أطلقَت جبيل صيفَها بفرحٍ وأملٍ بالرّغم ممّا يعيشه جنوب لبنان إيماناً منها بأنّ المقاومة لها ألف شكلٍ ولونٍ وبأنّ السياحة هي السّلاح والدّواء في الوقت نفسه للبنان الذي تليقُ به الحياة بأبهى صُوَرِها.

صيفُ جبيل بدأ بزخمٍ كبيرٍ والتوقّعات إيجابيّة للأشهر المُقبلة، بهذه العبارة أعلن رئيس بلدية جبيل وسام زعرور اكتمال التّحضيرات لصيف بيبلوس 2024، مشيراً،  الى أنّ الحركة في المدينة مُمتازة، ونجاحُ مهرجان الرّبيع أعطانا دفعاً كبيراً، والحجوزات في مهرجان النبيذ الذي سيُقام بعد أيّام مُرتفعة ونتوقّع إقبالاً أكبر من السّنة الماضية.

واعتبر زعرور أنّ الحركة السياحيّة الجيّدة في عددٍ كبيرٍ من المناطق ومن بينها جبيل مردّها الى سببٍ أساسيّ وهو أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيّين لن يسافروا الى الخارج هذا الصّيف، وبالتالي سيُنعشون السياحة الداخليّة، وهو ما نلمسه في جبيل، كاشفاً أنّ المجمّعات البحريّة في المدينة تشهدُ حركة كبيرة، كذلك الأمر بالنسبة لقطاع المطاعم، إذ زاد الطلب على الإيجارات، ووصلنا الى نقطة من الصّعب فيها إيجاد بقعة في المدينة لتحويلها الى مطعم أو مقهى، أمّا من الناحية التجاريّة، فجبيل معروفة بأسواقها ومتاجرها العريقة التي تُعتبر عموداً أساسيًاً في اقتصادها.

مواعيد ومهرجانات عدّة بانتظار زوّار جبيل في الأيّام والأشهر المُقبلة بحسب زعرور من بينها “مهرجان النبيذ، ومهرجانات بيبلوس الدوليّة، بالإضافة الى Dominican Festival في أواخر شهر آب بالتّعاون مع سفارة جمهوريّة الدومينيكان وهو احتفال موسيقيّ سيجذب خصوصاً محبّي “السيغار”، فضلاً عن Mexican Festival الذي سيُقام في 13 أيلول في ميناء جبيل، وهو احتفالٌ لمحبّي الطعام المكسيكي والموسيقى الخاصّة بهذا البلد، بالإضافة الى مهرجان للتانغو بالتّعاون مع سفارة الأرجنتين، وروزنامة المواعيد لا تكتمل من دون Beach Festival على شاطئ البحصة في شهر آب، حيث سينطلق في وقت المغيب ليمتدّ حتى ساعات الصّباح الأولى، لافتاً الى أنّه من الجدير ذكره أيضاً أنّنا احتفلنا بعيد الموسيقى منذ أيّام بالتعاون مع السفارة الفرنسيّة، فضلاً عن تنظيم مُسابقة للعبة الشطرنج شارك فيها أكثر من 85 مشتركاً من مختلف المناطق اللبنانيّة أقيمت في المبنى البلديّ، وهو حدثٌ ثقافي بامتياز انتهى بنجاحٍ كبير.

ما هي رسالة جبيل هذا الصّيف؟ أجاب زعرور: صحيح أنّ قلبنا مع الجنوب وفلسطين، ولكنّ هدف إسرائيل هو أن نستسلم، وهذا ما لن يحصل، لأن إرادة اللبنانيّين بالحياة قويّة، ونحنُ في جبيل نُقاوم بالسياحة والفرح.

العالم كلّه في جبيل هذا الصّيف، مدينةٌ تختصر قولاً وفعلاً فخر الماضي ومُقاومة الحاضر وأمل المُستقبل. فاحفظوا هذه المواعيد جيّداً، وشاركوا مع أهل جبيل في أضخم تظاهرة سياحيّة للحبّ والحياة…