شدد عضو اللجنة التنفيذية لـ"المؤتمر الوطني الإفريقي" أوبيد بابيلي، على أن "دولة جنوب إفريقيا سوف تقدم في الأيام المقبلة المزيد من الأدلة على جرائم حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين لـ"محكمة العدل الدولية"، التي توضح مدى ضخامة هذه الجرائم وأنها ترتكب إبادة جماعية بحقهم".

وقال بابيلي في حديث لبرنامج "مع رئيس التحرير" الذي يقدمه محمد البرغوثي عبر تلفزيون فلسطين: "نحن نريد أن نثبت بأن ما تقوم به "إسرائيل" هو إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وسوف نستمر في تقدم البينات والأدلة من أجل ذلك".
وأضاف: "إن "إسرائيل" مستمرة في قتل الفلسطينيين رغم القرارات الدولية التي تدعو لوقف جرائمها، وذلك بسبب الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة الأميركية وبعض الحكومات الأوروبية التي تغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" دون اتخاذ أية إجراءات".
وشدد بابيلي على "ضرورة إصدار مذكرة اعتقال من قبل "المحكمة الجنائية الدولية" ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليتم محاسبته على جرائمه، وأن يكون هناك وقفة دولية جادة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وقال: "إن الإدارة الأميركية تقدم كافة أشكال الدعم للحكومة الإسرائيلية، وبدلاً من إيجاد الحل للقضية الفلسطينية، تقدم المزيد من الدعم والحماية لرئيس الوزراء الإسرائيلي".
وفي سياق متصل، لفت بابيلي إلى أن "الأمم المتحدة بحاجة إلى أن تصبح جهازاً فاعلاً"، مشيراً إلى أن "الفيتو الأميركي المتعلق بفلسطين يفقدها الفعالية"، مؤكداً على "ضرورة أن يتم اعتماد نظام يعمل على إنفاذ قرارات مجلس الأمن، بحيث يكون قائماً على الأغلبية وألا يسمح لدولة واحدة باستخدام حق الفيتو".
ونوه إلى "أهمية انضمام العديد من دول العالم للدعوة إلى رفعتها جنوب إفريقيا ضد "إسرائيل" إلى "محكمة العدل الدولية"، لافتاً إلى أن "جنوب إفريقيا قدمت العديد من النداءات لبعض الدول مؤكدة على ضرورة اتخاذ مواقف جادة ومشتركة من أجل وقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وأن تكون القضية فاعلة في المحاكم الدولية وأن يتم الضغط من أجل نجاح هذه القضايا".
ولفت إلى أن "جنوب إفريقيا تعرضت إلى الضغط من قبل العديد من الدول للتراجع عن دعوتها، إلا أنها مستمرة في هذه الخطوة، وتعتبر دعم ومساندة القضية الفلسطينية مبدأ لا يمكن التراجع عنه"، منوهاً أنه "تم مضاعفة النشاطات التي تقوم بها سفارات بلاده في كافة أماكن تواجدها لاستنهاض المنظمات العالمية في وجه الحملة الإسرائيلية الرافضة لما أقدمت عليه جنوب إفريقيا".
وبيّن بابيلي أن "أحد أشكال الضغط التي تعرضت لها جنوب إفريقيا التلاعب بالعملية الانتخابية إضافة إلى استخدام الوسائل الاقتصادية من أجل تراجعها عن الدعوة التي قدمتها للمحكمة ضد "إسرائيل"، مؤكداً أن "المؤتمر الوطني الإفريقي سيواجه ويُفشل كل هذه الضغوطات".
وأشار إلى أن "الرأي العام في جنوب إفريقيا يرحب بقرار "المحكمة الجنائية الدولية" لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي"، مؤكداً على أن "هذا القرار مدعوم من قبل الشعب في جنوب إفريقيا الذي يؤكد على أن نتنياهو متورط بقتل النساء والأطفال، وهو يستحق أن يتم محاسبته على جرائمه".
وفي سياق متصل، أكد بابيلي على أن "ما يتعرض له الأسرى من تعذيب وقتل في سجون الاحتلال، أمر مرفوض على المستوى الدولي"، مشدداً على "ضرورة تشكيل لجنة تحقيق بما يتعرض له الأسرى، وأن تشمل أية مفاوضات من أجل إطلاق النار مسألة تحرير كافة الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وكذلك قضية المستوطنات وعودة الأرض لأصحابها الفلسطينيين".
وحول استهداف حكومة الاحتلال لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، قال: "جنوب إفريقيا أدانت الحملة التي شنتها "إسرائيل" على الوكالة، وأكدت على ضرورة الامتثال للقانون الدولي واحترام المنظمات الدولية، كما شددت حكومة جنوب إفريقيا على "ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد المنظمات الدولية، وأن يتم ملاحقة كل من يتعرض لها ومحاسبته في المحاكم الدولية".
ونوه بابيلي إلى أن "المواقع الدينية في القدس مهددة بسبب سياسة نتنياهو العنصرية"، مشدداً على "عدم السماح له في تنفيذ سياسته في المدينة المقدسة"، لافتاً إلى أن "القضية الفلسطينية في نهاية المطاف سوف تنتهي بحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله ومحاسبة إسرائيل".