عربيات ودوليات >اخبار عربية
الجيش السوري يتقدم شمالاً وجنوباً
الجيش السوري يتقدم شمالاً وجنوباً ‎السبت 6 02 2016 10:48
الجيش السوري يتقدم شمالاً وجنوباً


ماير ورتيان في ريف حلب الشمالي وعتمان في ريف درعا، ثلاث بلدات جديدة تنضم إلى إنجازات الجيش السوري. وتكتسب ماير ورتيان أهمية كبيرة، حيث إن السيطرة عليهما تعزز قوس حماية نبل والزهراء، وعملية خنق المسلحين في داخل حلب، فيما زادت السيطرة على عتمان في ريف درعا من اقتراب الجيش السوري من الحدود الأردنية.
في هذا الوقت، رفضت الأمم المتحدة، أمس، مطالب روسيا بتوسيع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثق عن مؤتمر الرياض، مؤكدة أنها لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من مفاوضات «جنيف 3»، التي أعلن المبعوث الأممي أنها ستعقد في 25 شباط الحالي.
وبرزت أمس مسارعة البيت الأبيض للترحيب بإعلان السعودية استعدادها لتعزيز مساهمتها في القتال ضد تنظيم «داعش» وإرسال قوات برية إلى سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الإعلان السعودي، الذي صدر أمس الأول، جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال التنظيم. وأضاف «لذا فإننا نرحب بالتأكيد بإعلان شركائنا في السعودية عن استعدادهم لتعزيز مشاركتهم عسكرياً في هذا الجهد»، لكنه أشار إلى أنه من غير الواضح إن كان العرض السعودي يشمل إرسال عدد كبير من القوات البرية أو نشر قوات خاصة.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد سخرت من إعلان الرياض استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا. وكتبت، على صفحتها على «فايسبوك»، «أخاف أن أسأل.. هل غلبتم الجميع في اليمن».
وبعد ساعات من فك القوات السورية الحصار عن نبل والزهراء، وسّعت هذه القوات من هجومها، لتسيطر على بلدة ماير في ريف حلب الشمالي. وتقع بلدة ماير شرق بلدة نبل وتبعد عنها مسافة كيلومتر واحد وعن الزهراء نحو 500 متر. كما سيطر الجيش السوري على مزارع البابلي شمال بلدة ‏ماير.
وشهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تطويق القوات السورية، بدعم جوي روسي، منطقة الريف إلى الشمال من حلب، وقطع خط إمداد رئيسي يربط المدينة بتركيا.
وذكر التلفزيون السوري و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش وحلفاءه سيطروا على مدينة رتيان شمال حلب، ليعززوا من المكاسب التي تحققت قبل أيام.
وبالإضافة للتقدم في الشمال قرب حلب، حققت القوات السورية وحلفاؤها المزيد من المكاسب في محافظة درعا بالجنوب، حيث استعادت السيطرة على بلدة عتمان، التي تقع على الطريق الدولي دمشق - ودرعا. وقد يوفر هذا التقدم خط إمداد أكثر مباشرة للجيش من دمشق إلى مدينة درعا.
وتشكل عتمان مع ابطع والشيخ مسكين مثلثاً يتحكم بالإمدادات إلى مدينة درعا، بالإضافة إلى كونها عقدة مواصلات بين ريف حوران الشمالي والشرقي والغربي. وبحسب مصدر محلي فإن الخطوة التالية ستكون في الغالب نحو ابطع، ما يساهم إلى حد بعيد في تأمين مدينة إزرع، حيث أحد أكبر التجمعات المدنية في المحافظة، وكذلك مقر الفرقة الخامسة، وفي الوقت نفسه يؤمن مدينة درعا، والاقتراب أكثر من الحدود الأردنية. (تفاصيل صفحة 9)
ونقل ديبلوماسيون عن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إبلاغه مجلس الأمن الدولي، أن معارضة الرياض «اشترطت كمطالب» رفع الحصار ووقف القصف الجوي، وإطلاق المعتقلين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف «لقد شاهد الجميع تفاقم العنف على الأرض بينما كنا نجري محادثات». وتابع أن السوريين «بحاجة هذه المرة إلى رؤية تحسن حقيقي على الأرض».
وكان دي ميستورا قد أعلن، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية نشرت أمس، أن الأمم المتحدة «ستتحقق» في 12 شباط في ميونيخ من الرغبة في تحقيق السلام لدى الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية.
وقال دي ميستورا «سنذهب إلى ميونيخ (ألمانيا) إلى مؤتمر الأمن في 12 شباط، من أجل التحقق. سيكون الوزراء الذين كانوا في فيينا حاضرين، وسيجعلوننا نفهم بأي وتيرة ينوون مواصلة هذا المسار». وأوضح أن الدول التي ستكون حاضرة هي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وبينها الولايات المتحدة والسعودية وروسيا وإيران.
وكان دي ميستورا قد أعلن، أمس الأول، تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى 25 شباط، لكنه أكد للصحيفة «نحن مستعدون لاستئنافها قبل ذلك الوقت»، بالرغم من تحذيره من «أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل».
وفي جنيف، أعلن نائب المبعوث الأممي رمزي عز الدين رمزي، الذي يشارك في ترتيب المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة، أن المنظمة الدولية لا تعتزم إدخال تعديل على دعوات الجولة المقبلة من المحادثات.
وقال رمزي، بعد اجتماعه مع عدد من الشخصيات السورية المعارضة التي وجهت إليها الدعوة لحضور المحادثات كأفراد لا كجماعة، «لن تكون هناك دعوات أخرى، ولن تصدر دعوات جديدة في قالب مختلف».
واستبعد رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، العودة إلى جنيف بسبب الحملة العسكرية السورية والروسية، وحمّلهما مسؤولية «فشل» مفاوضات «جنيف 3».
وكان مندوب روسيا بالأمم المتحدة في جنيف السفير أليكسي بورودافكين قد اعتبر أنه كان ينبغي لوفد المعارضة السورية، الذي شارك في محادثات جنيف، أن يرحب بهجوم الجيش السوري في حلب لأنه استهدف «جبهة النصرة» وغيرها من الجماعات المتطرفة.
في هذا الوقت، تواصل السجال الروسي - التركي. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «الحملة التركية ضد روسيا بمثابة تحضير للشعب التركي لتفعيل النشاط العسكري في سوريا». وأضافت «نتذكر جيدا، كيف لجأت السلطات التركية إلى تصريحات عن موضوع التركمان قبيل مهاجمة القاذفة الروسية في أجواء سوريا في 24 تشرين الثاني الماضي».
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن «روسيا ضالعة في غزو سوريا»، واتهمها بمحاولة إنشاء «دويلة» للأسد. وأضاف «يجب محاسبة روسيا عمن قتلتهم داخل الحدود السورية. من خلال التعاون مع النظام وصل عدد القتلى إلى 400 ألف».
وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة التركية إن أنقرة لا تعتزم القيام بتوغل بري في سوريا، وإن الحديث الروسي عن أي تحرك من هذا النوع ما هو إلا دعاية.