بأقلامهم >بأقلامهم
وانطفأت "نور" في عتمة لبنان
جنوبيات
لم يكن نور مجرد اسم اختارته عائلة لبنانية كريمة لابنة امضت حياتها وهي تسعى لاضاءة كل ما حولها في بلد حكم عليه الفاسدون بالعتمة في كل مجال... لعل اقلها العتمة الكهربائية التي يتطلع اللبنانيون ان تنقذها منها، ولو مؤقتا، هبة اخوية جزائرية من المحروقات تصل الى بيروت يوم وفاة نور سلمان التي نالت جائزة ثقافية جزائرية كبرى على كتابها عن الادب العربي في الثورة الجزائرية، وكانت الراحلة الاديبة اللامعة نور ووالدها الدكتور داود ووالدتها السيدة زهية، رحمهم الله، من اشد المتحمسين لها..
بين الشهادات العليا التي حازت عليها نور سلمان والروايات ودواوين الشعر والابحاث والدراسات التي اصدرتها.. وبين الرحلات الى بلاد من كافة القارات كتبت عنها في الصحافة، وبين الجمعيات الاهلية التي تولت رئاستها، اطلت الدكتورة نور سلمان كواحدة من المع المبدعين في لبنان ودنيا العرب.. وكان حضورها في كل المجالس كنورها مشعاً بالعلم والادب والثقافة والوطنية والعروبة والانسانية الراقية والمضيئة.
وان انسى لا انسى يوم دخلت الينا في "دار الندوة" بزيارة مفاجئة لتقول لنا انا اتابعكم من بعد واتمنى لو كان في لبنان عدة صروح للفكر والثقافة والوطنية والعروبة الجامعة والتحرر مثل "دار الندوة" لكان لبنان بالف خير ومدت يدها الى محفظتها لتسحب منها مبلغا وتقول هذه مساهمة بسيطة من استاذة جامعية محدودة الدخل الى صرح ثقافي كبير حريص على استقلاليته حرصه على مستواه الحضاري الراقي..
وقلنا لها يومها شاكرين دعمها ولو كان في لبنان نساء ورجال مثل نور سلمان يدركون مسؤوليتهم لكان لبنان والامة بألف خير..