عام >عام
الشاعرة اليس سلوم لا يمكن لشاعر ان يكتب دون التطرق إلى الحب
الشاعرة اليس سلوم لا يمكن لشاعر ان يكتب دون التطرق إلى الحب ‎السبت 6 02 2016 12:56
الشاعرة اليس سلوم لا يمكن لشاعر ان يكتب دون التطرق إلى الحب
الشاعرة اليس سلوم


«أليس سلوم» شاعرة الوزن في زمن النثر، شاعرة لها تاريخها من صمت وكتابة. أصدرت ديوانها الشعري الأول «صممت أن أهواك يا سيدي»، عندما كانت طالبة في الجامعة اليسوعية في السابعة عشرة من عمرها في العام 1983. وصدر لها بعد ذلك «فلتسقط الراء وليبق الحب»، «أرحل مع الزمن»، «حوار مع القمر الحزين»، «أنثى تحت الرمل»، و»نجمة سعد» الديوان الأخير في العام 1993 لتأتي الفترة التي، وكما تسميها أليس سلوم، فترة الصمت التي دامت حتى العام 2015 وكسرها صدور «قال لي الأسمر» و«بيتي قصيدة» من بعده.
 

* بين العمل الصحفي والشعر، أين وجدت أليس سلوم نفسها؟
- عملت في الصحافة بينما كنت أتابع دراستي الجامعية وكنت أكتب تحقيقات أدبية وثقافية وأجري المقابلات مع أدباء وشعراء وفنانين وقد أعطيت من قلبي في هذا المجال. أما مؤخراً فقد كنت أكتب في مجالي الطب والإقتصاد، وقد استهلك ذلك الكثير من وقتي فأهملت الشعر لمدة سنتين ونصف. ويمكنني القول أنني قد وجدت جزءاً من شخصيتي في الصحافة وجزءاً آخر في الشعر، والجزءان يكملان بعضهما. ففي الصحافة حيوية واندفاع وبحث عن الجمالية أينما كانت، وفي الشعر أعبر بالكلمة عن الحب وعن المشاعر الإيجابية لدى الإنسان وعن مجتمعي، فأنا عنصر من هذا المجتمع وأغرد ضمنه.
* تكتبين الحب، إلى أي مدى وجود الحب ضروري في الشعر؟
- لا يمكن أن يكتب شاعر دون التطرق إلى الحب، وعندما أركز على الحب فلأنني أركز على المشاعر الإنسانية فالإنسان كتلة شعور والله خلقنا بالمحبة وأرسل الأنبياء والرسل لتعلمنا المحبة والرحمة، فالحب مهم في حياتنا. والناس كلها تتحدث عن الحب ولكن لا تعيشه بطريقة صحيحة بل بشكل استهلاكي مبتذل، وأنا في أشعاري لا أتناول الحب بين الرجل والمرأة فقط بل الحب بشكل عام، أي أن نحب بعضنا ونتعامل بمحبة، وهذا هو الأساس الذي يجب أن يعاد بناؤه بالطريقة الصحيحة لنصل إلى المستقبل الذي نريد.
* تغردين خارج سربك بانتسابك إلى مدرسة الخليل بن أحمد الفراهيدي في الوقت الذي يبدو الطوفان الشعري بعيداً عنه، لماذا؟
- خلال فترة عملي الصحفي،التقيت في منزل الشاعر صلاح اللبابيدي بالشاعر الكبير الراحل عمر أبو ريشة وأسمعته قصيدة من شعري «ضاربة الرمل» التي نشرت لاحقاً في أول ديوان، وأعجب بها جداً. وسألته حينها إذا ما كان حرياً بي أن أتابع الكتابة على هذا المنوال أم أنه يجدر بي الكتابة كما يكتب المحدثون اليوم، فقال لي الشعر ليس اتباعاً لأحد، بل اتباعٌ للشعور الذي في داخلك وللأصالة التي تربيتِ عليها. وأنا قد شعرت حينها بأن النثر السائد والمسمى بالشعر الحديث هو فوضى، ولم أشعر بروحي تتعاطف معه ولم يلامس وجداني وقلبي.
* كيف ترى أليس سلوم بعين الناقدة الوضع الشعري في لبنان؟
- سألت مرة المسؤولة عن النشر في الدار التي صدرت عنها آخر دواويني عن كتاب مصنف على أنه شعر وقلت لها أن ليس شعراً، فقالت لي نحن نحترم الآراء ونترك الرأي للقارئ.
وكثيرون ممن يكتبون الشعر يأتون بمن يكتب لهم مقدمات لكتبهم، وهذه المقدمات لا تتعدى كونها مجاملات ولا تعني بالضرورة وجود موهبة. وبرأيي يمكن تصنيف هذه الكتب على أنها خواطر أو نصوص أو مذكرات وما من داعٍ لتصنيفها على أنها شعر فالنثر لا يشكو من شيء.
* بعض الشعراء يتجهون لكتابة الرواية، هل لديك هذا الميل؟
- لدي موهبة بالنثر الفني والكتابة الصحفية وكتابة نصوص صغيرة ذات عبرة، وقد كتبت كتاباً يتضمن نصوصاً (حوار مع القمر الحزين) وقد صنفت الكتاب بأنه حكايا وعبر وكان قريباً من أسلوب جبران وفيه شيء من لافونتين، كما كتبت القصة القصيرة ونشرت بعضها أثناء فترة وجودي في فرنسا. لا أعرف ما إذا كنت سأكتب الرواية.
* بمن تأثرت من الشعراء؟
- في بدايتي قبل أن أتعلم الأوزان كنت أكتب باللهجة المحكية، وفي الرابعة عشرة من عمري ألقيت قصيدة على مسرح الفرير في مدينتي طرابلس وكانت جائزتي ديوانين للشاعرة العراقية نازك الملائكة وقد كانت تكتب على التفعيلة وقد تأثرت بها كثيراً. بعد ذلك تعرفت على نزار قباني وتأثرت به أيضاً وتعلمت الجرأة من شعره، فأخذت منه بعض المعنى ومن الملائكة بعض المبنى.

حاورتها: رنا الأمين