بأقلامهم >بأقلامهم
واشنطن بين محاولة اغتيال ترامب ومحاولة اجبار بايدن على التنحي
واشنطن بين محاولة اغتيال ترامب ومحاولة اجبار بايدن على التنحي ‎الأحد 14 07 2024 12:31 معن بشور
واشنطن بين محاولة اغتيال ترامب ومحاولة اجبار بايدن على التنحي

جنوبيات

ليست المرة الاولى التي تجري فيها محاولة اغتيال رئيس  للولايات المتحدة الاميركية او مرشح لها اي دونالد ترامب. فقد جرت اكثر من محاولة ابرزها عملية اغتيال الرئيس الاميركي جون فيتزجرالد كيندي في 22 تشرين الثاني (نوفمبر ) 1963 حيث قتل المنفذ فورا كما جرى اليوم مع الذي حاول قتل ترامب..

الاّ ان ما يميز محاولة اغتيال ترامب اليوم انها تأتي في جو انتخابات رئاسية اميركية واجواء سياسية وعسكرية اميركية، ملبدة ومعقدة، سواء في اوكرانيا  او في فلسطين وحولها او في شرق آسيا في اطار الصراع مع الصين حول حول تايوان..كما في اجواء امكانية تنحي الرئيس الحالي جو بايدن عن الترشح او حتى عن الاستمرار في الرئاسة في المدة المتبقية من ولايته..
 فالدولة الاقوى في العالم تعيش لحظات لم تشهدها من قبل على مستوى المرشحين للوصول الى البيت الابيض ، كما على مستوى الانقسام الحاد الذي يعيشه مجتمعها حيث تتصاعد فيه التحذيرات من حرب اهلية طاحنة او من انفصال بعض الولايات عن الدولة الفدرالية بالاضافة الى تردي الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والذي يعبر عن نفسه في اكثر من مجال..
 ان هذه الاحداث غير المسبوقة التي تشهدها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين تذكّر بالارهاصات التي كان الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي يواجهها في نهاية ثمانينات وبداية تسعينيات القرن الماضي  وادت الى انهيار القطب الثاني في العالم وتفكك المعسكر الذي يقوده..
واياً كان القرار الذي يتخذه الحزب الديمقراطي بشأن ترشيح بايدن ..وايا كانت الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال ترامب ، صاحب الحظ الاوفر  في النجاح (الدولة العميقة او مافيات شركات تصنيع الاسلحة او تعبير عن توتر داخلي شديد) فان ترامب ،في حال فوزه، سيواجه معضلات داخلية كبيرة ناهيك عن التحديات الخارجية.
لذلك المطلوب من القيمين على الامور في بلادنا ممن استسلموا لمدة طويلة لنظرية ان 99% من اوراق اللعبة بيد الادارة الاميركية ان يدركوا ان تلك النظرية لم تعد صالحة تماماً، وان امكانية التفلت من الاملاءات الاميركية باتت واسعة كما نلاحظ من سلوك بعض الدول المعروفة ب"صداقتها" العتيقة لواشنطن..
وعلينا ان ان نضغط  لكي يعاد رسم سياسات النظام الرسمي العربي والاسلامي على نحو يخرج هذا النظام من مهاوي التخاذل والخنوع والتطبيع والتجويع ويتحول الى نظام داعم للمقاومة ومتجاوز لكافة عوائق التضامن العربي والاسلامي والاقليمي وقأئد لحملة عزل الكيان الصهيوني دوليا على طريق اسقاطه.

المصدر : جنوبيات