مقالات مختارة >مقالات مختارة
كي لا نكون عوناً للعدو!
كي لا نكون عوناً للعدو! ‎السبت 17 08 2024 08:04
كي لا نكون عوناً للعدو!

ياسر الموسوي

رسائل مجهولة المصدر يتلقّاها المواطنون بشكل شبه يومي وبكثرة، تحديداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، تصل إلى هواتفهم عبر تطبيق "واتسأب" أو تطبيقات أخرى.
رسائل ذات محتويات مشبوهة ومتنوّعة تستهدف المقيمين في لبنان، وبشكل خاص سكّان الجنوب، فما فحوى هذه الرسائل وما الهدف منها وكيف يمكن تجنّبها؟ العدو كثّف هذه الأساليب والحملات منذ بدء العدوان، لا سيما في استهدافاته للمقاومين والمواقع في قرى المواجهة.
فعند استهدافه لمنزل أو منطقة ما يعتقد بوجود مقاتلين فيها، يعمد إلى جانب استطلاع المنطقة بطائرات التجسّس والمسيّرات، إلى عملية جمع المعلومات ومراقبة حركة الاتصالات من الأجهزة والهواتف التي تنشط في المنطقة قبل الغارة وبعدها بوقت للتأكد من إصابة هدفه.
ويتلقّى بعض المواطنين الجنوبيين مؤخراً رسائل مشبوهة ترد إلى هواتفهم عبر تطبيق "واتسأب" من أرقام تحمل الرمز "+972"، إسرائيلية المصدر أو من أرقام هواتف مختلفة حول العالم ضمن حملة منظّمة، تطلب إخلاء منازلهم لأنّها ستتعرّض للقصف.
وبغضّ النظر عن مدى صحّة التهديد، فمجرّد انتشار مثل هذه الرسائل في أوساط الأهالي يثير حالة من القلق والخوف على حياتهم وأمنهم، وقد يؤدي بالتالي إلى خروجهم من منازلهم ومناطقهم.
كما يستخدم العدو كل الوسائل والأدوات المتاحة لبثّ الرعب بين الناس كنوع من الجهد الدعائي والحرب النفسيّة إلى جانب الحرب العسكرية (ارتكاب المجازر والقصف...) والأمنية (تجسّس، جمع معلومات، تجنيد عملاء، عمليات اغتيال...)، إضافةً إلى جمع المعلومات من خلال حملة اتصالات عشوائية أو منظّمة وإرسال رسائل وروابط عبر التطبيقات الهاتفية لإيقاع المواطنين في فخّ إعطاء معلومات يحتاجها العدو خلال المعركة.
ففي بعض الأحيان، قد يحتاج العدو إلى تأكيد فعلي من الميدان بعد تنفيذه لضربات جويّة في منطقة معيّنة عن معطيات ومراكز ومواقع وأفراد، ويتمّ ذلك يطرق عدّة، منها الاتصال على أرقام هواتف أرضية أو محمولة ناشطة في المنطقة المستهدفة قبل العملية وبعدها للتأكّد من نجاح الاستهداف على الأرض، أو عبر الاستدراج من خلال مواقع التواصل للحصول على معلومات ولو كانت عادية، وإنشاء حسابات ومجموعات "واتسأب" وهمية لبثّ الأخبار المفبركة والمعلومات المضلّلة.

المصدر : الأخبار