عام >عام
بيان من اهالي السجناء الفلسطينين في السجون البنانية (العفو العام)
الخميس 23 02 2017 14:57في ظل الإضرابات المتتالية التي نظمها السجناء في سجن جو، نود بصفتنا أهالي هؤلاء السجناء أن نبث ما نعانيه إلى المجتمع، حكومة وشعبا، ونناشدهم من باب الإنسانية، ومن باب الإيمان بالله والرضا بالإسلام دينا، ومن باب المواطنة والانتماء إلى أرض واحدة، هل يرضون بما يجري هناك؟ وإلى متى سنظل نعاني ما نعاني، ولانزال في نظر الجميع ذوي مجرمين لا يستحقون الرحمة؟
صحيح أن السجناء ارتكبوا جرما وكان عقاب ذلك الجرم السجن، والحرمان من التمتع بالحرية لردعهم عما ارتكبوه، لكن هذا لا يعني أن نعاملهم معاملة قاسية. ألا يملك السجناء الحق في المطالبة بتحسين أوضاعهم وإعادة النظر في أحكامهم؟ وهل الذنب الذي اقترفوه أخرجهم من دائرة الإنسانية أو دائرة الإسلام أو حتى المواطنة؟! فلم يحرمون من حق مواصلة التعليم؟ ولم يوضع المصابون منهم بالأمراض الخطيرة والمعدية مع الأصحاء منهم؟ ولم يحرم من يطالب منهم بتعديل أوضاع السجن من تخفيف حكمه؟ ولم يضيق عليهم في الزيارات؟ ولم يمنعون من المطالبة بإعادة النظر في أحكامهم، وكثيرون منهم حكم عليهم غيابيا، أو نالوا حكما أشد من غيرهم في قضية مشابهة؟
ثم إن ليس جميع السجناء محترفي جريمة أو أصحاب سوابق، فمنهم من أخطأ بجهالة أو تحت ظرف ما، فكان ذلك أول وآخر جرم يرتكبه، والباري يقول: «أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم» (الأنعام 45). فلا ينبغي معاملتهم جميعا كمجرمين محترفين، ولا ينبغي لمجتمع مسلم وعربي غيور أن يقبل بهذه المعاملة، فالخطأ لا يصحح بخطأ. إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به، فلماذا لا نغفر ذنوب إخوتنا البشر؟! وهل هناك ضمان يمنع وقوع أحدنا فيما وقعوا فيه يوما ما؟ لقد عفا رسول الله – عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين أفضل الصلاة والسلام – عن الطلقاء، على رغم ما لقيه المسلمون منهم من أذى. وهذا السجين – المذنب في نظر الجميع – قد يصبح أفضل منا جميعا، ففي يوم ما سيخرج من سجنه ليعوّض ما ضاع من عمره، ويكفر عن ذنبه، ويحقق ربما ما لم نستطع نحن تحقيقه.
لقد انتهى الإضراب، ولا نعرف ما إذا كانت مطالب أبنائنا السجناء ستجاب أم لا، ولا ما إذا كانت تلك الممارسات غير اللائقة بحقهم ستتوقف أم لا، ولا ما إذا كانوا سيحرمون من تخفيف حكمهم كالآخرين عبر حساب السنة بتسعة أشهر بسبب مشاركتهم في الإضراب أم لا.
إننا نلتمس من وزارتي العدل والداخلية، وخصوصا المعنيين بالأمر فيهما، التدخل في قضيتنا، وإنهاء معاناتنا، والتفضل علينا بإصدار عفو يثلج صدورنا وصدور أبنائنا السجناء، فنحن جزء من هذا الوطن العربي المعطاء، ونريد أن نساهم في بنائه حتى يتحقق حلم العودة الى ديار الوطن فلسطين. ونحن نعاهدهم أن نكون وأبناؤنا في خدمة اﻷمن للبنان، وأن يكفر أبناؤنا عن الجرم الذي ارتكبوه سواء كان جرما متعمدا أو غير متعمد. ونحن على ثقة بأن عطفكم وكرمكم سيشمل أبناءكم السجناء.
أهالي السجناء الفلسطينيين في السجون اللبنانية