عام >عام
عيد العشّاق أو عيد الدببة الحمراء؟!
عيد العشّاق أو عيد الدببة الحمراء؟! ‎الاثنين 13 02 2017 12:41
عيد العشّاق أو عيد الدببة الحمراء؟!

جنوبيات

برحلة إلى الثلج مع زجاجة نبيذ أحمر، أو بعشاء رومانسي على ضوء الشموع، أو ربما بليلة يرقصان فيها تحت النجوم، والقلوب ترقص هي الاخرى، فالليلة ليلتها، إنها ليلة عيد الحب... كلّ عاشق يهوى الاحتفال على طريقته، ويبحث عن الأجمل لهذه الليلة، غير ان عشاقا آخرين، تزعجهم هذه الجلبة، ولا يفهمون ما الميزة في هذا اليوم، ولماذا نعيره هذه الأهمية.

ينقسم العشاق في 14 شباط من كلّ عام إلى قسمين: فهناك من يسخّرون الأسبوعين الأولين من شباط، بحثا عن أفكار مميزة، وعن هدايا تتشح احمرارا وتعبّر قدر المستطاع عما في القلوب، يسألون الأصدقاء، يطلبون مساعدة ونصائح لجعل هذه الليلة، ليلة حب بامتياز.

وهناك القسم الآخر، عشاق لا يعيرون الـValentine أهمية كبيرة، يعتبرونه فرصة لأصحاب المحال لتحقيق أرباح طائلة، فيما الحب بالنسبة إليهم عمرٌ لا يمكن اختصاره بيوم واحد.

طلب فرنسوا فرصة من العمل في هذا اليوم، فهو سيتجه إلى الجبال، لتمضية النهار كاملا مع حبيبته، وهو حضّر لها مفاجآت ستسعدها بالتأكيد، على حد قوله. بالنسبة إليه عيد الحبّ مميّز، فخلف كلّ المشاكل الحياتية والهموم والاشغال، مُنح الحب يوما عساه ينسي البشر البغض ويزودهم بقليل من الحب والفرح. وهو سيحتفل قبل يوم واحد أيضا، بعشاء رومانسي في المطعم حيث كان الموعد الاول مع حبيبته.

كذلك فؤاد، الشاب الثلاثيني الذي يعترف بأنه ليس رومنسيا، لا يجيد التعبير كثيرا عما في داخله، فبات عيد الحبّ فرصته السنوية. فيها يبتاع الورود والهدايا ويتحول إلى العاشق الرومانسي، ويعوّض لحبيبته عمّا لا يفعله في العام كلّه. يحجز لهما في المطعم الافخم ويبتاع دبا أحمر مع ورود وهدايا متعلقة بالعيد، مستفيدا من شباط ليغرقها بـ "لوازم الحب" وينسيها ما فاته فعله خلال السنة المنصرمة.

من جهة أخرى، ليس عيد الحب بالنسبة الى رواد إلا يوما عاديا يتهافت فيه الناس لشراء الهدايا و"الدبب" وكأنّ الحب لا يزورنا إلا مرة واحدة في السنة. يصفه بـ"السخيف"، ويفضّل البقاء في المنزل في هذا اليوم مع حبيبته أو مشاهدة السينما بعيدا من المطاعم التي تصبح تكلفة الدخول اليها هذه الليلة كالدخول إلى دار الاوبرا.

إليسا، أيضا، لا تهتمّ بالخروج في هذا اليوم، فهي تعيش الحب على مدار العام، وفق قولها، وتعتبر أنه لا يمكن اختصاره في يوم، "خصوصا أن التجار واصحاب المطاعم باتوا كمصّاصي الدماء، يستفيدون من هذا اليوم الذي لا يشبه البتة نياتهم وأفعالهم"، وهي لا تنفك تفاجئ خطيبها كلّ أيام السنة، فهي رومانسيّة إلى أقصى الحدود.

على أيّ حال، مهما كانت طريقة عشقك، وكيفما رغبت بتمضية هذا اليوم، يبقى أنّ الحبّ متى وُجد في القلوب، بات للعيد 365 يوماً للاحتفال...

المصدر : سينتيا سركيس