عام >عام
مخاوف أمنية تؤرق مخيم عين الحلوة.. والجيش يواصل تعزيز مواقعه وتدابيره الأمنية
الثلاثاء 21 02 2017 12:59جنوبيات
عاد الوضع الامني في مخيم عين الحلوة الى واجهة الاهتمام السياسي، وسط مخاوف من توتير مفاجىء في اعقاب التطورات المتلاحقة من تعليق عمل “اللجنة الامنية الفلسطينية العليا” الى “حل القوة الامنية المشتركة”، بانتظار اعادة هيكلة الاطر الامنية المشتركة، فيما باشر الجيش اللبناني تعزيز مواقعه العسكرية في محيط وتشديد اجراءاته الامنية احترازيا.
آخر التطورات الميدانية تمثلت بانسحاب عناصر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة من مكتب منظمة “الصاعقة” على الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة الى المقر الرئيسي في منطقة بستان “القدس” والتي كانت تأتمر بمسؤول من القوة تابع لحركة “حماس”، وذلك في اعقاب ابلاغ حركة “فتح” مسؤولي الفصائل الفلسطينية انها اوقفت التزامها دفع الاموال التي كانت تقدمها لدعم عملها القوة الامنية لحين الانتهاء من اعادة هيكلتها من جديد وفق مقررات الاجتماع الذي عقد في سفارة دولة فلسطين في بيروت منذ ايام.
واكدت مصادر فلسطينية ان حالة من الاستنفار شهدها المخيم ليلا في اعقاب ظهور مقنعين في عدد من الاحياء وصولا الى سوق الخضار، فيما رفعت القوى الفلسطينية من اجراءات الحراسة مكاتبها تحسبا لاي استهداف ودخول “موتورين” او “طابور خامس” على خط التوتير.
بالمقابل، باشر الجيش اللبناني اتخاذ المزيد من التدابير الامنية عند حواجزه العسكرية وتحديدا عند مدخل المخيم الشمالي لجهة مستشفى صيدا الحكومي، وانجز اقامة بوابة متحركة لاقفال مسربي الطريق دخولا وخروجا وقت الحاجة، ووضع كتل اسمنتية بين المسربين، ناهيك عن تشديد اجراءات التفتيش والتدقيق، للمارين من والى المخيم وقد تمكنت مخابراته عند الحاجز العسكري للمدخل الغربي في منطقة الحسبة من توقيف الفلسطيني (عيسى.ق) وهو مطلوب بموجب مذكرة قضائية في حادثة اطلاق نار، بينما تسلم الفلسطيني (بلال.ع) وهو مطلوب بعدة مذكرات لانهاء ملفه الامني.
مهرجان الديمقراطية
سياسيا، أحيت “الجبهة الديمقراطية” ذكرى انطلاقتها لـ 48 عاما، واقامت مهرجانا سياسيا في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، بحضور ممثلي الاحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد كبير من أبناء المخيم وصيدا.
واكد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، على العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني والتي لا يمكن فسخها أو إلغاؤها، معتبرا ان مخيم عين الحلوة جزءاً لا يتجزأ من صيدا، وأن أمن المخيم لا يمكن فصله أبداً عن أمن صيدا، ولا عن أمن الجنوب والأمن الوطني اللبناني ولن ينجح كائن من كان في الفصل بين صيدا والمخيم، لا بجدار ولا بدون جدار، مطالبا السلطات اللبنانية بمراجعة سياساتها تجاه إخواننا الفلسطينيين، وبإعطائهم حقوقهم الإنسانية والاجتماعية، وبتغيير النظرة الأمنية الضيقة إلى المخيمات، فأبناء المخيمات، باستثناء بعض الحالات الشاذة، هم أبناء شعب مناضل يكافح منذ عشرات السنين من أجل استعادة أرضه والعودة إلى وطنه. واكد أمين سر حركة “فتح” في لبنان فتحي أبو العردات، حرص الحركة فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” على امن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني”، معتبرا ان “الحوار كفيل بحل كافة الخلافات من اجل الوصول الى توافق وموقف موحد يحمي المخيمات من عين العاصفة الملهتبة في المنطقة”.
بينما اعتبر عضو المكتب السياسي لـ “الجبهة الديمقراطية” ومسؤولها في لبنان علي فيصل، ان المخيمات الفلسطينية في لبنان تعيش اوضاعا صعبة وهناك امكانية فعلية لمعالجة هذه المشكلات بسياسات فلسطينية داخلية وبالتعاون مع المؤسسات اللبنانية المعنية من اجل القضاء على كل ما من شأنه ان يحرف نضال شعبنا ويضع حدا لأي اساءة لمخيماتنا وصورتها النضالية باعتبارها بيئة مقاومة ونضال من اجل العودة.. داعيا الى تطوير وتعزيز الاطر الوطنية التي يقع على عاتقها مسؤولية حماية مصالح وحقوق اللاجئين وعدم التساهل مع كل مخل بأمن واستقرار شعبنا.
اقفال ملف صيداويا، حذر تجمع “احرار صيدا” مما يحاك لمخيم عين الحلوة من الداخل والخارج وخاصة بعد افشال مشروع الجدار، حيث تنشط مجددا مجموعات همها تعكير صفو المخيم، فاستقرار الوضع الامني في مخيم عين الحلوة حاجة ضرورية لاستقرار الساحة الصيداوية برمتها لذا نطالب جميع القوى السياسية في المدينة بتحمل مسؤولياتها تجاه ابنائها والعمل على طي ملف الموقوفين الابرياء”، مطالبا في الوقت نفسه جميع القوى السياسية في مدينة صيدا بتحمل مسؤولياتها تجاه ابنائها والعمل على طي ملف الموقوفين الابرياء في احداث عبرا، قائلا “ان وضع حد لعذاب ذوي الموقوفين المظلومين وكفكفة دموع اهاليهم اصبح ضرورة ملحة، فلم يعد جائزا تحويله الى مشكلة صيداوية ووطنية مزمنة وعالقة بلا حل او مخرج عادل وسليم وتطالعنا من حين لآخر توقيفات واعتقالات على الشبهة لمواطنين صيداويين بما لا يتفق مع القوانيين المرعية، فهل بالامكان السكوت على ان تتحول مدينة بأكملها مكسر عصى وموقع اتهام مستمر بفعل مغامرات طائشة جرت في سياق ظروف دقيقة لتصفية حسابات تجاوزتها الاحداث، فلتتضافر كل الجهود الطيبة والنيات الحسنة لوضع حد لهذا الملف المؤلم و الشائك.
وفاة طفلة
وسط كل ذلك، توفيت الطفلة الفلسطينية منى عثمان ابنة مخيم نهر البارد في احدى مستشفيات الشمال، بعد أن قضت فيه ما يقارب الأسبوعين في العناية المركزة، اذ كانت تعاني من وضعٍ صحي صعب، وتشكو من مرضي السلّ والسحايا منذ العام 2010، إلى أن تأزم وضعها الصحي وفارقت الحياة. وترك رحيل عثمان الذي اثار ضجة كبرى وغضبا في الاوساط الفلسطينية، تساؤلات عن ما آل إليه وضع الأطفال الفلسطينيين في المخيمات من حالات إهمال وعدم توفير العلاج المناسب، وهم بأشد الحاجة إلى العلاج والرعاية وعن دور وكالة “الاونروا” في التدخل السريع لانقاذها.