بأقلامهم >بأقلامهم
نكون أو لا نكون؟
جنوبيات
نغوص في أعماق أنفسنا وننصت لما تتحدث به دواخلنا ونقول هل نحن نملك انفسنا أم أننا لا زلنا نحارب ونقاتل لنصبح النسخة الأفضل من أنفسنا، هل ننظر الى ما حولنا ام أن ذواتنا هي محور اهتماماتنا، هل أدركنا الحب الحقيقي الذي يعتبر المرآة التي تعكس صورتنا الذاتية وترينا نواقصنا وعيوبنا وتدفعنا للتحسين والتغيير والتطوير، هل نحن أمام محكمة الحياة التي تحكم على سلوكياتنا وتصرفاتنا التي تفضح من نكون أمام الآخر، هل الصدق هدفنا والأمانة معيارنا، كيف نحب الآخر ما لم نحب ذاتنا ونتقبلها بكل ما يعتريها من صفات، هل نعمل على أنفسنا ونمارس هواياتنا ونلجأ الى الله في لحظات ضعفنا ونتصل بالإله الخالق لنقوى على ضعفنا الذي خلقنا الله به لنستعين ونلوذ به ونتقرب إليه، من نكون؟ هذا هو السؤال من نكون؟ لماذا نقوم بأعمال معينة دون غيرها ولماذا نوافق على ما نحن عليه ولا نتحرك لتغيير الساكن الذي يبقينا مكاننا، هل السكون والرضوخ والإستسلام للواقع هو يعتبر نقطة الركود؟ اي متى نصحو من ثباتنا العميق؟
في الواقع اسئلة كثيرة تتراءى لنا قي حياتنا وتظهر لنا الحقيقة التي غفلنا عنها كل السنوات التي مضت، لا الندم على ما فات ينفع ولا الحسرة والوجع، فالنهوض من القمقم واكتشاف ذواتنا هي التي تدفعنا للإنطلاق نحو المستقبل بقوة الإيمان الذي يسكننا ويحركنا، نحن نتعلم من الماضي الدرس الذي يضعنا من جديد على سكة الحياة لننطلق بقطار الأمل واليقظة، فالمأمول نبني عليه ونعلو لنصل الى القمة، واقعنا لم يعد يتيح لنا المكان الذي نرنو إليه أي باتت القمة هدفنا، لا نقول بأن القدر أوجدنا ونستسلم بل علينا الإنطلاق بقوة السهم الذي ينطلق بجسارة للوصول الى النقطة الرئيسية، لا شيء يوقفنا ولا شيء يردعنا بل نحن نقوى على أنفسنا ونصبر صبرا جميلاً ونتجلد على ما يعترضنا، نحن من نطرد السلبية ونتسلّح بالإيجابية ونمضي قدماً نحو ما نسعى إليه، نتوسل كل الوسائل المشروعة ونستغل كل الفرص الممكنة لا شيء مستحيل فالإنسان بإمكانه ان يكون الإنسان الخارق، فالقوة وحدها تكون السبب للوصول الى المبتغى.
الحياة مليئة بالمفاجآت والمستجدات، فالأحداث والمجريات تقع على رغم عدم توقعها ولكنها تحدث، إن الإرادة الحرة هي وحدها التي تدفعنا لنكون احراراً، فالحرية وسيلتنا وهدفنا فتحرير العقل من الجهل والأوهام والتسلح بالعلم والمعرفة هي الطريق الآخذ نحو الخلاص، فكلما تزودنا بالعلم كلما علا شأننا وبلغنا القمة التي نسعى للوصول اليها، فالوصول ليس بالسهل لكن تلك الإرادة تقوينا وتدفعنا. يقول جيغيفارا: "ليس من حقنا ان نحلم بتحقيق الحرية دون كفاح." اي ان الكفاح شعلتنا وهدفنا.