خاص جنوبيات >بأقلامهم
خطة بايدن: المشهد بلا "حماس" ولا نتنياهو؟
خطة بايدن: المشهد بلا "حماس" ولا نتنياهو؟ ‎الثلاثاء 18 06 2024 20:47 زياد العسل
خطة بايدن: المشهد بلا "حماس" ولا نتنياهو؟

جنوبيات

لا يزال الصمود الملحمي مستمراً في قطاع غزّة والجنوب اللبناني، وتضحية قلَّ نظيرها في التاريخ الحديث على الجبهتين، وسط محاولات يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن لمحاولة علاج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه على الجبهة الغزاوية واللبنانية قبل الدخول في الأوقات "الحسّاسة" سياسياً للمعركة الانتخابية الأميركية، وهذا ما يلعب عليه رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يراهن على تبدّل المشهد الأميركي بعد مجيء دونالد ترامب الذي تؤكد الوقائع أنه مستعد لتقديم كل ما يملك للكيان، وقد صوّت مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الأميركي الذي تبنّى مواقف بايدن بشكل واضح وصريح.
لكن السؤال الذي يطفو على سطح المشهد: "كيف سيغدو المشهد على الجبهتين اللبنانية والغزاوية حتى اتضاح الصورة النهائية للانتخابات الأميركية؟.. وهل تنزلق المنطقة برمّتها إلى حرب قد تنسحب على كل المنطقة وتكون ذروة اشتعالها على الجبهة الشمالية للكيان؟".
"الحزب" جاهز وقادر وفق ما تقول مصادره، حيث إنّه مستعد وسيفاجئ الجميع بقوّة الردع لا بل بالإصابات الدقيقة والقوية التي ستحدث داخل الكيان، وهنا ثمّة حديث عن مفاوضات واتصالات تحدث لإيصال المشهد الجنوبي إلى نقطة الاستقرار، لكن الأمر بات واضحاً فهو يرتبط بوقف الحرب الإبادية على غزة بعد تعهّد من قِبل قيادة الحزب ممثلة بالأمين العام السيد حسن نصر الله أن لا تقف جبهة الإشغال والمساندة قبل وقف الحرب الشعواء على غزة، يضاف إلى ذلك أنّ ثمّة سياسة واضحة يقوم بها نتنياهو تتثمّل بمحاولات التنفيس عن خسائره الكبيرة في غزّة، من خلال شن حرب على لبنان يريد أن يُرضي بها الجمهور الاسرائيلي المتعطش برمته لانتصار بعدما اختبر الخطر الوجودي منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
على صعيد "حماس"، تصر الحركة على الاحتفاظ بالرهائن، إضافة إلى الرهان على عامل الصمود واستنزاف حكومة نتنياهو أكثر، حيث إنّ لا شيء يمكن أن يفوق العدّاد الدموي الكبير للشهداء والجرحى، ولأجل ذلك تشير المعطيات إلى حرب مستمرّة لن تتوقّف سوى بتوقف حرب الإبادة القائمة التي يرتبط توقفها باستقرار المنطقة لا بل العالم.
يبدو أنّ نتنياهو في وضع لا يُحسد عليه، فمن جهة الداخل عليه ضغط كبير لوقف الحرب بعدما وصل "الموس إلى ذقن" قاطني الكيان، ومن جهة أخرى الضغط الأميركي والعالمي الذي بات يشتكي من عناد رئيس الحكومة الاسرائيلية، وحتى ذلك الوقت هل يحدث ما يُبدّل المشهد جذرياً؟، وهل يصح الكلام حول أنّ الخطة الأميركية تسعى لليوم التالي في غزّة دون "حماس" وبالتأكيد دون نتنياهو؟.. هذا يبقى رهن الأيام المقبلة.

المصدر : جنوبيات