‎الأربعاء 5 06 2024 21:59 زياد العسل

في خضم الأحداث التي تعصف بلبنان على أكثر من صعيد، ووسط القلق اليومي المتزايد عند اللبنانيين من اتساع رقعة الحرب الدائرة بالجنوب، وفي ظل عاصفة اقتصادية واجتماعية هي الأشرس منذ سنوات وحتى اليوم، كان من نتائجها المباشرة اضمحلال الطبقة الوسطى وتوسّع الهامش والهوّة بين طبقات المجتمع اللبناني، ثمّة مَنْ يتحدّث عن أن عواصم وقيادات ومفكرين ينعون "اتفاق الطائف"، مع تسريبات عن "مؤتمر تأسيسي" سيرتب المشهد السياسي ربطاً بالتسويات المقبلة على المنطقة، دون أن يُقلِق أي من الجهات والطوائف اللبنانية، وإنّما سيكون تطويراً للنظام مع تعديلات جوهرية تخفّف من العراقيل التي تحول دون إنتاج الاستحقاقات، وهذا ما بدأت تتحدث به وعنه أكثر من عاصمة إقليمية ودولية.

مصدر سياسي متابع للمشهد السياسي منذ عقود، كشف لـ"جنوبيات" عن نيّة جدية باللجوء لقوى عالمية وإقليمية لرعاية "مؤتمر تأسيسي" يكون مواكباً للمراحل المقبلة، وسط قناعة قوى فاعلة ومؤثرة وراعية سابقاً لـ"اتفاق الطائف" بأنّ الأخير رغم تنظيمه حياة اللبنانيين لعقود، ورغم عدم تطبيقه، إلا أنه مليء بالثغرات والعثرات التي تعرقل أي تطوّر أو فرصة لتهدئة الوضع اللبناني، ربطاً بالتهدئة الإقليمية المرتقبة بعد اليوم التالي في غزّة، وبالتالي ربطاً بمشروع "تصفير المشاكل" الذي تنتهجه أكثر من عاصمة قرار كبرى، وسيكون هذا المؤتمر شرارة التسويات في البلاد، التي ستشمل المشهد الرئاسي والحكومي في آنٍ.

يُضيف المصدر: "لن يكون المؤتمر على حساب أيٍّ من المكوّنات المركزية في البلاد، ولا من شأنه أن يعيد الفوضى السياسية والقلق والهواجس لتطفو على سطح المشهد، وإنما سيكون بمثابة الراعي لمصالح القوى المركزية بما فيها القوى التي تعتبر الطائف خطاً أحمر لا مساس فيه".

وعن التوقيت والبحث الجدي لهذا المؤتمر وبدء وضع النقاط على حروف الاستحقاقت، يقول المصدر بأنّ "التصوّر بات واضحاً عند قوى إقليمية معنية بالمشهد اللبناني، وإنّما فلننتظر ما ستؤول إليه الحرب الدائرة في فلسطين وتداعياتها على الجبهة اللبنانية، ومن ثم لن يكون الدخول في الحديث الفعلي عن المؤتمر بعيداَ".