عام >عام
الجيش لن يستدرج إلى الدخول إلى عين الحلوة: لدينا خطط بديلة
الجيش لن يستدرج إلى الدخول إلى عين الحلوة: لدينا خطط بديلة ‎الأربعاء 1 03 2017 11:36
الجيش لن يستدرج إلى الدخول إلى عين الحلوة: لدينا خطط بديلة


لم يفاجأ الكثيرون باندلاع الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة ،وان ظن الكثيرون ان مغادرة الرئيس الفلسطيني ستكون صفارة وقفها، هذا اذا ما كانت هي المستهدفة، الا ان الوقائع بينت العكس وسط وابل التسريبات الذي لم يوازه سوى عنف القنص الذي طال محيط المخيم، مع فشل الاجتماعات المتلاحقة في سفارة دولة فلسطين في التوصل الى اي حل، طالما ان ما يجري لا يتعدى عمليا كونه محاولة لامتصاص النقمة اكثر مما هو حل جذري بانهاء الوضع الشاذ، على ما تبينه الوقائع.
أوساط سياسية مطلعة ابدت خوفها من ان يكون ما يشهده مخيم عين الحلوة ابعد من مسألة زيارة عباس، قارئة في ما يجري رسالة خليجية موجهة للجانب اللبناني ردا على مواقف رئيس الجمهورية من سلاح حزب الله، خصوصا انها تزامنت مع زيارة عقيلة محمود دحلان ونجلها للمخيم، والتي تتحرك بغطاء عربي، فضلا عن ان الموقف الصادر اليوم عن احد مسؤولي «عصبة الانصار» من ربط للسلاح داخل المخيمات وانهاء وجود المجموعات الاسلامية بتسليم سلاح حزب الله.
وتتابع الاوساط بان جماعة «عصبة الانصار» ابدت تعاونا لافتا مع الجانب اللبناني، الا انه في المقابل عليها ان لا تسمح لتلك الجماعات الارهابية ان تختبئ خلفها وخلف مواقفها لممارسة اعمالها الارهابية، خاصة ان ذلك يضر بالقضية الفلسطينية وبالمخيم ولاجئيه، خصوصا ان ما يحصل يضر بالعصبة نفسها وموقعها داخل المخيم، داعية قياداتها الى مزيد من الحسم والحزم في ملف عين الحلوة، باعتبارها «بيضة قبان» وسط الانقسام وتوزع القوى.
وكشفت الاوساط ان ما يجري اليوم لا يعدو كونه جولة من جولات العنف الكثيرة التي شهدها وسيشهدها المخيم، خصوصا ان اي قرار اقليمي من الجهات الراعية لتلك الجماعات داخل المخيم لم تتخذ قرارها الجدي بانهاء وجودها طالما ان وظيفتها لن تنتهي، مستفيدة من عدم رغبة الدولة في احداث نهر بارد جديد ونكبة جديدة خصوصا لما لعين الحلوة من خصوصية.
مصادر فلسطينية من داخل المخيم اشارت من جهتها الى ان حركة فتح ادخلت تعزيزات الى داخل المخيم بالتعاون مع الجهات اللبنانية لدعم قواتها، وهي بدأت باعتماد استراتيجية عسكرية جديدة في المواجهة الدائرة، اذ لم تحصل اي عمليات كر وفر هذه المرة اذ سمحت خطة العمليات الجديدة باقتصار المواجهات على خطوط التماس واستعيض عن الهجمات باشتباكات متقطعة ودخول سلاح القنص بشكل لافت وكبير من قبل الطرفين وصولا الى تهديد المناطق المحيطة بالمخيم، ما دفع الجيش الى اتخاذ اجراءات وقائية ، كاشفة ان المخيم شبه معزول حاليا عن محيطه حيث حصر الدخول اليه ببعض الحالات المحدودة وبمدخل واحد،داعية الى ضبط النفس وانتظار الساعات القادمة التي ستحمل معها المعالجات اللازمة.  
في غضون ذلك تكشفت مزيد من خبايا زيارة الرئيس الفلسطيني الى بيروت والوفد المرافق له، وبشكل خاص اللقاءات التي عقدها رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني مع مدير عام الامن العام ومدير المخابرات في الجيش اللبناني والتي تسلم خلالها خريطة مفصلة لتوزع القوى داخل المخيم واسماء ابرز قادة الارهابيين المطلوبين، والتي تضمنت المعلومات التالية:
- في منطقة حي الطوارئ حيث يسيطر جند الشام وعصبة الانصار، يقدر العدد بين 40 الى 50 عنصرا، بقيادة هيثم ومحمد الشعبي، جمال رميض ،الذين يقدمان الحماية لعدد كبير من المطلوبين وفيها عدد كبير جدا من المطلوبين إلى القضاء اللبناني، كما تغلغلت فيه في الآونة الاخيرة «جبهة النصرة».
- على اطراف المنطقة الممسوكة من «اللينو»، الممتدة وسط المخيم والتي يتقاسم السيطرة عليها مع فتح من جهة، وفيها مراكز لكتيبة العقيد ابو شادي السبربري التابع للحركة، والجبهتين الديموقراطية والشعبية ايضا، فضلا عن تواجد مركز لحركة اسلامية مجاهدة، تنتشر في الصفصاف والطيري (بلاد بدر) وحطين (حيث يتواجد شادي المولوي ونائب امير كتائب عبد الله عزام توفيق طه، وحجير ابو بكر المتهم بالوقوف وراء التخطيط لتفجير السفارة الايرانية في بيروت)، كذلك انصار للقاعدة هم، يوسف شبايطة، زياد ابو النعاج، رامي ورد، جمال حمد، رائد جوهر، محمد جمعة، عبد فضة، زياد الشهابي، يحي ابو بهاء الدين،فضلا عن  مجموعات من تيارات اسلامية سلفية ابرزها فتح الاسلام، تتالف من 50 عنصرا (اميرها بلال بدر ونائبه هلال هلال، رميض فارس أمير «داعش» مكان عماد ياسين، كذلك تتمركز مجموعة تابعة لاسامة الشهابي (الذي يمسك ايضا بمنطقة عرب زبيد) وابو جمرة الشريدي.
اما باقي القوى فانتشارها وفقا للتالي:
- منطقة الرأس الاحمر، بين عرب زبيد والطيري، فيها مركز لعصبة الانصار.
 -منطقة السكة، تسيطر عليها حركة فتح لجهة الملعب ولها مركز فيها، والمنطقة المتبقية منها يسيطر عليها الجيش الشعبي لحركة فتح وتمتد نحو مناطق سيطرة جند الشام، وفيها مقر كبير للقوة الامنية المشتركة الفلسطينية.
-- منطقة البركسات تسيطر عليها حركة فتح وفيها مقر لقيادة الأمن الوطني الفلسطيني.
- منطقة طيطبا وفيها مقر المقدسي.
- منطقة جبل الحليب -الواسعة الى جانب الطيري وفيها مقر لحركة فتح ولجبهة التحرير، وفيها ايضا معسكر لاشبال حركة فتح.
مصدر امني لبناني لفت الى ان الجيش اللبناني في تعامله مع مسألة عين الحلوة يحاول المواءمة بين حاجات الامن القومي اللبناني والوضع الانساني، حيث يعتبر ان سكان المخيم رهائن لدى ارهابيين خطفوا المخيم لمصلحة اجندة خاصة بتصفية حسابات اقليمية، جازمة بان الجيش لن يستدرج الى الدخول في مستنقع المخيم لاستنزافه وهو يملك الخطط البديلة التي تؤمن سلامة اللبنانيين واللاجئين وتحفظ السيادة اللبنانية، كاشفة ان فكرة الدوريات المشتركة التي وردت في الورقة الفلسطينية رفضت لاعتبارين، الاول ان لا تواجد ولا انتشار للجيش في داخل المخيم، والثاني لا حاجة لدوريات مشتركة خارج المخيم، مشددة على ان ثمة من يحاول ضرب هيبة الجيش وتشويه صورته بتصويره على انه يقوم بممارسات مشابهة للجيش الاسرائيلي من خلال مسألة بناء السور في منطقة البساتين، داعيا الى وقف التجنيات بحق المؤسسة العسكرية محيلا المشككين الى مسألة انتحاري الكوستا التي بينت التحقيقات القضائية مدى الظلم والتجني الذي تعرض له الجيش من قبل بعض المأجورين لغايات خاصة لا علاقة لها بالواقع، مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق مع الجميع لتمرير تلك المرحلة لما فيه خير ومصلحة الجميع وتنظيف الساحة الفلسطينية من الطفيليات التي نمت على اطراف القضية واساءت اليها قبل ان تسيء الى لبنان مهددة الاستقرار الفلسطيني قبل اي شيء آخر.
حتى الساعة يجمع المراقبون ان ما يجري لا يعدو كونه مناوشات لن تخرج عن الاطار المرسوم لها بعدما عاد مخيم عين الحلوة للعب دور «صندوقة البريد»، ما يعني ان اي حسم لن يبصر النور وان «موعد الكي» لم يقترب بعد، وهو ما يحاول المتطرفون النفاذ عبره لتعزيز مواقعهم ونفوذهم في فترة الوقت الضائع وسط الصراعات المخفية والظاهرة وشد الحبال الاقليمي الدولي. 

المصدر : الديار