عام >عام
بالصور.. لبناني يخوض مغامرة خطرة لزيارة أعنف البراكين في منطقة قريبة من آكلي لحوم البشر
الخميس 2 03 2017 11:10جنوبيات
حب المغامرة و متعة المجازفة، دفعا باللبناني إيهاب زين الدين من بلدة جبشيت إلى إمضاء يوم كامل بنوره وظلامه في مكان خارج عن المألوف، فأمضاه على فوهة بركان!
بركان نيراجونجو الذي زاره ايهاب، يقع داخل متنزه فيرونغا الوطني، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من مدينة غوما و بحيرة كيفو، و هو واحد من انشط البراكين في أفريقيا، فهي تشكل بحيرة من الحمم البركانية التي تظهر في قمة الحفرة.
بدأت تلك البحيرة في النشاط منذ عام 1882 ، و قد اندلعت و ثارت ما لا يقل عن 34 مرة، أخر ثوران لهذا البركان كان في يناير عام 2002م، و بعد ستة أشهر اندلع بركان نيراجونجو مرة أخرى، و لا يزال حتى الان البركان نشطاً و لكنه يقتصر حاليا على فوهة البركان، و هي التي تشكل الآن تلك البحيرة من الحمم.
و نظراً لاهمية دراسة هذا البركان وخطورته قام فريق من العلماء موخراً بجوله استكشافية لبحيرة الحمم البركانية لنيراجونجو.
وفي حديث لموقع بنت جبيل، قال ايهاب زين الدين (30 عاماً)، ان المغامرة بدأت كتحدٍ ذاتي، وأثناء تواجده في مدينة غوما في فترة من الفترات والتي تبعد حوالي الساعتين عن مكان البركان، كان يجذبه مشهد البركان المضيء و روعة المشهد، فولد بداخله حب المغامرة لخوض تلك التجربة وزيارة البركان، وبعد علم ايهاب بخطورة و صعوبة المغامرة، كبر التحدي بينه و بين ذاته، الى أن استعان بعنصر من الجيش لمرافقته كحماية من خلال علاقاته في الجيش في مكان اقامته في الكونغو، و عمل على اقناعه برغبته لزيارة المكان، اذ انطلق ايهاب في تلك الرحلة مع حوالي 15 عنصراً من الحماية، و يذكر أنه أمضى هناك يوم كامل، فانطلق صباحاً و غادر المكان في اليوم التالي عند الظهر، و قال أن الرحلة تستغرق 12 ساعة سيراً على الأقدام.
و حسب قول ايهاب و ما تظهره الصور، أنه نهاراً تكون درجة الحرارة معتدلة في المكان، و خاصة على مدار و محيط فوهة البركان من وهج الحرارة المنبعثة من الأسفل، بينما تنقلب درجات الحرارة ليلاً رأساً على عقب حتى تصل الى حوالي 10 درجات تحت الصفر، و ينخفض منسوب الاوكسجين في الهواء، جراء انبعاث غازات من البركان تؤدي الى ضيق تنفس.
و في سياق الحديث أضاف ايهاب:" الحياة كلها مغامرة، و أنا من محبي المغامرات بشكل كبير، كان شعور رائع عندما وصلت الى المكان، و كانت الخطورة تحيط بالرحلة من كافة الجوانب، فبركان نيراجونجو من أخطر البراكين، ولا يزال نشط إلى يومنا هذا، و من المتوقع أن يثور في أي وقت، ولا رقابة عليه، فضلاً عن وجود ثوار و قبائل من آكلي لحوم البشر في المنطقة، والحيوانات التي أستطعنا رؤيتها من بعيد، لأن البركان يتواجد على مقربة من virunga park الشاسع، اذ يمكننا رؤية الغزلان في أماكن و الغوريلا في أماكن أخرى، و لكني نسيت الخوف و الخطورة فور وصولي الى المكان و كان احساس فريد من نوعه، وقمت بتدخين النرجيلة و شوي اللحمة، و فيما بعد توجهت الى مكان الغوريلا التي كنت قد رأيتها من بعيد".
كان لدى ايهاب ما يكفي من الجرأة و الشجاعة لخوض تلك المغامرة،فقد تكون المغامرة مكلفة جداً، و قد يكون ثمنها حياة، ولكنها ستمنحك الإثارة والمتعة، فهي فعالة حقاً إذا كنت بحاجة إلى تغييرات كبيرة في حياتك، أو قد تصبح قادراً على النظر إلى العالم من زاوية مختلفة، وادراك الأشياء الأكثر أهمية في حياتك.