المؤسسات لأي هجوم".
وأشار إلى أن الشعوب الأوروبية تدرك مدى فظاعة المشهد في قطاع غزة، وبالتالي تخرج المظاهرات والاحتجاجات في كافة الدول الأوروبية، من أجل توقف العدوان وحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله وتحقيق السلام في المنطقة.
وفي سياق متصل حول قرصنة الحكومة الاسرائيلية الأموال الفلسطينية، قال: "نحن نطالب الحكومة الاسرائيلية وقف احتجاز الاموال الفلسطينية وهو أمر مرفوض ومن شانه أن ينعكس سلباً على كافة الأطراف بما فيها اسرائيل، فالسلطة الوطنية الفلسطينية هي السلطة الشرعية وهي بحاجة للأموال من أجل ممارسة مسؤولياتها وتنفيذ خططها وبرامجها وتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني"، داعياً الإدارة الأميركية والدول العربية إلى تقديم الدعم للسلطة الوطينة الفلسطينية لتصبح أكثر قوة في ممارسة مسولياتها.
ولفت كوبمانز إلى وجود محادثات مع كافة الجهات في الجانب الاسرائيلي، حول ضرورة الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، والافراج عن أموال الضرائب الفلسطينية وأن احتجاز هذه الاموال غير شرعي وله انعكاسات خطيرة على كافة الأطراف بما فيها اسرائيل.
ولفت إلى دعوة الحكومة الاسرائيلة إلى بروكسل من أجل الحوار والتأكيد على النقاط سابقة الذكر، إضافة إلى لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى واطلاع الاتحاد على خطط الاصلاح التي تم تحضيرها من جانبه.
وفي سياق متصل أكد صعوبة انعقاد مؤتمر دولي للسلام في الوقت الراهن، في ظل اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه قيام دولة فلسطينية، وقال: "نحن نبحث عن مخرج آخر بدءاً بالعمل على المستوى الفلسطيني وتحقيق الوحدة الفلسطينية لحشد المزيد من الدعم الدولي، كما أننا بحاجة للعمل مع الاصدقاء وكافة الأطراف للتحضير من أجل المؤتمر وتهيئة أجواء ملائمة لانعقاده، وأن تكون كافة الأطراف جاهزة لتحقيق الهدف منه".
وأكد كوبمانز أن القدس هي مهد الديانات السماوية الثلاث، وما تفرضه اسرائيل على الأماكن المقدسة في هذه المدينة يشكل مصدر قلق للعالم بأكمله، لافتاً إلى تواصل الاتحاد مع قادة وشخصيات دينية حول حق الجميع في ممارسة الشعائر الدينية في كافة الأماكن المقدسة دون أية قيود.