لبنانيات >أخبار لبنانية
الجنوب يكتب تاريخه من جديد
الجنوب يكتب تاريخه من جديد ‎الأحد 11 08 2024 11:38
الجنوب يكتب تاريخه من جديد

رمال جوني

 

لم يتحول الجنوب ساحة حرب فحسب، بل تحول الى منطقة تقاتل العدو لاستعادة كامل الأراضي المحتلة، اذ كشفت هذه الحرب عن مساحات واسعة لبنانية ما زالت تحت الإحتلال، وليست فقط مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

صحيح أن الحرب مكلفة، وذات تباعات اقتصادية خطيرة، جراء خروج قطاعات الجنوب الحدودية عن الخدمة من الزراعة إلى الصناعة والتجارة والسياحة، غير أن ما يحصل يعد إعادة كتابة تاريخ الجنوب الحديث.
تروي القرى الحدودية حجم الدمار والخسائر، قطاعات برمتها خرجت عن الخدمة، قد يكون القطاع الزراعي الأكثر تضرراً، فاهالي هذه القرى بمعظمهم مزارعون وتعد زراعة التبغ الأكثر انتشاراً غير أنها منيت بخسارة كبيرة، لم يتمكن مزارعوا اللقمة المرة من غرس شتولهم كالمعتاد، بقيت الأراضي بوراً، وقد تكون المرّة الأولى في تاريخ هذه القرى أن تخرج شتلة الصمود من الأرض، حتى في زمن الإحتلال بقيت صامدة، غير أن لسان حال غالبية مزارعيها يقول «بترجع من جديد بعد الحرب«، ويعول هؤلاء كثيراً على أن تكون هذه الصفعة، بمثابة ضربة للريجي لرفع سعر كيلو التبغ، وتعرف من خلال خسارتها مواسم الجنوبين قيمة هذه الأيادي وتقدم لهم حقهم الذي صادرته طيلة أعوام.
ملايين الدولارات تقدر حجم الخسائر الزراعية، ويأتي في طليعتها السهول الزراعية الجنوبية التي خرجت من الخدمة وأثر بنسبة ٤٠ في المئة على إنتاج السوق المحلي، الذي يشهد إرتفاعات متلاحقة في أسعار الخضار والفاكهة.
يروي المزارع محمد  من بلدة كفركلا حجم الكارثة، خسر ما يقرب من ١٥ دونما من القمح في سهل مرجعيون، أحترقت بفعل القذائف الفسفورية، خسارته كبيرة، إسوة بكل مزارعي السهل، الذي تلوثت معظم أراضيه بالفسفور الأبيض، ويحتاج إلى سنوات ليستعيد تربته الصالحة، يقول محمد أن موسم الفاكهة الذي يضمنه في سهل الوزاني أيضا تضرر، فالحرب قضت على كل شيء، وباتت الطريق خطرة أيضاً.
أنعكس هذا الأمر على أسعار الخضار والفاكهة في السوق، ومع ذلك لم ينقطع عن قصد الوزاني لاحضار الفاكهة، مصراً على مواصلة عمله متحدياً الحرب، انطلاقاً من قاعدة « ما منستلم« وإن جاءت الخسائر المادية كبيرة.
بالطبع تعد الزراعة قطاع حياة لكثير من أبناء الجنوب، كان واعداً ويعد الأشهر في المنطقة، ليس فقط الزراعة، بل كانت قرى الحدود مع فلسطين المحتلة ناشطة انمائياً وخدماتياً واقتصادياً، على عكس قرى النبطية التي تعيش أزمات متلاحقة وتعد ازمة النفايات وازمة البلديات الاخطر فيها.

المصدر : جنوبيات