نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مسيرة ووقفة وفاء للشهداء في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، شارك فيها قادة من الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية واللجان الشعبية والروابط الاجتماعية وعوائل الشهداء وعدد كبير من مناضلات ومناضلي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يتقدمهم نائب الأمين العام للجبهة علي فيصل وأعضاء من مكتبها السياسي ولجنتها المركزية.

افتتحت الوقفة بكلمة ترحيبية من محمد إدريس، توجه فيها بالتحية للشهداء جميعهم، وبالأخص شهداء الجبهة في كافة مواقع النضال والدفاع عن الشعب، وفي القلب منهم أبطال قوات الشهيد عمر القاسم.

كلمة الوفاء للشهداء ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يوسف أحمد، دعا فيها إلى المسارعة باستعادة الوحدة الداخلية وإنهاء الانقسام عبر توفير الإرادة السياسية والعمل على تطبيق قرارات الإجماع الوطني في محطاته المختلفة، وبالأخص قرارات المجلسين الوطني والمركزي.

كما دعا لاستكمال الحوار الفلسطيني لتوفير آلية وطنية متوافق عليها تستعيد وحدة المؤسسة الوطنية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، بما يوفر عناصر القوة لمواجهة المشاريع الأمريكية – الإسرائيلية التي تسعى لإعادة ترتيب المنطقة والهيمنة عليها، وإقامة أحلاف أمنية واقتصادية مع دولة الاحتلال. 

وأشار إلى أن ملحمة طوفان الأقصى التي تطورت إلى طوفان الأحرار في فلسطين وعلى امتداد جبهات المقاومة المساندة وفي كل العالم هي تعبير عن إرادة الشعب وتصميمه على الحرية والانتصار.

وجه التحية إلى كافة المواقف الشجاعة التي عبرت عن إنسانيتها ورفضها لحرب الإبادة الجماعية، وإلى الدول التي ناصرت الحق الفلسطيني وقطعت علاقاتها مع دولة الاحتلال، مثل جنوب أفريقيا والجزائر في الدعوى الموجهة لمحكمة العدل الدولية.

وانتقد بعض الأنظمة العربية التي ما زالت تقيم تحالفات مع دولة الاحتلال وتشارك في رسم سيناريوهات لليوم التالي بعد العدوان على غزة، مما يستدعي تشكيل وفد فلسطيني موحد، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، لإدارة المفاوضات حول قطاع غزة، وقطع الطريق على المشروع الأمريكي للفصل بين مسار وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب من القطاع، وبين مسار «اليوم التالي» لغزة.

وطالب يوسف أحمد بوقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتوفير كافة مستلزمات الحياة لسكانه، وعودة النازحين، وإعادة إعمار ما دمره العدوان، وإطلاق سراح الأسرى. وختم بالدعوة إلى دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والإفراج عن حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، وحماية الأونروا من الابتزاز السياسي والمالي، وتحسين خدماتها إلى حين إنجاز حق العودة وفق القرار الأممي رقم 194.

كلمة الحرية للأسرى قدمها الأسير المحرر أنور ياسين، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، أكد فيها أن الجبهة الديمقراطية مدرسة نضالية قدمت خيرة قادتها شهداء على طريق الانتصار للشعب الفلسطيني وحقوقه.

وأشار إلى أن العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة لم يستطع تحقيق أي من أهدافه بعد أكثر من تسعة أشهر، لأن إرادة الشعب لا تُقهر، وأن التضحيات لن تكون إلا ثمناً للعرس الفلسطيني، عرس العودة وتقرير المصير، وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس.

 كلمة معن بشور ألقاها مقرر الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الدكتور ناصر حيدر، توجه فيها بالتحية للجبهة الديمقراطية وشهدائها، وفي مقدمتهم شهداء مكتبها السياسي ولجنتها المركزية، وكل الشهداء والمقاومين ضد الإمبريالية الصهيونية.

وأكد أن ملحمة طوفان الأقصى هي تعبير عن إرادة الشعب وتصميمه على الحرية والاستقلال والانتصار، مديناً اقتحامات المستعمرين لباحات المسجد الأقصى، ومؤكداً أن وطناً تحميه دماء أبنائه لا يمكن أن يزول، وأن شعباً بهذه الدرجة من الصمود لابد أن ينتصر.

وفي الختام، توجه المشاركون بمسيرة تقدمها حملة الأكاليل والأعلام والرايات وصور الشهداء، وقدموا أكاليل من الزهر على أضرحتهم.