مقدمات نشرات أخبار التلفزيون >مقدمات نشرات أخبار التلفزيون
مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 24-08-2024
مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 24-08-2024 ‎السبت 24 08 2024 22:33
مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 24-08-2024

جنوبيات

 

الاتفاق النووي ليس ميتاً.
بعيداً من أي تسرُّعٍ بالاستنتاج أو مبالغةٍ بالتحليل، لا يمكن المرور على هذا العبارة مرورَ الكرام، خلال قراءة المشهد الراهن في المنطقة، خصوصاً أنها صدرت عن وزير الخارجية الايرانية المعيَّن قبل أيام، في ظلِّ الرئيس الإصلاحي المنتخب حديثاً، علماً أن الوزير المذكور أرفقها بشرح مقتضب مفادُه أنه بالرغم من عدم إمكان إحياء الاتفاق بشكله الحاليّ، إلّا أنّه ستكون له أشكالٌ أخرى.

لكن في انتظار بلورة صورة تلك الاشكال، وفهم تأثيرها على مستقبل المنطقة المترقبة لردود موعودة، تبقى الأضواء مسلَّطة على القاهرة، التي تشهد ساعات تكاد تكون الأكثر دقة منذ بدء الجولة الراهنة من التفاوض حول الهدنة في غزة.

فإذا كان انتقال وفد من حماس الى العاصمة المصرية بمثابة الخبر البارز اليوم، فإن مشاركة رئيس الوزراء القطري شخصياً، وفق ما كشفت رويترز هذا المساء، ترقى الى مستوى الحدث، خصوصاً في ضوء المعطيات المتداولة عن إحداث خرق معين في شأن مصير معبر فيلادلفيا، بفعل الضعوط الاميركية المكثفة.

وفي الموازاة، وصل الى المنطقة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي في زيارة لم تكن معلنة، تشمل اسرائيل والاردن ومصر، لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد لئلا تتسع رقعة الصراع، بحسب ما أفادت رويترز.

اما محلياً، وفيما غالبية الطبقة السياسية مشغولة بتمرير الوقت والهرب الى الامام، يحاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تحريك المياه الراكدة في المستنقع السياسي. وفي هذا الاطار، دعا باسيل اليوم الى مواجهة الأمر الواقع من ضمن الدستور والقوانين، والاهم من ضمن الواجب بحماية الوجود، في ظلّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وحكومةٍ تتعسّف بلاميثاقيتها، واقتصادٍ ينهار وشعب يهاجر، وخطرِ حربٍ مفتوحة يتزايد. وذكّر باسيل بورقة عمل خطية تحت عنوان “الصمود والشراكة”، اقترحها قبل أشهر في سياق اجتماعات وثيقة بكركي، تتضمّن خطّة مواجهة باجراءات عمليّة وميدانية لكسر الأمر الواقع القائم، وتتضمّن خطوات اعلامية وسياسية وبرلمانية وقضائية وشعبية واقتصادية، وتصل الى تصعيد بمقاطعة شاملة إذا لم يتمّ التجاوب. وختم باسيل قائلاً: الوضع لم يعد يحتمل والتحرّك حتمي.

مبدئياً تُعقد غداً في القاهرة جولة جديدة من المفاوضات بشأن غزة بمشاركة اسرائيلية وقطرية ومصرية وأميركية مباشرة وبمشاركة غير مباشرة لحركة حماس. وفي هذا الشأن يحطّ وفد من الحركة اليوم في العاصمة المصرية حيث يُبلغ الوسطاء بتمسك حماس بورقة الثاني من تموز كمرجعية للتنفيذ لا للتفاوض. وستكون هذه الجولة حاسمة لجهة تحديد اتجاه الأمور في غزة وربما في المنطقة ككل.

لكن اتجاه المفاوضات يحاصره بنيامين نتنياهو بتمسكه بجوهر شروطه التعجيزية ما دفع صحيفةً كهآرتس الى القول نقلاً عن مسؤولين صهاينة إنه يقود اسرائيل الى مفترق طرقٍ خطير وقد أوصَلَها الى اسوأ وضع استراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى.

وجولة المفاوضات المرتقبة تبدو عالقةً على نحوٍ خاص عند محور فيلادلفيا الذي يُصرّ رئيس وزراء العدو على ابقائه في قبضة جيش الاحتلال الأمر الذي ترفضه مصر كما حركة حماس. وبعد طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الاسرائيليين سحب قواتهم من جزء على الحدود بين مصر وغزة يبدو ان نتنياهو تعهد له بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا بحسب ما ذكرت وسائل إعلام عبرية. وفيما لو صحّت هذه المعلومات فإن هذا التنازل الصغير لن يكون كافياً بالنسبة لحركات المقاومة حتى لو اعتبره الرئيس الأميركي تنازلاً مهماً يسهم في التوصل الى اتفاق.

وحول هذه الجزئية تواصل بايدن مع الرئيس المصري وأمير قطر من خلال اتصالين اجراهما معهما في الساعات القليلة الماضية. الاتصالان استبقهما البيت الأبيض بإشاعة أجواء تفاؤلية من خلال اعلانه إحراز بعض التقدم في المحادثات التي جرت في القاهرة والتي وصفها بأنها كانت بنّاءة.
على أن الميدان كان أصدقَ إنباءً من السياسة على كل الجبهات.

على جبهة غزة كانت ضربات المقاومين موجِعة للصهاينة الغزاة وحصدت ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى في احد الأحداث الصعبة وفق تعبير الإعلام العبري.

وعلى جبهة اليمن كان استهداف السفن المشمولة بحظر المرور إلى الموانئ في فلسطين المحتلة يتواصل موثَّقاً بصُورِ النيران المندلعة فيها.

وعلى الجبهة اللبنانية تابعت المقاومة إنزال القصاص بالعدو على اعتداءاته فأمطرت في الساعات الأخيرة مواقع وقواعد وثكنات اسرائيلية بالصواريخ التي بلغت حدود صفد وحوّلت الشمال المحتل الى منطقة منكوبة.

وفي ظل هذا الواقع اعتبر خمسة وسبعون بالمئة من الإسرائيليين ان ادارة الحكومة الاسرائيلية للحرب في الشمال سيئة وفق ما افادت نتائج استطلاع للرأي.

خلافاتٌ حادةٌ على طريقِ المفاوضات، ليسَت تلك المعتادةَ بينَ الصهاينةِ والفلسطينيين، وانما بينَ بنيامين نتنياهو وفريقِه التفاوضي، بحسَبِ وكالاتِ الانباءِ العالمية، التي قالت اِنَ تمسكَ نتنياهو غيرَ المبرَّرِ بنظرِهم بمحورِ فيلادلفيا قد اَشعلَ الخلافاتِ الى الحدودِ القصوى.

والاقسى على هؤلاءِ النزْفُ الحاصلُ بجيشِهم على الجبهات، وهم يعرفون معنى الخسائرِ التي يتكبدُها، وانعدامِ الرؤيةِ العسكريةِ في الميدان، فضلاً عن التسخينِ الذي افتعلوهُ على جبهاتِهم الى حدودِ الاشتعال .

ولا حلَّ الا بتقديمِ تنازلاتٍ مؤلمةٍ كما نصحَ الرئيسُ السابقُ لاركانِ جيشِهم دان حالوتس، الذي باحَ بالحقيقةِ المُرّةِ قائلاً: لو كنا انتصَرْنا لفرَضنا ما نريد ..

ورغمَ كلِّ الضغطِ الذي يفرضُه الاميركيُ على الفلسطينيين وعلى الوسطاء، والتضليلِ الذي يُشِيْعُونَهُ للتستُّرِ على التعنتِ الصهيونيِّ على طريقِ المفاوضات، فانَ المقاومةَ الفلسطينيةَ عندَ ثوابتِها متمسكةً بحكمتِها واَدائِها المُتْقَنِ من السياسةِ الى الميدان. فالى القاهرة حَضَرَ وفدٌ من حماس للبحثِ معَ الوسطاءِ بجديدِ المفاوضات، على انَ المُسرَّبَ من عروضٍ اميركيةٍ جديدةٍ لا يَرقى الى مستوى مقترحِ حَلّ، مع تاكيدِ حماس انها ما زالت عندَ موافقتِها على مقترحِ بايدن الذي اُقِرَّ في الثاني من تموزَ ـ يوليو الماضي، والمطلوبُ تطبيقُ ما اتُفقَ عليه وليس مفاوضاتٍ جديدة.

في جديدِ الميدانِ حدثٌ صعبٌ ككلِّ ايامِ الحربِ على غزة، اعترفَ به الاعلامُ العبريُ الذي تحدثَ عن مقتلِ جنديٍّ واصابةِ عددٍ آخرَ بجروحٍ خطرةٍ في هجومٍ للمقاومةِ الفلسطينية . اما الاصعبُ فكان في الضفةِ مع اعترافِ هيئةِ البثِّ الاسرائيليةِ بهجومٍ على دوريةٍ لجيشِهم في قلقيليا اثناءَ بحثِها عن مُسْتَوْطِنَيْنِ مفقودينِ زعمت الهيئةُ انهما ضلّا طريقَهما.

على الطريقِ الواضحِ لاسنادِ غزةَ والدفاعِ عن لبنانَ يرفعُ اهلُ المقاومةِ شهداءَهم بكلِّ فخرٍ واعتزاز، ويُثبِّتونَ معادلةَ الصمودِ والاصرارِ على تدفيعِ المحتلِّ اغلى الاثمان، فاَكملت صواريخُ مقاومتِهم ومُسيَّراتُها المُهمة، ووصلت الى اهدافِها، وصورةُ المباني المُهدَّمةِ والمُحترقةِ بفعلِ تلك الصواريخِ والمُسيَّراتِ تُرعبُ الصهاينةَ وترفعُ اصواتَ خبرائهم بوجهِ كلّ من يدعو الى الحربِ الواسعةِ للاعتبارِ من هذه المشاهد.

الى القاهرة در. فكل الانظار متجهة الى العاصمة المصرية لمعرفة نتيجة المفاوضات الدائرة فيها بشأن غزة. حتى الان  ثمة مؤشرات ايجابية، فيما بعض المواقف توحي السلبية. من المؤشرات الجيدة توجه وفد قيادي من حماس الى القاهرة ، كما ان وليم بيرنز مدير الـ “سي اي اي” وصل بدوره الى مصر  للضغط في سبيل تحقيق وقفٍ لاطلاق النار والافراج عن الرهائن.

في المقابل  جدد  بنيامين نتانياهو موقفه المتشدد في ما يتعلق بمحور فيلادلفي. اذ نقلت هيئة الاذاعة الاسرائيلية ان نتانياهو مصر على بقاء قواته في المحور المذكور من معبر كرم ابو سالم الى البحر، وهو أمر يُعقّد المحادثات الى حد بعيد. اقليميا، الاوضاع على حالها. فايران تُهوّل بالرد ولا ترد ، كأنها تخشى ان تجرها اسرائيل الى مغامرة غير محسوبة. وهو ما اشار اليه وزير الخارجية الايرانية، اذ اكد  ان الانتقام الايراني سيؤخذ في الوقت المناسب والطريقة المناسبة، لكنه كشف في المقابل ان  ايران لن تقع في الفخ الذي قد يكون نصب لها !! في لبنان القصف الاسرائيلي يتواصل جنوبا ،

كذلك الاعتداءات الجوية التي ادت الى استشهاد عنصر من حزب الله. توازيا ، وسع حزب الله دائرة عملياته ووصل الى شواطىء خليج حيفا. اما شمالا،  فزيارة لافتة لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لعكار، ايد فيها فتح مطار في المنطقة، في اشارة الى مطار القليعات الذي ترتفع اصوات منذ مدة تطالب بتشغيله لاغراض مدنية، وخصوصا في ظل الظروف الامنية المحيطة بمطار رفيق الحريري الدولي.

عندما يقال ان لا واشنطن ولا طهران تريدان توسع الحرب في الشرق الاوسط، فلا بد من استعادة مواقفهِما.
طهران كشفت امس خطتَها للسياسة الخارجية، فأعلن وزيرها عباس عراقجي ان اولويتَها ادارةُ التوترات مع واشنطن والتحرك في اتجاه محاولة رفع عقوباتها لاراحة الاقتصاد الايراني. ومن يضع هذه الاولويات، فهو حتما لا يريد توسعَ الحرب.
واشنطن التي ايضا لا تريد تفلتَ الحرب، تتحرك على جبهتين:
-جبهةٌ يقودها رئيسُ هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي في جولة مفاجئة في المنطقة تهدف لمنع اي توسع للصراع، في ظل قوة ردع اميركية كبيرة .
-وجبهة يقودها وفدُها المفاوض في القاهرة مع كل من قطر ومصر، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين اسرائيل وحماس، حول نقطتين اساسيتين هما كيفية تأمين المناطق الرئيسية وعودة سكان قطاع غزة الى شماله.
مفاوضاتُ القاهرة التي تبدأ غدا، سيستمع الى تطوراتها وفدُ حماس المتوجه الى هناك برئاسة خليل الحية.
والوفد الذي يمثل جناحَ ايران القوي في الحركة، يتمسك بما اسماه مطلعون “قشةَ الصفقة” منعا لافشالها، وهو سيستمعُ لما سينقلُه الوسطاء من تطورات المحادثات، لا سيما ما قبلت به اسرائيل، التي ايضا لا تريدُ الحربَ الواسعة، ليبنى على الشيء مقتضاه.
حتى الساعة، تقول المعلومات ان فشلَ المحادثات ممنوع، والاملَ في نجاحها صغير. أما استمرارُها فمُتوقع لأن الكل يريدُه، والوقت المستقطع حتى الوصول لنهايتها كفيل بتبريد رد ايران وحزبِ الله وتاليا ميدان المنطقة.
على هذا الاساس، نبدأ من لبنان، حيث بيننَا من لم يفقد الشجاعة، ومن يُعطينا الامل بأنه ما في شي صعب…
بطلُنا ارز زهر الدين.

المصدر : وكالات