بأقلامهم >بأقلامهم
أنرضى بالقدر؟ خيره وشره؟
أنرضى بالقدر؟ خيره وشره؟ ‎الأربعاء 26 06 2024 18:52 د.هبة المل أيوب
أنرضى بالقدر؟ خيره وشره؟

جنوبيات

نعيش كل يوم بشكل مغاير عن سابقيه فنحن لا نعلم المستقبل وماذا يخبئ لنا القدر،  انما نعيش الحاضر كما هو بكل ما فيه، نلتقي بأشخاص ونترك اشخاص على الرغم من صعوبة الفراق والإبتعاد، الواقع يحكم مصيرنا وايامنا التي نعيشها، نفكر ونطيل التفكير ثم نقول لما نتعب انفسنا وأمرنا كله بيد الله هو الذي خلقنا وهو الذي يدبر امورنا، فلا نبقي انفسنا مسجونين بأفكار تعذبنا وتضعنا داخل سجن الأوهام واللا واقع، حياتنا لن نختار فيها من غرز فينا بذور الخير أو الشر، فأهالينا قدر ومشيئة إلهية صرف، الله خلقنا ولم نختر اسمائنا، اسمنا يرافقنا ويتبعنا اينما ذهبنا يهتفون به وينادونا به سواء اعجبنا ام لم يعجبنا.
هنا نتساءل هل ما حدث لنا وما يحدث لنا هو لصالحنا؟ ولماذا تغيب الحكمة عن المصائب التي تقع بنا؟ هل التسليم يعطينا الرضى والهدوء والقبول؟ هل اعتراضنا وسؤلنا  يؤول بنا الى عداد الرفض للقدر ولخفاياه التي لا يعلمها الا الله؟ هل الخضوع لجميع الأوامر الربانية هي لصالح الفطرة الإنسانية؟ هل الخطأ يشوه الفطرة السليمة ويبعدنا عن الخالق الإله العظيم الذي نبتغي حبه وحب من يحبه؟ ماذا نريد ولماذا خلقنا؟ اسئلة كثيرة تضعنا امام جملة من الأفكار المبهمة والغير واضحة؟ هل الآلام التي تلم بنا هي نتيجة ما كسبت ايدينا من ارتكاب المعاصي والبعد عن الله؟  
يبدو ان الخضوع لأوامر الخالق تريح النفس وتجعلها صافية لا شوائب تعكرها او تحط من قدرها، التسليم لما أتى والإيمان بما قدر الله تضفي الطمأنينة وتضفي الراحة النفسية والهدوء الذي لا يمكن الوصول إليه سوى من الإتصال بالله واشتقاق كمال من كمالاته، فالرحمة صفة من صفات الله الحسنى فإذا رحمنا من حولنا فالله سيرحمنا، فحب الله في القلوب تجعل الحياة يسيرة على الرغم من المشاكل الحياتية، فنحن لم نخلق للبقاء في هذه الدنيا، خلقنا لجنة عرضها السموات والأرض، لذا العمل في الحياة واجب والسعي والمجاهدة والمواجهة وغيرها من الأعمال هي مسعى  تضعنا في التحدي مع انفسنا، فالتغلب على بشريتنا والإرتقاء بروحنا وصفائها ونقائها يمنحنا السكينة والطمأنية والأمن.  
نحن على ما نحن عليه نتيجة افكارنا، يقول ديكارت "انا افكر اذا انا موجود" فأفكارنا دليل وجودنا وأفكارنا نتيجة معتقداتنا التي تقوى وتضعف نتيجة خضوعنا لأوامر الخالق وابتعادنا عما نهانا عنه، فالرضى هو اسمى ما نسعى اليه وحب الله هو الغاية والعمل عليه.

المصدر : جنوبيات