فلسطينيات >داخل فلسطين
"لغز" عملية اغتيال هنية.. 5 سيناريوهات واستنتاجات.. وأسئلة!
الجمعة 2 08 2024 12:41جنوبيات
أسئلة كثيرة تدور حول طريقة اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" الشهيد إسماعيل هنية، بما في ذلك الآلية، والوسيلة، والقاعدة التي انطلقت منها العملية، والتوقيت، والمكان، وحجم الاختراق الإسرائيلي، وطبيعة الردّ.**
رغم أن مسلسل الأسئلة قد لا ينتهي، حتى بعد "الثأر" الإيراني من "الإهانة" التي تعرض لها النظام الإيراني على الصعيدين السياسي والأمني، ستظل هذه العملية لغزًا يسعى الجميع إلى فك شفراته.
قد تنجح الجهود المبذولة على جميع المستويات في إيران في تفكيك بعض "ألغاز" عملية الاغتيال، لكن هناك سقوف تغطي العملية، وأبعادها، واستهدافاتها، ورموزها، و"شيفرتها" السرية التي يبدو أن أميركا قدمتها على "طبق من دم" إلى "إسرائيل". كما نظمت أميركا عملية تضليل كبيرة حول "ضبط التصعيد في الشرق الأوسط"، للسماح بتسلل "إسرائيل" إلى قلب طهران وإلى قلب الضاحية الجنوبية في لبنان.
مارست أميركا، على مدى 10 أشهر، لعبة "القفز على الحبال" بين تغطية جرائم نتنياهو وتشجيعه على مواصلة العدوان على غزة، وبين "الحرص" الوهمي على "وقف إطلاق النار"، واستمرت بضخ السلاح إلى كيان الاحتلال ليرتكب مجازره، وفي المقابل كانت تهدئ العالم والعرب بأنها تعمل على "وقف إطلاق النار"، لكنها منعت مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يوقف حمام الدم.
لم تكتفِ أميركا بـ"التصفيق الحار" لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحت سقف "ديمقراطيتها"، بل "قدمت" له "هدايا" قبل عودته إلى كيان الاحتلال، بأختام الدم، ما يسمح له بتنفيذ أكبر عمليتي اغتيال، في قلب وعقل محور المقاومة، الضاحية الجنوبية وطهران. يبدو أن تلك "الهدايا" كانت "مزيّنة" بأيدٍ عربية.
كل هذه الاستنتاجات هي اليوم على طاولة التدقيق، وسيكون هناك ما يُقال وما لا يُقال، لكن التاريخ سيتحدث ويفكك الألغاز والأسرار التي أحاطت بهذه المرحلة.
نشرت وسائل الإعلام عدة سيناريوهات حول اغتيال إسماعيل هنية، وكلها تشير إلى اختراق إسرائيلي خطير لإيران على المستوى الأمني، خاصة أن إيران حرصت على إجراءات أمنية استثنائية في حماية الشهيد هنية، بما في ذلك وجود قوات الأمن الرئاسي "أنصار المهدي" واستخبارات "الحرس الثوري". فتح هذا الوضع تحقيقات مكثفة على كل المستويات في الدولة، القضائية والأمنية والاستخباراتية، نظرًا لحجم الاختراق الكبير والدقيق والخطير.
تشكل عملية الاغتيال أيضًا "إهانة" كبيرة للجمهورية الإسلامية، التي استهدف "ضيفها" على أرضها، كما أشار بوضوح شديد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. كان بإمكان "إسرائيل" اغتيال هنية في مصر أو لبنان أو قطر أو تركيا، لكن "إسرائيل" تعمدت تنفيذ العملية في طهران، لتوجيه رسائل عالية التصعيد ضد إيران وإحراجها أمام حلفائها، وإظهار أنها ليست مكانًا آمنًا، وزرع بذور الشقاق بين "محور المقاومة".
دفعت هذه التحليلات إيران إلى وضع كل ثقلها لحسم التكهنات حول كيفية تنفيذ عملية الاغتيال، وجمع خيوط الجريمة لوضع الرواية الحقيقية، خصوصًا في ظل التسريبات الإسرائيلية المتعمدة التي نشرتها عبر وسائل الإعلام، والتي ساهمت في ضبابية كبيرة حول طريقة التنفيذ وإحراج إيران وإرباكها. كما تريد إيران معرفة كيفية عمل خلايا عملاء "إسرائيل" على أرضها، والتي نجحت في الماضي باغتيال العديد من العلماء الإيرانيين.
أدرك المسؤولون الإيرانيون أن التقارير التي نشرت حول عملية الاغتيال نجحت في التشويش على الرواية الحقيقية، وأخضعت جميع السيناريوهات المسرّبة عبر الإعلام، أو تلك المحتملة، للدرس والتمحيص وكشف جوانبها.
السيناريوهات المتداولة:
1.الهجوم الجوي: عبر طائرة مسيّرة أو طائرة حربية أطلقت من أجواء العراق أو سوريا أو أذربيجان.
2. برنامج التجسس: نشر موقع "سبوتنيك" الروسي أن "إسرائيل" ثبتت برنامج تجسس على هاتف هنية من خلال رسالة "واتساب"، مما مكنها من تحديد موقعه وشن هجوم صاروخي عبر طائرة صغيرة بدون طيار.
3. الهجوم من مبنى مجاور: نشرته قناة "سكاي نيوز" بالعربية ونسبته إلى "مصادر إيرانية".
4. *عبوة التفجير: أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، حيث زعمت أن اغتيال هنية تم باستخدام عبوة تفجير زرعت في مجمع "الحرس الثوري".
5.الهجوم من غواصة: أوردته قناة "العربية" عن صحافي إسرائيلي قال إن الهجوم تم بصاروخ أطلق من غواصة إسرائيلية في المياه الإقليمية الإيرانية.
كل هذه السيناريوهات تخضع للفحص والتدقيق في إيران، لكنها تعني أن "إسرائيل" تحاول إخفاء الوقائع الحقيقية في عملية الاغتيال، إما للحفاظ على سرية شبكاتها وخلاياها في إيران، أو لعدم إحراج حلفائها من الدول المحيطة بإيران.