أطلقت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة برنامج "المجلس البلدي للأطفال" في مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار للعام الدراسي المقبل (2024 -2025) انطلاقاً من تجربة المجلس البلدي للأطفال التي أطلقتها رئيسة المؤسسة السيدة بهية الحريري على صعيد صيدا ومختلف المناطق اللبنانية في العام 1998.
ويهدف برنامج المحاكاة هذا، إلى تمكين طلاب صفوف السادس الأساسي في السنة الأخيرة من المرحلة الإبتدائية وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في اتخاذ القرار داخل مدرستهم ومجتمعهم.
وجاء إطلاق البرنامج خلال لقاء دعت إليه مؤسسة الحريري وعقد في حرم ثانوية رفيق الحريري بمشاركة السيدة الحريري ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع ومديرو المدارس الرسمية والخاصة في الشبكة المدرسية، وأول رئيسة مجلس بلدي للأطفال في لبنان (1999 - 2000) غنى مجذوب.

استهلت الحريري اللقاء بكلمة شكرت في مستهلها رئيس البلدية الدكتور بديع على مشاركته، واكدت على أهمية استمرار وتطور عمل الشبكة المدرسية منذ 25 سنة، معربة عن تقديرها الكبير لحرص المدراء على استمرارية هذا الإطار التربوي الجامع كمساحة تشاورية للحوار في كل القضايا التي تتعلق بالتربية والتعليم.
وقالت: "برنامج المجلس البلدي للأطفال الذي نحن بصدده اليوم ليس جديداً علينا، وقد بدأنا به سنة 1999، لكننا نطلقه اليوم بمفهوم جديد وبصياغة مستقبلية وبقواعد مؤسساتية"، معتبرة أن "التلامذة الذين نستقبلهم اليوم ليسوا هم أنفسهم من عاشوا هذه التجربة منذ 25 سنة، لأننا اليوم أمام طالب ليس فقط محلي صيداوي أو لبناني، بل أمام طالب عالمي .. وهنا تكمن أهمية هذا المشروع، لأنه بقدر ما يتاح أمام الطالب من فضاء معرفي غير محدود في هذه القرية الكونية، فمن المهم جداً تعزيز فهم الطلاب للديمقراطية وتطوير مهاراتهم القيادية واشراكهم في اتخاذ القرار وزيادة وعيهم لقضايا مجتمعهم ومشاكله وتشجيعهم على المساهمة بإيجاد حلول لها،  وهو ما يهدف اليه هذا المشروع الذي - كما فكرة الشبكة - لا يفرق بين الرسمي والخاص. فالعدالة التربوية لا يمكن ان تطبق الا اذا نظرنا الى هذا الرأسمال البشري الذي هو بين ايديكم من دون فوارق او تمييز".
وأشارت الحريري الى أن الخطوة التالية بعد اطلاق برنامج المجلس البلدي للأطفال هي الذهاب به الى وزارة التربية ليصبح معترفاً به وتعميمه على بقية المناطق. وتوجهت بالمناسبة بالشكر الكبير لوزير التربية القاضي عباس الحلبي الذي "يقوم بعمل جبار، واستطاع أن ينجز الإمتحانات الرسمية رغم كل الصعوبات والتحديات".

ومن جهته، ابدى رئيس البلدية الدكتور بديع دعمه لفكرة هذا المشروع وقال: "نحن كبلدية جاهزون لأي شيء يمكن ان نساهم به ضمن امكانياتنا ونعتبر أنفسنا الشريك الأول بهذا المشروع".

ثم قدمت الحريري للحضور أول رئيسة مجلس بلدي للأطفال في لبنان (1999) غنى مجذوب التي عرضت تجربتها وما تركته في ذاكرتها وشخصيتها من أثر إيجابي، وقالت: "كانت مرحلة مهمة في حياتي ساهمت في تنمية شخصيتي وشعرت بأنني قادرة وزملائي على أن نحدث فرقاً في منطقتنا، فقمنا في ذلك الوقت بمشاريع وأنشطة عديدة في صيدا . وأنا اشجع الطلاب على خوض هذه التجربة الجميلة ، فهم بحاجة لما يعزز شخصيتهم. وهذا المشروع مهم جداً لأنه يركز على أمرين: ان يتعلم الأولاد تجربة الديمقراطية وآلية العملية الانتخابية والأمر الثاني تنمية شخصيتهم".

ثم قدمت مديرة ثانوية حسام الدين الحريري السيدة دينا جرادي عرضاً عن مشروع المجلس البلدي للأطفال بصيغته الجديدة، وتلى ذلك عرض من أحمد كساب ومروة أبو عاصي من فريق عمل مؤسسة الحريري حول أهداف المشروع وآليته المقترحة . وجرى اطلاق دليل خاص بالمجلس البلدي للأطفال للعام الدراسي (2024 - 2025) وتوزيعه على المدراء المشاركين.