بأقلامهم >بأقلامهم
"من أي صنف سياسيّونا"؟!
جنوبيات
كشف تقرير لجنة الأمم المتّحدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لغرب آسيا (الأسكوا) أنّ الظّلم في العالم العربيّ هو عنوان ومسلكيّة ومنهج ونظام سياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ.
وقد كشف التّقرير أيضًا أنّ الظلم في العالم العربيّ هو الذي حال دون إحقاق التنمية المستدامة، وحوّل العالم العربيّ إلى زنزانة كبيرة أي إلى سجن بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة.
وأهمّ عوامل انهيار الدّول والمجتمعات يكمن في انتشار الظلم والقهر، وهذا مخالف جملةً وتفصيلًا للفطرة والمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة وحتّى الدينيّة.
والسّؤال الاستراتيجيّ الذي يتبادر إلى أذهان الجميع: لماذا يُعدّ العالم العربيّ أرضًا خصبة للظلم؟ علمًا بأنّ الحضارة والعدالة قد خرجتا من العالم العربيّ إلى العالم أجمع، وقد جاء في محكم كتابه العزيز: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ".
لذا،
إنّ مجمل حكّام العرب خائنون لوطنهم وشعبهم الذي وضع ثقته بهم. وأقلّ ما يُنعتون به أنّهم "أنذال". فلو كانوا يخافون الله ويخشون يوم الحساب لما فعلوا ما يفعلون. فالزّعيم الخائن والفاسد لا يمكن أن يبني وطنًا بل يبني مصلحة له ولأبنائه.
أوليس هذا ما يحصل في البلاد العربيّة؟ ولو كانوا غير ذلك، لتذكّروا قول الله في محكم تنزيله: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ".
فالخيانة ليس لها وطن، وليس لها دين. وطنها الحقد والغلّ والكره والمقت. ودينها الظلم والافتراء والإذلال والسحت.
فمن أي صنف سياستنا، ومن أي نوع سياسيّونا؟
الجواب بواقع الحال خير ردّ على السّؤال...