صحة >صحة
بين "الكوليرا" و"جدري القردة": العالم يواجه موجة من الأوبئة.. فما هو وضع لبنان؟
السبت 24 08 2024 17:39جنوبيات
في ظل تصاعد الأوبئة العالمية، يواجه العالم اليوم تحديات صحية غير مسبوقة تتجلى في انتشار مرضين بارزين: الكوليرا وجدري القردة. الكوليرا، التي تُعد من الأمراض الوبائية القديمة، تعود لتثير القلق بسبب تفشيها في مناطق متعددة، مما يتطلب استجابة سريعة للحد من تأثيراتها. ومن جهة أخرى، يشكل جدري القردة تهديدًا جديدًا نسبيًا، حيث أظهرت الدراسات والبيانات تزايدًا ملحوظًا في عدد الحالات، مما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لمكافحته.
وبينما تبذل العديد من الدول جهودًا لمكافحة هذه الأوبئة، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التحديات على لبنان.
لبنان يستعد لمواجهة الكوليرا
وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة، أنه “بعد ظهور حالات مصابة بوباء الكوليرا في سوريا وتحسبًا لانتشار الكوليرا مجددًا في لبنان، أطلقت الوزارة يوم الإثنين الماضي حملة تلقيح ضد الوباء في بلدات في محافظات بعلبك الهرمل والبقاع وعكار باعتبارها تصنّف علميًا من الأكثر تعرضًا لخطر انتشار الوباء”.
وأضاف المكتب في بيان: “تنفذ الحملة بدعم مالي من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ودعم تقني من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، حيث انتشر في المحافظات المذكورة مئة وثلاثون فريقًا ميدانيًا بالتعاون مع الجمعيات الشريكة التالية: أطباء بلا حدود وعامل وميدار (MEDAIR). وقد بلغ حجم اللقاحات التي تم إعطاؤها حتى يوم أمس الجمعة ستة وخمسين ألفا وسبعمئة وتسعة لقاحات (56709)”.
وأكد أن “الحملة ستستمر في الأسابيع المقبلة حتى تحقيق النتائج المطلوبة”، داعيا “المواطنين في البلدات المستهدفة إلى التجاوب مع الحملة وأخذ اللقاح المجاني حماية لصحتهم”.
الكوليرا تتفشى في السودان
دوليًا، يعاني السودان للعام الثاني على التوالي من تفشي الكوليرا والذي تسبب في وفاة 28 شخصا على الأقل الشهر الماضي، وذلك وسط هطول الأمطار في مناطق تكتظ بالنازحين جراء الحرب المستمرة منذ 16 شهرا في البلاد.
وقال شبل السحباني، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لرويترز في مدينة بورتسودان إن البلاد سجلت 658 إصابة بالكوليرا في خمس ولايات منذ بداية الموجة الحالية من التفشي في يوليو تموز.
وأضاف السحباني أنه مع انهيار أو دمار معظم البنية التحتية الصحية في البلاد وتقلص عدد الموظفين بسبب النزوح، توفي نحو 4.3 بالمئة من المصابين، وهو معدل مرتفع مقارنة بتفشي أمراض أخرى.
وذكر أن نحو 200 ألف شخص معرضون لخطر الإصابة بالمرض.
وتسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم وشردت أكثر من 10 ملايين داخل السودان وخارجه.
ويواجه السودان تفشيا لخمسة أمراض مختلفة بشكل متزامن منها حمى الضنك والحصبة.
وتقدمت قوات الدعم السريع عبر مساحات واسعة من السودان حيث انقطعت المساعدات عن السكان بسبب عرقلة الجيش لوصولها ونهب جنود قوات الدعم السريع للإمدادات والمستشفيات.
135 مليون دولار لوقف جدري القردة
دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إلى اتخاذ إجراءات منسقة عالميا للسيطرة على تفش جديد لجدري القردة، معلنا عن خطة استجابة ستتطلب 135 مليون دولار على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقال جيبريسوس في خطاب ألقاه أمام الدول الأعضاء في المنظمة اليوم الجمعة ونشر لاحقا على منصة إكس “دعوني أكن واضحا: يمكن السيطرة على هذا التفشي الجديد من جدري القردة وإيقافه”.
وأضاف: الاستجابة لهذا التفشي المعقد تتطلب استجابة دولية شاملة ومنسقة.
وفي هذا الصدد، قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن شركاءها مثل تحالف اللقاحات (جافي) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يمكنهم البدء في شراء لقاحات جدري القردة قبل منحهم الموافقة على ذلك في محاولة لتوصيل التطعيمات إلى أفريقيا بشكل أسرع بسبب زيادة تفشي الفيروس في القارة.
ولا يمكن لمنظمات مثل جافي، التي تساعد الدول الفقيرة على شراء اللقاحات، أن تبدأ في شراء اللقاحات إلا بعد حصولها على موافقة منظمة الصحة العالمية. لكن المنظمة خففت القواعد في هذه الحالة لتحريك المحادثات لأن من المقرر أن تمنح الموافقة في غضون أسابيع قليلة.
ووافقت الجهات التنظيمية في دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة واليابان، بالفعل على لقاحين من إنتاج شركة بافاريان نورديك الدنمركية وشركة كيه.إم بيولوجيكس اليابانية ويجري استخدامهما على نطاق واسع منذ عام 2022.
متابعة لجدري القردة في لبنان
وكانت قد أعلنت وزارة الصحة العامة في بيان عن وباء جدري القردة، أنّه نظراً الى حدوث فاشية من مرض جدري القرود في بعض البلدان الأفريقية، وحيث أن منظمة الصحة العامة أعلنت المرض طارئة صحية تثير القلق الدولي، وعملا بالتوصيات العلمية الصادرة عن المنظمة، وبتوجيهات من وزير الصحة العامة، يهمّ مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة أن تشدد على أنّ الوزارة تتابع عن كثب كل جديد مرتبط بالمرض، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واللجان العلمية، مؤكدة أنّه لم تسجّل أي حالة جديدة بالمرض في لبنان منذ آذار الماضي.
كذلك تقوم الوزارة بتعزيز نظام الرصد من خلال الكشف المبكّر عن الحالات وتشخيصها بالسرعة الممكنة”، مضيفة أنّه ليست هناك توصيات من منظمة الصحة العالمية (حتى الآن) لاعتماد إجراءات خاصة على المعابر الحدودية.