طيلة متابعتي للمظاهرات التي عمّت واشنطن احتجاجاً على زيارة مجرم الحرب ومهندس الابادة في غزة، ولا سيّما تلك التي اقتحمت مبنى الكابيتول وطوّقته حيث كان نتنياهو يلقي خطابه القبيح، ورغم الاجراءات الامنية المشدّدة التي اغلقت معظم الشوارع واوقفت معطم محطات المترو والباصات.. كانت صورة المناضل الانساني الكبير والحقوقي، رامزي كلارك الذي ملأت مرافعاته العديد من المحاكم،والهبت خطبه العديد من الملتقيات والمنتديات والمؤتمرات المدافعة عن القضايا العادلة، وفي مقدمها قضية فلسطين.

 لقد جمعتني بالراحل الكبير رامزي كلارك مؤتمرات وملتقيات عديدة، سواء في بغداد مناهضين للحصار والاحتلال وداعمين للمقاومة ، او في طهران في ملتقى كسر الحصار على غزة، او في اسطنبول دفاعاً عن القدس، وفي بيروت انتصاراً لمقاومتها بوجه العدوان عام 2006، وفي دمشق في وجه الحرب الكونية عليها، وفي الخرطوم لادانة الحصار والعدوان الاميركي على السودان، وفي طرابلس الغرب تضامناً بوجه الحصار وحلف الناتو، وفي القاهرة حيث كان مشاركاً في التحضيز لواحدة من اهم المحاكمات  الشعيية ضد ثلاثي الشر (شارون وبوش الابن وبلير)، وفي المؤتمر القومي العربي في تونس حيث دعا المؤتمر الى مؤتمر عربي عام ضد تصنيف حزب الله منظمة ارهابية  واذكر كلماته لي ولزملائي  في المركز العربي الدولي  في شباط / فبراير عام 2015 خلال التحضير "للمنتدى العربي الدولي من اجل العدالة لفلسطين"  لا تصدقوا ان الشعب الاميركي كله مؤيد للصهيونية ودولتها...

فالسردية الصهيونية تتراجع عند الكثير من الاميركيين، وخصوصاً عند الشباب، ولا سيّما الشباب اليهودي المعادي للصهيونية وجميعهم سيخرجون يوماً ما في موقف واحد ضد الصهاينة وجرائمها، وان بعضهم بدأ يشكّل "روابط طلابية من اجل العدالة لفلسطين".
 واليوم صحّت نبوءة الراحل رامزي كلارك الذي اخترناه  رئيساً فخرياً لمنتدى العدالة في تأكيد اننا نميّز بين الشعب الاميركي واصحاب القرار في الولايات المتحدة.
 فتحية لأحرار اميركا 
 والف تحية لرامزي كلارك احد رموز العدالة الانساية في زمن المجازر والابادة.