بأقلامهم >بأقلامهم
كيف نحزن ونحن الكادحون؟
جنوبيات
يشعر القلب بالغبطة ويكاد يطير من الفرح كما ويشعر القلب بالحزن ويكاد يموت من الألم، يوجد في الدنيا وجهان وجه سعيد ووجه حزين، والإنسان يحزن عندما يفقد كل اسباب السعادة، وأسباب متابعة مسيرة الحياة، يصبح في حالة ركود ورثاء نفسي، يشعر بتوقف دورة الحياة، شعور داخلي يصعب وصفه حيث تختفي معه كل الآمال والقدرات على مواكبة كل التطورات، انه توقف كامل عن الحياة، فالخالق نهى عن الحزن في القرآن الكريم وخاصة حزن النساء، والسؤال لماذا نحزن؟ ولماذا نسمح للحزن ان يتسلل الى قلوبنا ويستوطن بها؟ هل نفكر عندما نحزن بأنه يوجد لدينا ألف سبب لكي نستبدل شعور الحزن بالفرح والبهجة والغبطة؟
الإنسان القوي يقف موقف البطل ويتحدى كل الصعوبات التي تواجهه مهما كانت قساوتها، لا يسمح للحزن ان يتسلل إليه، يواجه المشاعر السلبية بالإيجابية، وينهض ويحارب ويواجه ويعطي نفسه المبررات لمتابعة الحياة بشغف، فالسعي وبذل المجهود والتفاؤل بالخيروالعمل على ترويض النفس بالنصر المبدئي يحفز الإنسان ويدفعه الى مواجهة اي يأس او احباط يتسلل إليه عبر لحظات ضعف، ان الحزن أكبر معلم لنا، لكن متى يتعلم الإنسان من الحزن وينتصر عليه ولا يدعه يوقفه عن متابعة احلامه ونشاطاته؟ متى ينتصر الإنسان على نفسه ؟ ويصبح مخزن للطاقة الإيجابية فقط؟ هل الإنسان في بحث دائم عن السعادة؟ وهل يصل الإنسان لها على الرغم من الإحاطة بكل اسباب الحزن؟
في الواقع اسئلة كثيرة لا نجد الإجابة عنها بل نبحث علنا نهتدي للأسباب الموجبة لإبعاد الأحزان عنا والإحاطة بالسعادة التامة، تلك السعادة المحفزة للإنجاز والعمل الدؤوب، فالنملة لا تيأس من بناء بيتها ولو تهدم مئة مرة فهي تعاود الكرة في كل مرة، فالفشل هو السبب للوصول الى النجاح، ولولا الفشل لما وصلنا الى النجاح الذي يتبعه الفرح والسعادة لما انجزنا من انجازات، فالحياة لا تقف على احد وهي مستمرة والإنسان لا ييأس من اختيارخاطئ، او لمجرد ارتكاب هفوات عن غير قصد، فلولا الخطأ لما كان ثمة إصلاح وترميم .
أخيراً نستشهد بحديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : " ان قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فليغرسها " اي ان الحديث يحث على العمل وعدم اليأس والقنوط .