مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
خطاب الرئيس عباس أمام البرلمان التركي والرسائل المتعددة
خطاب الرئيس عباس أمام البرلمان التركي والرسائل المتعددة ‎السبت 17 08 2024 08:08 هيثم زعيتر
خطاب الرئيس عباس أمام البرلمان التركي والرسائل المتعددة


عبر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، عن آمال وآلام الشعب الفلسطيني، في الخطاب الوطني التاريخي، الذي ألقاه في البرلمان التركي، بالعاصمة أنقرة.
فقد اكتسبت كلمة الرئيس الفلسطيني، في الجلسة الاستثنائية للبرلمان التركي - رغم عطلته الصيفية - دلالات مُتعددة، لما تضمنته لأكثر من 20 موقفٍ واضحٍ وصريحٍ، في توقيت ومكان حمل معانٍ مُتعددة.
وثبت مُجدداً للعالم أن القضية الفلسطينية، ما زالت تجمع، وهو ما تجلى تحت سقف قبة البرلمان التركي، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس البرلمان نعمان قورتولموش، ومُمثلين عن "حزب العدالة والتنمية" ومُعارضين، الذين اتشحوا بـ"الكوفية الفلسطينية" مع علمي فلسطين وتركيا، ووقفوا مُقاطعين مرات عدة بالتصفيق خطاب الرئيس "أبو مازن"، الذي وضع فيه النقاط فوق حروف الحقيقة.
وأعلن الرئيس عباس أنني "قررتُ التوجّه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وندعو لتأمين وصُولنا إليها"، داعياً "زُعماء العالم والأمين العام للأُمم المُتحدة لزيارة غزة".
وكشف الرئيس الفلسطيني أنه "سيتوجه بعد قطاع غزة إلى مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين"، مُشيراً إلى أن "هدف" الكيان الإسرائيلي الحقيقي من حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية والقدس، هو اجتثاث الوجود الفلسطيني من أرض وطننا، والتهجير القسري للفلسطينيين من جديد، وهو ما لن يكون أبداً مهما فعلوا، ومهما حاولوا".
وأشاد الرئيس "أبو مازن" بـ"مواقف مصر والأردن الرافضة لمُخططات التهجير الإسرائيلية، والمُتوافقة تماماً مع المواقف الفلسطينية، والداعمة لها في كل المحافل، وبالإجماع الدولي المُعارض لهذه المُخططات الإسرائيلية المُخالفة للقانون الدولي".
وأبدى "استغرابه لصمت المُجتمع الدولي أمام المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في مراكز الإيواء، والتي كان منها مجزرة "مدرسة التابعين"، التي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد".
وكرر الرئيس عباس التأكيد على أن "غزة جزء أصيل من الدولة الفلسطينية الواحدة المُوحدة، وأنه لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة، وشَعبُنا لن ينكسر ولن يستسلم، وسنُعيد بناء غزة، ونُضمد جراح شَعبِنا بسواعد أبنائه، ومُساندة أُمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، في ظل دولتنا الفلسطينية المُستقلة، وعاصمتها القُدس الشرقية، مهما طال الزمن، ومهما عظمت التضحيات".
وأكد على أن "القتلة ومُجرمي الحرب لن يفلتوا أبداً من العقاب على ما اقترفوه وما زالوا، من جرائم لن تسقط بالتقادم، وسنُواصل نضالنا وكفاحنا لتحقيق العدالة في فلسطين، وسنُواصل العمل الدؤوب مع المُؤسسات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسها "محكمة العدل الدولية" و"المحكمة الجنائية الدولية" ومجلس حُقوق الإنسان وغيرها، فضلاً عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، فدولة فلسطين حقيقة ثابتة على أرضنا، وفي المُجتمع الدولي".
ونوه بـ"دور تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لمواقفه الشجاعة والمبدئية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحُرية والاستقلال، وعن تقديره لمواقف جميع الأحزاب التركية، ومُؤسسات المُجتمع المدني، الرافضة والمُنددة بالجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق شَعبِنا وأرضنا ومُقدساتنا، ونُعوّل كثيراً على مُناصرة أشقائنا في تركيا التي جعلت قضية القدس وفلسطين قضيتها المركزية".
وأدان الرئيس عباس جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، داعياً إلى قراءة الفاتحة على روحه وأرواح شهداء فلسطين.

المصدر : جنوبيات