يصر العدو الإسرائيلي بهمجيته المعتادة على ضرب المراكز والمنشآت الصحية والإجتماعية العاملة في المناطق الحدودية، ومنها مراكز مؤسسة عامل الدولية المنتشرة في عدد من المناطق ومنها في بلدة كفرحمام العرقوب الذي استهدف مرتين ومركز كفرديس كذلك والحصة الأكبر من الإستهداف كان لمركز الخيام الذي طالته يد الغدر الإسرائيلية لأربع مرات متتالية كان آخرها منذ يومين، لا سيما بعد أن كانت المؤسسة تقوم بإعادة تأهيل وتشغيل المراكز بعد كل استهداف، لدعم صمود الأهالي والوقوف إلى جانبهم وتدعيم وجودهم في أرضهم وبيوتهم. رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا أعطى توجيهاته بالعمل السريع لإعادة التأهيل والتشغيل لأي مركز يتم استهدافه، ويصر مع الفرق العاملة في هذه المراكز الحدودية على مواصلة العمل وفتح المراكز وتقديم كافة العناية الصحية والطبية لأبناء المنطقة الصامدين.

وكانت مؤسسة عامل قد أصدرت بياناً حول ما يحدث جاء فيه:

أعلنت مؤسسة عامل الدولية أن مركزها الخيام الصحي الاجتماعي التنموي في الخيام تعرض لقصف إسرائيلي للمرة الرابعة، ما أدى إلى تدمير قسم الأشعة وأقسام أخرى، دون وقوع خسائر في الأرواح، وذلك بعد ساعات قليلة من بدء عملية ترميمه جراء القصف الذي طاله مع بداية الأسبوع الجاري.
وكان مركز الخيام قد تعرض لاصابات عديدة خلال الاشهر الماضية وكذلك مركزي المؤسسة في  كفرديس والعرقوب، وهي مراكز صحية تنموية اجتماعية تعمل مع الناس وفق برامج تقوم على الكرامة الإنسانية والحقوق منذ العام ١٩٧٩.
يشكّل هذا الاستهداف تحدياً للقوانين والأعراف الدولية التي تمنع التعرض للمرافق الصحية، ويبدو أن تهاون المجتمع الدولي مع "إسرائيل" بعد تدميرها للقطاع الصحي في غزة شجعها على الاستمرار في هذه الانتهاكات التي تصنف جرائم ضد الإنسانية.
وإن "عامل" إذ تحيي صمود فرقها في جنوب لبنان وشجاعتهم، تؤكد أنها مستمرة في إعادة تأهيل مراكزها وتوفير وصول الناس إلى حقوقهم، خصوصاً الحق في الصحة، وتطالب المؤسسات الإنسانية باتخاذ موقف حاسم ضد هذه الانتهاكات، معتبرة ان هدف الانتهاكات الاسرائيلية ضد المرافق الصحية والإنسانية في لبنان كما في غزة، هو تدمير كل شرايين الحياة التي تصمد الشعب بمقومات الصمود في أرضه، وهي استهدافات مقصودة وممنهجة وليس عشوائية. ودعت "عامل" المؤسسات الإنسانية لادانة هذه الانتهاكات، والمطالبة باتخاذ اجراءات حماية لهذه المراكز الصحية كما تنص القوانين الدولية،  فحماية مراكز عامل وباقي المرافق الصحية والإنسانية في لبنان هي مسؤولية جماعية محلية ودولية

وفي هذا الإطار، صرح رئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا تعليقاً على استهداف مراكز المؤسسة في المناطق الحدودية من قبل العدو الإسرائيلي مرات عدة فقال: "إن وجود هذه المؤسسات الإنسانية هو جزء من صمود الناس في بيوتها وعامل مؤسسة ملتزمة بالانسان وهو الهدف والمحرك وموجودة في المناطق الحدودية وهناك استهداف لهذه المؤسسات عبر استهداف مراكزها وهذا انتهاك للقانون الدولي والإنساني والذي يمنع من استهداف هذه المؤسسات وفق اتفاقية جنيف الرابعة التي خصصت في قوانينها فقرة عن هذا الامر والتي تمنع استعمال اية قوة عسكرية ولكن كعادتها فإن اسرائيل تنتهك كل هذه القوانين، ونحن ندين ذلك، ولكن هذا لا يمنعنا من الإصرار على البقاء مع أهلنا، رغم أن مركزنا في كفرديس استهدف مرة ومركز العرقوب في كفرحمام استهدف مرتين ومركز الخيام استهدف أربع مرات وهناك مراكز إنسانية أخرى شقيقة استهدفت أيضا، ولكن نحن سنبقى مع أهلنا، ونتمنى أن تحمل الأيام القادمة ظروفاً أفضل ويعود أهل هذه المناطق إليها، وعامل دائما مع الناس على الأرض وفي الميدان وتعمل من أجل الكرامة الإنسانية وأن تتمتع الناس بحقوقها دون منّة من أحد".
الدكتور مهنا أكد على أن: "وجود هذه المراكز واستمرار عملها في المناطق الحدودية رغم كل الظروف يشكل عامل دعم ومساندة للأهالي، ويعطي شعوراً بالأمان، كما هو حال مركز كفرحمام حيث عبّر رئيس بلديتها بأن وجود مركز عامل يساهم في تدعيم صمود الأهالي هناك، فوجود هذه المراكز هو جزء من بقاء الناس في مناطقها".