لبنانيات >أخبار لبنانية
هل يشن الكيان الإسرائيلي هجومًا إستباقيًّا ضدّ "الحزب"؟
هل يشن الكيان الإسرائيلي هجومًا إستباقيًّا ضدّ "الحزب"؟ ‎الجمعة 16 08 2024 18:59
هل يشن الكيان الإسرائيلي هجومًا إستباقيًّا ضدّ "الحزب"؟

جنوبيات

في الوقت الذي تستعدّ إسرائيل لمواجهة هجوم محتمل من إيران و"حزب الله"، يدور جدل عما إذا كان الوقت مناسباً لشن هجوم استباقي ضد الحزب، أو محاولة خفض التصعيد، تجنباً لإثارة حرب إقليمية أوسع.

وكتب مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تل أبيب دوف ليبر، أن الولايات المتحدة تعمل بشكل حثيث خلف الكواليس لتجنب التصعيد، الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية. ومن المتوقع أن ترسل إدارة الرئيس جو بايدن وفداً رفيع المستوى إلى المنطقة هذا الأسبوع، لدعم هذا الجهد.
ويوجد انقسام داخل إسرائيل. ويقول البعض، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت، إن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في غزة والذي من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق الرهائن، والمساعدة في تهدئة التوترات على الحدود الشمالية، حتى يتمكن آلاف الإسرائيليين النازحين هناك من العودة إلى ديارهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لا يريد الحرب، لكنه لوّح بـ"ثمن باهظ" رداً على أي هجوم.

ولكن يوجد أيضاً عدد متزايد من المسؤولين الأمنيين الحاليين والسابقين، فضلاً عن السياسيين من الوسط واليمين واليمين المتطرف، الذين يعتقدون أن الوقت قد يكون مناسباً لإسرائيل كي تتبنى نهجاً هجومياً ضد "حزب الله"، الذي حشد أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة ومسيّرة وغيرها من العتاد، على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
ويقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، إن القيادة الشمالية لإسرائيل، المسؤولة عن الدفاع عن الحدود مع لبنان، تدفع في اتجاه اتباع نهج أكثر نشاطاً ضد "حزب الله"، مما اتخذته إسرائيل خلال الحرب الحالية.
وقال مسؤول أمني كبير إن رداً غير متناسب من "حزب الله"، يمكن أن "يؤدي إلى هجوم إسرائيلي يقود إلى واقع جديد على الحدود الشمالية".
ورأى رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق عاموس يادلين، إن التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي، على رغم أنه مفضل، فإنه غير مرجح في هذه المرحلة. ومن الناحية الاستراتيجية، فهو يعتقد أن إسرائيل يجب أن تنتظر إلى ما بعد هجوم "حزب الله" حتى يكون لديها المبرر اللازم لشن حملة سريعة وقوية، يمكن أن تشل الحزب في غضون أيام أو أسابيع، بدعم من الولايات المتحدة.

وأضاف: "كفى يعني كفى. بما أن حماس قد تم تدميرها بشكل أساسي، فقد حان الوقت للانتقال إلى الشمال".

وداخل حكومة نتانياهو، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير إلى الحرب مع حزب الله، كما فعل أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو. وحتى السياسيون الوسطيون، مثل رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس، دعوا إسرائيل إلى ضرب البنى التحتية اللبنانية، وهي خطوة هجومية من المرجح أن تؤدي إلى اندلاع حرب.
ولطالما اعتبرت الحرب بين إسرائيل وحزب الله حتمية، لذا فهي مجرد مسألة وقت، كما يقول محللون أمنيون.
 
وقد نقلت الولايات المتحدة أصولها إلى المنطقة، بما في ذلك غواصة مزودة بصواريخ موجهة.

ومثل هذه الحرب ستكون مدمرة لكلا الجانبين. فحزب الله يشبه جيشاً مسلحاً بشكل جيّد، حيث يمتلك ما يكفي من الصواريخ والمسيّرات للتغلب على الدفاعات الجوية لإسرائيل والآلاف من المشاة المدربين جيداً لاقتحام أراضيها. ومع احتمال وقوع خسائر في صفوف المدنيين على الجانب الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي سيسعى إلى إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن من خلال حملة جوية عقابية تستهدف الحزب المتمركز في القرى على طول الحدود الجنوبية، والبنى التحتية اللبنانية، وفق ما يقول محللون أمنيون.
 
وأضافوا أنّه من المرجح أن تقوم إسرائيل بتدمير القرى اللبنانية الواقعة قرب إسرائيل، ويمكن أن تعيد احتلال جنوب لبنان وإنشاء منطقة عازلة جديدة.
ورأى القائد العسكري السابق لفرقة غزة عمير أفيفي، إن إسرائيل ستدمر ما يتراوح بين 80% إلى 85% من قدرات حزب الله، في هجوم وقائي. وأضاف: "أما إذا هاجم "حزب الله" أولاً، فقد يكون الأمر مدمراً".

المصدر : وكالات