عام >عام
معارك عين الحلوة: اثبات وجود و"عصبة الانصار" بيضة القبان... بالتفاصيل
معارك عين الحلوة: اثبات وجود و"عصبة الانصار" بيضة القبان... بالتفاصيل ‎الأربعاء 1 03 2017 10:00
معارك عين الحلوة: اثبات وجود و"عصبة الانصار" بيضة القبان... بالتفاصيل


تعددت التفسيرات للمعارك التي نشبت في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا، قبل خمسة ايام بين "حركة فتح" وبعض الفصائل الاسلامية المتشددة، وتزامنت مع بدء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الى بيروت، حيث اجرى محادثات رسمية مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وبعض القوى السياسية، تناولت بشكل اساسي ترتيب العلاقات الرسمية اللبنانية، لا سيما موضوع السلاح والامن في المخيمات، اضافة الى التنسيق حول انعقاد القمة العربية منتصف شهر اذار في العاصمة الاردينة عمان.

وقد ربطت مصادر رسمية متابعة بين اندلاع المعارك وبين زيارة الرئيس عباس، نتيجة وجود قرار لبناني - فلسطيني بوقف الانفلات الامني داخل المخيم ومنه الى الخارج، بما بات يشمل معظم المناطق اللبنانية وخروج مجموعات صغيرة او افراد تعتنق الفكر التكفيري الارهابي للقيام بأعمال مخلة بالامن. وسبب هذا الربط هو محاولة حركة "فتح" اثبات سيطرتها ووجودها في المخيمات لا سيما في مخيم عين الحلوة، باعتبارها اكبر التنظيمات الفلسطينية، وباعتبارها رأس هرم السلطة الفلسطينية الرسمية، لتنفيذ التعهدات التي قدمتها السلطة الفلسطينية للسلطات اللبنانية بضبط الامن في المخيمات، وهو الامر الذي لم يعجب بعض الفصائل التي تحمل الصفة الاسلامية، ومنها "تنظيم عبد الله عزام" و"جند الشام" و"فتح الاسلام" ومجموعة هيثم الشعبي وبلال بدر، وهي كلها حركات متهمة بالارهاب داخل المخيم وخارجه.
وتشير المصادر الرسمية الى ان زيارة الرئيس عباس استفزت هذه المجموعات الارهابية، حيث اعتبرت انه جاء ليعمل على استئصالها من مخيم عين الحلوة فتصدت لتلك المحاولة، وترافق ذلك مع معلومات عن وصول تعزيزات عسكرية لحركة "فتح" الى عين الحلوة من بعض مخيمات بيروت (برج البراجنة وشاتيلا وصبرا)، ما اعتبرته هذه التنظيمات الاسلامية تمهيد للقضاء عليها.
وترافق ذلك ايضا مع زيارة تفقدية للمخيم قامت بها جميلة دحلان زوجة القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، المدعوم من داخل المخيم من القيادي المفصول ايضا العميد محمود عيسى (الملقب باللينو)، اعتبرتها حركة "فتح" استفزازية لها، ما زاد نسبة التوتر في المخيم نتيجة الانقسام بين مرحّب بزيارتها وبين رافض لها.
لكن معلومات المصادر الرسمية تشير الى ان المعركة اندلعت على خلفية اثبات الوجود في المخيم بين "فتح" والتنظيمات الاسلامية الموجودة فيه، فيما بقيت "عصبة الانصار" في الوسط بمثابة "بيضة القبان"، فلا "فتح" تستطيع حسم المعركة وحدها ولا التنظيمات الاسلامية تستطيع ايضا إخراج "فتح" وحدها، والطرفان يحتاجان الى الدعم العسكري والغطاء السياسي "لعصبة الانصار"، لذلك بقيت المعارك بمثابة مناوشات لا عملية حسم فعلية، برغم شدة هذه الاشتباكات، علما ان الفصائل الاخرى لم تكن على مستوى القرار الفلسطيني المركزي الرسمي الاعلى باستئصال الحالات الارهابية وبؤر التوتر، ولم تشارك في اي عمل عسكري فعلي لاستئصال الارهابيين والمخلين بالامن.
واشارت المصادر الى ان ما جرى في عين الحلوة هو بمثابة وقف اطلاق نار لا يعلم احد كم يطول او متى ينتهي وتتجدد المعارك، طالما ان قرار الحسم لم يتخذ ولا تتوافر الادوات العسكرية الفعالة له، وطالما ان التنظيمات الاسلامية قررت المواجهة، برغم الاجتماعات المكثفة التي جرت في مقر سفارة فلسطين بحضور مسؤول الملف الفلسطيني - اللبناني في السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" عزام الاحمد، الذي رافق الرئيس عباس في زيارته وبقي في بيروت ليتابع الاوضاع.
ويخشى البعض من انتقال التوتر من داخل المخيم الى خارجه، بعدما طال رصاص القنص مداخل صيدا الجنوبية وتم اقفال الطريق بين صيدا وبيروت من جهة الجنوب، في محاولة من الفصائل الاسلامية المتشددة لارباك الساحة اللبنانية والضغط لمنع اي مساعدة لبنانية عسكرية او سياسية للقضاء على هذه المجموعات. ويُخشى ايضا من وجود دعم اقليمي عربي لبعض المجموعات المتشددة للضغط على السلطات اللبنانية في ملفات عدة، مرتبطة بالصراع الاقليمي الكبير الدائر في المنطقة.

المصدر : ليبانون فايلز