بأقلامهم >بأقلامهم
الرئيس الحص رمز وطني كبير يُقتدى به
جنوبيات
الرئيس سليم الحص، رحمه الله، كان من أبرز الشخصيات السياسية في لبنان والعالم العربي وهو الذي صعد الى دروب السياسة من باب الجامعات والالتزام لا من باب الاقطاع أو المال أو المصلحة الشخصية.
ويُذكر للرئيس الحص، الذي غالب الهوى والضغوط وتحمّل في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، إنه ما تخلّى يوماً عن المبادئ السامية التي آمن بها، أو عن الدور الذي أختاره لنفسه، فبقي وفيّاً لعهوده، وفيّاً لبلاده وقضاياها في المجالات كافة، حتى أصبحت صدقيته مضرب مثل ومثار إعجاب اللبنانيين وكل من أحب لبنان. وبمواقفه المشرّفة، سواء على الصعيد الوطني أو الاجتماعي، حافظ الرئيس الحص على مكانة العمل السياسي في لبنان ورفع من شأنه وحماه من أن ينحدر الى الدرك الأسفل، بعد أن تغلغلت في ثناياه الظاهرة الطائفية وبعد أن استسلمت أكثرية القيادات السياسية للمغريات والمصالح العارضة. فقد طُبع الرئيس الحص على النزاهة والترفّع فكان قراره السياسي ينبع من عقله وقلبه معاً لذلك أخذ جانب المظلومين وأصحاب الحق وقاوم كل أشكال التسلّط والفساد في الوسط السياسي والدولة والمجتمع، حتى بدا في كثير من الأحيان غريباً عن البيئة السياسية المهيمنة، تلك البيئة التي لم تتورّع عن التفريط بسيادة البلاد وحقوقها المغتصبة من العدو «الإسرائيلي» وحلفائه الدوليين.
والجدير ذكره ان هذه البيئة نفسها التي صادرت أموال اللبنانيين وممتلكاتهم بالتعاون مع أكثرية المصرفيين تخشى الرئيس الحص وتتفادى مواجهته لصراحته وصفاء سريرته.
وعلى خلاف كثيرين من الطبقة الحاكمة وقف الرئيس الحص مع المقاومة لمعرفته بأن لبنان يتحرر بالمقاومة ويمتنع على الأطماع الصهيونية بقدر ما يتمسّك بالمقاومة ويمحضها ثقته وتأييده.
وفي هذا المجال أصبح الرئيس الحص رمزاّ للمسؤول اللبناني الذي يعبّر عن قناعته بحريّة ومسؤولية فكافأه القدر إذ توّج حياته السياسية بعملية التحرير عندما شارك الرئيس اميل لحود في الجهود الرسمية والسياسية والشعبية التي أدّت الى دحر الغزوة الصهيونية عام 2000 وتحقيق الانتصار الكبير الذي يحيّا بوجدان اللبنانيين المخلصين لأرضهم ودولتهم وسيادتها.
وإذا كانت أعمال السياسيين هي الآثار التي يتركها السياسيون في مجتمعاتهم فإن آثار الرئيس الحص هي موضع اعتزاز وتقدير لدى اللبنانيين الذين يعلمون علم اليقين ان الاقتداء به واستلهام خطواته يشكّلان الطريق الأمثل لخروج لبنان واللبنانيين من الأزمة الخانقة التي فرضتها رموز الاستغلال والاحتكار والتبعية للأجنبي.