بأقلامهم >بأقلامهم
الحب في الله...
جنوبيات
نطرح على أنفسنا التساؤلات ربما فلسفية تبحث عن اسباب الوجود وربما علمية تبحث عن ماهية الإحداث وربما ماورائية خيالية لا تمت الى الواقع بصلة، اياً كانت التساؤلات نحن نطرحها لجلاء الصورة في أذهاننا، فكلنا نبحث عن الحقيقة نفكر ونطيل التفكير، ونبحث ونجيد طرح الفرضيات اي ان اصحاب العقول يستمتعون بحل الألغاز وبفك الرموز والوصول الى الكلمات الضائعة، فالفكر هو الذي يؤكد بشريتنا وانسانيتنا، ولولا التفكير لما كنا نتميز عن الحيوان بشيء.
نعيش الحياة ونحن نبحث عن اللذين يشبهوننا بالتفكير وبالرؤية بالطباع بالسلوك بإصدار الأحكام بطريقة العيش وغيرها، فالخالق ينعم علينا ويكرمنا بالإيجاد، اي يرزقنا الله أشخاصاً صالحين يساعدوننا على العيش بسلام وبمحبة، كما ويساعدوننا على تقوية انفسنا لنكون اكثر قدرة على تقبل الواقع المرير، اي يمكن القول ان الله يهبنا ويرزقنا ونحن بالمقابل نشكر وندعو دوام هذا الرزق، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الحب في الله هو حب مشروط أم حب ينمو مع السنين ويكبر ويتزايد؟ وهل الحب صحيح اذا تناقص مع مرور الزمن؟ ما هو حب الروح ؟ وما هو حب الجسد؟
لا يمكننا الحديث عن الحب في الله دون الحديث عن الروح لأن حب الروح للروح هو الباقي للأبد، لكن يبقى ان الروح هي من أمر الله والعقل البشري لا يمكنه الوصول إلى حقيقة هذه الروح، لكن يمكن الملاحظة ان الروح للروح هي الإستئناس والونس، اي ان المتحابين في الله يجدون أنفسهم في سكينة واطمئنان مع بعضهم البعض، اي ان قربهم وبعدهم يكون في الله أما التعلق فهو تعلق في الله، وكل ما عدا ذلك هو ليس بحب إنما بتسلط وسيطرة على المحبوب وبالتالي لا يستطيعون متابعة المسيرة على الرغم من وجود مشاعر جياشة لكلا الطرفين .
ان الروح تلحظ الغياب وتنشد القرب على الرغم من بعد المسافات وابتعاد الأجساد لكن الذكريات هو كل ما يملكه الإنسان وكل ما يمكن ان يبقى في حياتنا الدنيا، ان الماديات والمحسوسات لا يمكن دوامها والذي يبقى هو الروحانيات اي تسمو الروح في اتصالها بخالقها وتزكو في التقوى والخوف من الله، اي ان اللجوء الى الأعمال التي تقربنا من تزكية النفس، ومن تقوية الروابط والحب بين الأفراد والبعد عن المصالح والتزييف للحقائق.