عام >عام
تفاصيل محادثات الرئيس عباس في لبنان.. لم يطرح دخول الجيش إلى المخيّمات ولم يتسلّم لائحة مطلوبين
لا حلول عسكرية لحل الأزمات المزمنة.. وتأكيد على إدانة الإرهاب ومواجهته
دوافع "التشويش" و"القنص" وبث شائعات مغرضة!
الثلاثاء 28 02 2017 09:15هيثم زعيتر
"لقد شعرتُ بالسعادة وأنا أزور لبنان، الذي قدّم الكثير من أجل القضية الفلسطينية وشعبها، واللاجئون الفلسطينيون على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف، وهم بين أهلهم في لبنان بشكل مؤقت حتى يعودوا إلى وطنهم فلسطين، ومن الضروري أنْ يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة، وأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المخيمات، والعمل المشترك مع أشقائهم في لبنان لضمان أمنه واستقراره".
هذا مع عبّر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ختام زيارته للبنان، التي جاءت في توقيت دقيق، وظروف حسّاسة، ومنعطف خطير، وحقّقت النتائج التي جرت لأجلها، وتوزّعت بين قيادات وشخصيات لبنانية وفلسطينية، رسمية وسياسية وروحية وحزبية وأمنية واجتماعية وثقافية.
زيارة الدولة، التي قام بها الرئيس الفلسطيني إلى لبنان تلبية لدعوة الرئيس العماد ميشال عون، تجاوزت الزيارات التقليدية، التي يقوم بها عدد من الرؤساء.
ومردُّ ذلك ليس فقط إلى كونها الزيارة الأولى لرئيس إلى لبنان، بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مُسدِلاً الستار على الأشهر الـ29 للفراغ الرئاسي، وبأهمية كبيرة في التوقيت والمدلولات واللقاءات مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتقدير الفلسطيني له على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، ودوره في احتضان أعمال اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لتهنئته بتشكيل الحكومة.
وتجاوزت ما هو أبعد من ذلك، نظراً إلى العلاقات الثنائية بين لبنان وفلسطين، والقواسم المشتركة المتعدّدة، التي أضحت ثوابت تجسّدت بالنضال المشترك، وتعمّدت بالدماء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت القمّة اللبنانية - الفلسطينية، وأولى ثمارها إعادة تحريك ملف قانون الانتخابات النيابية، فكان اللقاء بين الرؤساء عون وبري والحريري مع الرئيس عباس، أوّل لقاء بين الرؤساء اللبنانيين الثلاثة منذ التقاط الصورة التذكارية للحكومة (21 كانون الأوّل 2016).
وأعقب العشاء الذي أقامه الرئيس اللبناني لنظيره الفلسطيني، لقاء بين الرئيس الحريري ووزيرَيْ المال والخارجية علي حسن خليل وجبران باسيل، تمّ خلاله التوافق على صيغة لمشروع قانون الانتخاب.
والوفد الرفيع الذي رافق الرئيس عباس، معني بمتابعة الملفات المشتركة وتألّف من: مفوّض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، مستشار الرئيس عباس وعضو المجلس الوطني الفلسطيني باسل عقل، رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، المتحدّث الرسمي بإسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، المستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، المشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وأمين سر قيادة الحركة وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات.
وتوزّع جدول الأعمال على:
- العلاقات اللبنانية – الفلسطينية وتعزيزها.
- أوضاع المخيّمات الفلسطينية الاجتماعية والمعيشية والأمنية.
- القمة العربية.
- القضايا التي يُعاني منها العالم العربي في ظل أزمات المنطقة.
- التغيّرات الدولية بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والاستعداد لإجراء انتخابات في عدد من الدول الأوروبية.
"تشويش" و"قنص" على الزيارة
وكان تركيز بـ"التشويش" على زيارة الرئيس قبل حدوثها، و"قنص" من خلال تسريب معلومات مغلوطة إلى بعض وسائل الإعلام عن موعدها، ثم إعلان الإلغاء أو التأجيل وإطلاق جملة من الدوافع لذلك.
لكن حقيقة الأمر، أنّ موعد الزيارة كان قد حُدّد منذ فترة، وهو يوم الخميس 23 شباط 2017 وتستمر 3 أيام، وبشقيها الرسمي واللقاءات الأخرى، وهو ما تولاّه سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور بالتنسيق مع رئاسة الجمهورية اللبنانية والرئاسة الفلسطينية.
ومن اللافت أنّه عندما كانت طائرة الرئيس "أبو مازن" تهبط في "مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري" في بيروت عند الرابعة من بعد ظهر الخميس، سُجّل حصول إشكال في مخيّم عين الحلوة تطوّر إلى إطلاق نار.
وهو الحال ذاته الذي حصل مع إقلاع طائرة الرئيس من المطار عند الثالثة وخمسين دقيقة من بعد ظهر السبت، بل إنّه وفيما كانت طائرة الرئيس الفلسطيني في الأجواء متّجهة إلى جنيف، جرى بث شائعات مغرضة عن تعرّض موكب الرئيس عباس لإطلاق نار في بيروت.
هذا فضلاً عن نسب أخبار مغلوطة عن لسان الأحمد.
وبث شائعات عن سرقة حقيبة السفير دبور خلال حضوره برنامج "آراب أيدول" مساء الجمعة، بينما في ذلك الوقت كان ضمن الوفد المرافق للرئيس في زيارة الرئيس الحريري في السراي الحكومي.
وهذا يُؤكّد أنّ هناك جهات تسعى إلى "التشويش" على الزيارة.
الرئيس "أبو مازن" وخلال زيارته "الماراثونية" وصل الليل بالنهار، فكانت مواعيده تبدأ عند التاسعة صباحاً ولا تنتهي إلاّ بعد منتصف الليل، وتجاوزت الزيارة البرتوكولية، فشاهدته بهمّة الشباب، متمرّساً في الخبرة التي اكتسبها خلال سنوات نضاله التي تجاوزت الـ 6 عقود.
هذا فضلاً عن متابعته للأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومع موفديه وسفراء فلسطين إلى العالم، مطلعاً على آخر الاتصالات واللقاءات والتطوّرات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومعطياً توجيهاته بشأن ذلك.
وكما كان مستمعاً إلى الكبير والصغير، كان يعرض بدقة لتفاصيل وظروف المرحلة، ويشرح "خارطة الطريق" الفلسطينية للمرحلة المقبلة، داخلياً وعلى الصعيدين العربي والدولي.
ولمس الرئيس الفلسطيني مكانة القضية الفلسطينية، كقضية مركزية، تجمع مختلف الأطراف الذين التقاهم خلال الاجتماعات الثنائية واللقاءات المشتركة والمتعدّدة التي عقدها مع مختلف ممثّلي مكوّنات المجتمع اللبناني، نيابياً وسياسياً وحزبياً والاتصالات التي تلقاها من فاعليات روحية، واستقباله شخصيات لبنانية، فكانت لقاءات شاملة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وما بينهما في الوسط، وكذلك مع الشباب الواعد، وأيضاً في لقائه القيادات الفلسطينية، بعدما كانت قد استقبلته لدى وصوله، وكذلك شاركت في وداعه.
حرص الرئيس "أبو مازن" في ختام زيارته على زيارة مثوى شهداء الثورة الفلسطينية، ووضع إكليلاً من الزهر على ضريح النصب التذكاري لشهداء تل الزعتر والثورة الفلسطينية، وزيارة ضريح الشهيد المفتي الحاج أمين الحسيني، وتلاوة الفاتحة وفاءً لمَنْ قدّموا أرواحهم في سبيل قضية فلسطين.
واستقبلته عائلات أُسر الشهداء والكشافة والفتية، تأكيداً على استمرارية النضال من جيل إلى آخر، حتى إحقاق الحق الفلسطيني.
هذا فضلاً عن تكريمه عدداً من المناضلين في سبيل القضية الفلسطينية، ومنحه السفير أشرف دبور ميدالية الاستحقاق والتميّز الذهبية.
وعلمت "اللـواء" بأنّ الرئيس عباس وضع القيادات اللبنانية في:
- تطوّرات القضية الفلسطينية، والغطرسة الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة ضد الشعب والأرض ومحاولات التهويد.
- التحرّكات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
- دعم صمود أهل القدس.
- إعادة إعمار ما دمّره الاحتلال في قطاع غزّة.
- إجراء انتخابات عامة.
- المساعي من أجل تحقيق المصالحة الوطنية.
- بناء مؤسّسات السلطة وفق معايير عصرية على أُسُس سيادة القانون.
- النهوض بالاقتصاد الوطني.
ويؤمل أنْ تُعطي الزيارة النتائج المرجوة، وهو ما فسّر عقد الاجتماعات المتعدّدة ومنها، حيث سيتم:
العمل على متابعة مقرّرات لقاءات الرئيس عباس مع القيادات اللبنانية، وذلك من خلال الاجتماعات التي سيتابع عقدها الأحمد والسفير دبور مع القيادات اللبنانية وما كان قد عقده اللواء فرج مع قيادات أمنية لبنانية.
وفي طليعة هذه اللقاءات مع المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم (الخبير في الملف الفلسطيني) ومدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن كميل ضاهر.
لا حلول عسكرية
وخلافاً لما جرى بثه من أخبار لا تمت للحقيقة بصلة، بأن الرئيس عباس طلب من الرئيس عون دخول الجيش اللبناني إلى مخيّم عين الحلوة، لكن الرئيس اللبناني رفض، فإنّه لم يتم التطرّق إليه نهائياً، وقد أكدت مصادر مطلعة على تفاصيل اللقاءات لـ"اللـواء" أنّ الدولة اللبنانية لم تسلّم الجانب الفلسطيني لائحة بأسماء مطلوبين متواجدين داخل مخيّم عين الحلوة.
وإنّه لا حلول عسكرية لحل الأزمات المزمنة، بل إنّ التأكيد تمّ على إدانة الإرهاب ومواجهته وضرورة التنبّه إلى مخاطره، من خلال القيام بخطوات استباقية تعزّز الأمن داخل المخيّمات ما بين القوى الفلسطينية، لمنع أي احتمالات لاستغلال مآسي الشعب الفلسطيني واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن في ظل التداعيات التي تشهدها المنطقة.
وهذا يُؤكّد أنّ تفاصيل الملف الأمني لم تُطرح خلال لقاءات الرئيس الفلسطيني مع القيادات اللبنانية، بل العنوان العريض، هو ما تمّ التطرق إليه والتوافق على التعاون والتنسيق بما يضمن أنْ تبقى المخيّمات عاملاً مساعداً في حفظ أمن واستقرار لبنان، مع تحسين وضع اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى وطنهم وفق القرار الدولي 194.
وضرورة معالجة الملفات الفلسطينية والتنسيق وتفعيل القوّة الأمنية وفق مفهوم وثوابت تؤدي الدور المناط بها.
وتركّزت الثوابت خلال اللقاءات على:
- إنّ اللاجئين الفلسطينيين ضيوف في لبنان، والثقة باستمرار حسن الرعاية والاحتضان إلى حين عودتهم المؤكدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين.
- التنويه بمواقف لبنان المشرّفة تجاه استضافة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته في المحافل الدولية.
- التنسيق والتعاون التام بما يخدم لبنان وفلسطين وقضايا العدالة والسلام، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، وتبديد هواجس التوطين.
- تقدير إسهامات لبنان في خدمة أمته، وعلاقات أواصر الأخوة والدم والمصير الواحد المشترك، وما قدمه لفلسطين وشعبها.
- النأي عن سياسة الدخول في صراعات المنطقة، وانضباط وحفظ الأمن والاستقرار في المخيّمات، والتزام جميع الفصائل الفلسطينية بهذه الرؤية.
- إنّ المخيّمات جزء من الأراضي اللبنانية وتخضع للسيادة اللبنانية.
- استمرار التنسيق بين الأجهزة اللبنانية والفلسطينية، بما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية ويضمن حفظ الأمن والاستقرار والوقوف ضد الإرهاب بإشكاله ومصادره كافة، لأنّ أوّل المتضرّرين منه لبنان وفلسطين.
- العمل على إصدار قوانين وتشريعات ومراسيم وتعديل بعضها بما يساهم في تحسين وضع اللاجئين الفلسطينيين لجهة الحقوق المدنية والاجتماعية.
- الاهتمام بقضية النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان لحين عودتهم إلى مكان إقامتهم في سوريا كخطوة مؤقتة على طريق العودة إلى فلسطين.
- العمل المشترك من أجل الضغط على الدول المانحة للإيفاء بالتزاماتها إلى "الأونروا" لتبقى المؤسّسة الدولية شاهدة على نكبة الشعب الفلسطيني، صاحب أطول فترة لجوء قسري في التاريخ.
- تنسيق الموقف اللبناني - الفلسطيني في القمة العربية، بهدف العمل على إعادة إحياء دور جامعة الدول العربية، لتتمكّن من مواجهة الأزمات التي تواجهها العديد من البلدان الأعضاء بها.
- التمسّك بحل سياسي من خلال الحوار البناء في الأقطار العربية التي تشهد صراعات.
- صون وحدة وسلامة أراضي كل قُطر عربي، ورفض محاولات تغيير خرائطه.
- عدم إفساح المجال أمام استمرار بعض الدول الأجنبية باستغلال حال الانقسام العربي، خاصة أنّ غياب الموقف العربي الموحّد بالتعامل مع إدارة ترامب، يمكن أنْ يؤدي إلى نتائج سلبية على القضايا العربية.
- "ضبابية" موقف ترامب بشأن حل الدولتين ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
- تنسيق الموقف اللبناني - الفلسطيني في ظل مراوحة العملية السلمية مكانها بفعل عدم التزام "إسرائيل" بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والاستمرار بالاستيطان، والعمل على شرعنته، حيث تمّ التأكيد على:
- التمسّك بمبادرة السلام العربية التي انطلقت من بيروت في العام 2002.
- التزام هيئات المجتمع الدولي بتنفيذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ ذلك.
- شجب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي باستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، ووضع أبناء الشعب الفلسطيني في سجن كبير، ومواصلة الغطرسة الإسرائيلية بالتهويد والاستيطان وشرعنته، وهو ما لا يحقّق السلام العادل والشامل ولا حلّ الدولتين.
- التمسّك بقضية القدس ورفض نقل السفارة الأميركية إليها.
- العمل بالطرق السياسية والدبلوماسية، واستخدام أدوات القانون الدولي، والاستفادة من الدعم الدولي الثنائي والمتعدّد لمواجهة النشاطات الاستيطانية، وآخرها قرار الكنيست بشرعنة سرقة الأرض الفلسطينية.
تسلّم كتاب الاعلامي زعيتر
تسلّم الرئيس محمود عباس من الاعلامي هيثم زعيتر، كتابيه "فرسان فلسطين" الذي وضع المقدّمة له مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، و"الجنوب بين البلديات والنيابيات" الذي وضع المقدّمة له المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم.
وجاء ذلك خلال زيارة الرئيس الفلسطيني إلى لبنان، بمشاركة سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور
أخبار ذات صلة
دولة فلسطين ترحب بقرار "الجنائية الدولية" إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغ...
الرئيس عباس يبحث مع بوريل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية عبر اتصال مرئي!
اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة تعتمد قرارات بشأن الاستيطان والاونروا
مجزرة مروعة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال قطاع غزة
هيثم زعيتر: رغبة أميركية وليونة لبنانية لتحقيق وقف إطلاق النار.. بانتظار ال...