لبنانيات >أخبار لبنانية
المجلس المذهبي برئاسة أبي المنى حث أبناء الجبل على احتضان أبناء الجنوب والضاحية
المجلس المذهبي برئاسة أبي المنى حث أبناء الجبل على احتضان أبناء الجنوب والضاحية ‎الخميس 8 08 2024 20:30
المجلس المذهبي برئاسة أبي المنى حث أبناء الجبل على احتضان أبناء الجنوب والضاحية

جنوبيات

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعها الأخير لولاية المجلس الحالية، التي تنتهي بداية أيلول المقبل، في دار الطائفة في بيروت، برئاسة رئيس المجلس شيخ العقل للطائفة الدكتور سامي أبي المنى، وحضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال القاضي عباس الحلبي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النواب: مروان حمادة، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور، وفيصل الصايغ، ورؤساء اللجان والأعضاء، لمناقشة قضايا إدارية وشؤون داخلية متصلة بعمل المجلس.

كما تناول المجلس التطورات والمستجدات الحاصلة على مستوى لبنان والمنطقة، وأصدر في ضوء ذلك بياناً دعا فيه "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل، لوقف فوري للنار في غزة وجنوب لبنان والامتثال للقرارات الدولية ذات الصلة واحترام المواثيق الإنسانية"، مستنكراً ما "ترتكبه إسرائيل من حرب تدميرية وجرائم اغتيالات وفظاعات إنسانية"، داعياً "لوقف عدوانها المستمر وعدم توسيع حمى حربها، في ظل تعاظم التهديدات والردود، التي تجاوزت الحدود، وبما يهدد باحتمالات وأخطار مفتوحة".

وأكد البيان "أهمية التضامن الداخلي في مواجهة التحديات الكبيرة للوطن وبذل الجهود الممكنة من قبل مختلف القوى السياسية، في لحظة مصيرية دقيقة، تكون الأولوية فيها لما يحفظ الوطن ويصون الكيان ويحمي الدولة ومؤسساتها، ولا سيما الأمنية منها، كي تقوم بالمهام المناطة بها، لتوفير الحد الأدنى من الاستقرار، حيث إنه من واجب الجميع الالتفاف حولها وتقديم الدعم لها".

وتوجه إلى "أبناء الجبل خصوصاً"، داعياً إلى "التضامن الوطني واحتضان أبناء الجنوب والضاحية كضيوف مكرمين في المنازل والبيوت والمؤسسات، تحت المظلة الوطنية التي تجمعنا جميعاً، وانطلاقاً من القيم الأخلاقية والإنسانية والتكافل الاجتماعي والأهلي على مختلف المستويات، ورفض أي استغلال مادي من أصحاب الشقق السكنية والمنازل لمن اضطرتهم الحرب لترك منازلهم قسراً".

شيخ العقل

وبعد افتتاح الجلسة ألقى أبي المنى كلمة قال فيها: "الحمد لله على جزيل إنعامه ومننه، الحمد لله على ما أعطى ووهب وعلى ما منع وحجب، الحمد لله على الهداية والرعاية والعناية. حضرة أعضاء المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الكرام، أحييكم تحية المحبة والتقدير مع قرب انتهاء ولاية مجلسكم الكريم، أخوة وأخوات أعزاء، وأشكركم على التضحية والتعاون على مدى ست سنوات بدأت في أوائل شهر أيلول 2018، وتنتهي في بداية شهر أيلول القادم، ثلاث سنوات ونيف برئاسة سماحة الشيخ نعيم حسن المباركة لهذا المجلس وسنتان وتسعة أشهر برئاستنا، وقد قدر لهذه التجربة أن تخاض في ظل تغيرات وتحديات اجتماعية واقتصادية ووطنية وإقليمية صعبة".

أضاف: "بالرغم من كل الظروف المعيقة والاستثنائية، فإننا نؤكد على أهمية التجربة وعلى قدسية الواجب الذي يدعونا لخدمة طائفتنا ووطننا، من خلال دور المجلس والمهمات المنوطة به كهيئة عامة وكهيئة إدارية وكلجان فاعلة وكأعضاء ممثلين لقطاعاتهم المختلفة، هذا الدور الواسع الشامل في المجالات الاجتماعية والدينية والثقافية والاغترابية، إضافة إلى المجال الوطني العام، والتي تحتاج جميعها إلى مواكبة إدارية ومالية دقيقة وشفافة، وإلى اهتمام بشؤون الأوقاف حفظاً لها وصيانة واستثماراً، لتكون الرافد الأغنى لدعم مشاريع المجلس ولجانه ولتغطية القسم الأكبر من حاجات عائلاتنا وأبنائنا الدينية والثقافية والصحية والتعليمية والاجتماعية، وللنهوض بمجتمعنا وتحصينه في مواجهة التحديات".

وتابع: "باستطاعة مجلسكم الكريم أن يحاسبنا أو أن يعذرنا في ما قمنا به أو ما لم نقم به، لكننا في مطلق الأحوال قدمنا ما استطعنا من جهد، وحافظنا على المؤسسة بالرغم من كل شيء، تعضدنا قيادة حكيمة ثابتة معطاء، متمثلة بالزعيم القائد وليد بك جنبلاط ورفاقه الكرام، وتحتضن عملنا الشريحة الأوسع من مشايخنا الأجلاء وأبناء طائفتنا الأوفياء، إن لم نقل جميع أبناء الطائفة، وتواكب مسيرتنا علاقات وطنية مميزة مع إخواننا في جميع الطوائف وعلى امتداد الوطن".

وقال: "من هذا الموقع ومن هذا المكان، كانت لنا اجتماعات ومواقف في محطات مفصلية، منها تلك المتعلقة بوضع إخواننا في سوريا المنتفضين لكرامتهم ونيل حقوقهم، والمؤكدين تعلقهم بوطنهم الواحد الموحد، ومنها تلك المتعلقة بمواجهة العدوان الإسرائيلي المتمادي في فلسطين المحتلة ووضع إخواننا الموحدين المعروفيين هناك، ونداءاتنا المتكررة لهم للتمسك بهويتهم الروحية والوطنية، والالتزام مع إخوانهم الفلسطينيين بحقهم المطلق بالسيادة على أرضهم والعيش الآمن والمستقر، ورفض سياسات التهويد ومحاولات سلخهم عن تراثهم التاريخي ومجتمعهم العربي الإسلامي".

أضاف: "من هذا الموقع وهذا المكان أطلقنا الأفكار والمبادرات من أجل نهضة الطائفة والمساهمة في نهضة الوطن، وقد حققت بعض اللجان إنجازات ملموسة، نأمل أن نعمل في المجلس المذهبي الآتي لاستكمالها ومتابعتها:

أولها، ما هو مرتبط باستثمار الأوقاف، ليس فقط في مجال تأجير بعض عقاراتها، كما تحقق في المدرسة المعنية في بيروت والتي تمكنت لجنة الأوقاف مشكورة من عقد اتفاق يعيد للمدرسة وهجها التاريخي ويحقق الدخل المقبول نسبياً على مدى خمس عشرة سنة، بل أيضاً في مجال خلق مشاريع تنموية صناعية وزراعية وبيئية على أراضي الأوقاف، بالشراكة مع القطاع الخاص ومع المنظمات الداعمة.

ثانيها، في مجال الشؤون الاجتماعية، وقد أنجزت اللجنة الاجتماعية ما أنجزته في مجال الاستشفاء والرعاية عبر برنامج التعاضد الاجتماعي "سند" المفترض تطويره ومأسسته ودعمه، أم عبر مركز الرعاية الصحية والأسرية في عاليه وما يقدمه من خدمات تتسع شبكتها يوماً بعد يوم، وهو ما يستحسن تعميمه على أكثر من منطقة.

وثالثها، في مجال الشؤون الدينية، وما أنجز منها عبر اللجنة الدينية، من تقدم مدروس في عمل الكلية الجامعية في عبيه التي تحتفل بعد أيام بتخريج دفعتها الثانية، والتي نأمل تطويرها وتوسيع مجالاتها وآفاقها، ومن التوسع في افتتاح مراكز الثقافة التوحيدية برعايتنا في أكثر من بلدة لتكون منطلقاً لأبنائنا وبناتنا للتعرف على هويتهم التوحيدية والإسلامية".

وتابع: "كذلك في مجال الشؤون الثقافية، وإن كان هذا المجال محدوداً لكونه ليس من الأولويات في مثل هذه الظروف، إلا أن اللجنة الثقافية نجحت في إقامة بعض النشاطات المميزة وخططت لبعضها الآخر على أمل المتابعة من قبل المجلس القادم".

وأضاف: "كذلك في المجال الاغترابي، الذي يحتاج إلى خطة عمل واسعة ومركزة نظراً لاتساع دائرته، وقد أنجزت اللجنة هذه السنة بهمة رئيسها والأعضاء إقامة حفل تكريمي لائق لنخبة من أبناء الطائفة المغتربين الخيرين ليكونوا قدوة لسواهم في مهمة دعم مؤسسات الطائفة والمساهمة في احتضان عائلاتها".

وقال شيخ العقل: "إذا كانت اللجنة الإدارية قد حكم عليها بسفر رئيسها قسراً لفترة تزيد على السنتين، إلا أنها تابعت دراستها لحاجيات الإدارة والتي كانت تصطدم دائماً بتوقف الدولة عن التوظيف والتعاقد، واستكملت نشاطها في بعض المشاريع الحيوية، كمشروع "رواد الجبل" التدريبي على بعض المهن والصناعات البسيطة، والتي أسفر عن إقامة معرض بيروت للمنتوجات القروية في قصر الأونيسكو بالتعاون مع اللجنة الاجتماعية، الذي رعيناه ووزيري الثقافة والاقتصاد على أمل أن يكون محطة سنوية لأهلنا في الجبل ووادي التيم لإبراز طاقاتهم وتصريف منتجاتهم، وهو ما يتطلب تشكيل لجنة مختصة به".

أضاف: "كذلك في مجال الشؤون المالية، التي هي موضوع جلستنا اليوم، وقد حظيت باهتمام ومتابعة دقيقة يشهد لها من قبل رئيسها وأعضائها، من الإشراف على الموازنات السنوية ومواكبتها وإدارة السيولة وتدارك المخاطر والصرف وفق الملاءات المالية المتوفرة، وذلك في أوقات مصيرية وصعبة، ساندت بجهودها المتواصلة، المجلس واللجان وجميع المشاريع الضرورية لتغطية حاجات الأوقاف ومستلزمات عمل اللجان. وقد لاقى هذا الموضوع صعوبة في السنوات الماضية، الأمر الذي نتمنى معالجته بسرعة في مجلسكم المقبل".

وختم: "أشكر الله تعالى على كل نعمة وبركة، أشكر أعضاء المجلس المذهبي وعلى رأسهم سماحة شيخ العقل الراحل الذي أعطى وكان على رأس الداعين إلى تأسيس المجلس والاهتمام بأعماله، وأشكر وزير التربية الذي تكرم بالحضور وأخوتي النواب ورؤساء اللجان، وأشكر أعضاء المجلس المذهبي الذين ساهموا في خدمة الطائفة بصدق وإخلاص. أتمنى من المجلس القادم أن يواصل العمل، وأن يكون عوناً للقيادة وللطائفة في هذه الظروف الاستثنائية، وفق المصلحة العامة ونصرة قضايا الوطن والأمة".

المصدر : جنوبيات