لبنانيات >أخبار لبنانية
الأنفاق ظهرت.. ماذا كشفت كمائن "الحزب"؟
الأنفاق ظهرت.. ماذا كشفت كمائن  "الحزب"؟ ‎الخميس 3 10 2024 13:08
الأنفاق ظهرت.. ماذا كشفت كمائن  "الحزب"؟

جنوبيات

الكمائن التي نفذها "حزب الله" في جنوب  لبنان ضدّ القوات الإسرائيلية التي توغلت داخل الأراضي اللبنانية كشفت عن 3 أمورٍ لم تتمكن تل أبيب من تنفيذها طيلة حرب ستدخل عامها الأول بعد أيّام قليلة.

إن تم النظر قليلاً إلى "مغزى الكمائن"، سيتضحُ أنَّ "حزب الله" قلب المعادلة العسكرية وأعاد مشهدية حرب تمّوز عام 2006 إلى الواجهة مُجدداً وذلك عبر القتال البري الذي يخوضه ضد الإسرائيليين.
 

قد تكونُ الحرب الميدانية التي يخوضها "حزب الله" هي تعويضٌ لخسائر مُنيَ بها عسكرياً خلال الفترة الماضية وتحديداً بسبب الاغتيالات التي طالت قادته وأبرزهم الأمين العام لـ"حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله الذي اغتالته تل أبيب بغارة جوية عنيفة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي.
أيضاً، تعدّ هذه الحرب بمثابة تأكيد أن قدرة الحزب العسكرية لم تتأثر حتى أنّ اتصالاته الميدانية ما زالت متوافرة وقائمة رغم التفجيرات التي طالت أجهزة اللاسلكي والبيجر قبل أكثر من أسبوعين، ما يشير إلى أن هناك منظومة عسكرية ما زالت مستخدمة وتعتمد على نوع مستقل من الإتصالات قد يكون مشفراً بشكلٍ مُحكم ومرتبطا بخطوط سلكية محمية.
 


وبالعودة إلى الأمور الـ3 التي لم تتمكن تل أبيب من تنفيذها، تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" إنها تتلخص في الاتي:
الأمر الأول: عدم التمكن من إبعاد قوة الرضوان أو عناصر "حزب الله" المقاتلين عن الحدود والدليل هو الإشتباك المباشر معهم في نقاط حدودية متقدمة مثل العديسة وعيترون.
الأمر الثاني: الإشتباكات التي حصلت كشفت أن منظومة القيادة والسيطرة التي يديرها الحزب لم تتأثر بالضربات الإسرائيلية المستمرة منذ عام، ما يشير إلى أن إحباط العمليات الهجومية من لبنان لم ينجح من قبل الإسرائيليين.
الأمر الثالث: على صعيد البنى التحتية، فإن عناصر "حزب الله" ما زالوا ، كما يتبين، يتمتعون بقدرة مناورة سريعة وسهلة عبر الأنفاق التي تصل إلى الحدود، ما يشير إلى أن إسرائيل فشلت في ضرب تلك البنى التحتية الخاصة بالحزب خصوصاً تلك التي تمثل نقطة انطلاق للمقاتلين خصوصاً باتجاه الحدود.
أمام كل ذلك، ترى المصادر أن "حزب الله نجح في أمور عديدة وهي: الحفاظ على سهولة الحركة، المرونة في توجيه النيران واستخدام التغطية الصاروخية، وتأمين الانسحاب لعناصره بعد الكمائن، فيما الأمر الأهم يرتبط بقدرة الحزب على توجيه ضربات صاروخية جديدة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية رغم التغطية الجوية المكثفة للعمليات الهجومية الإسرائيلية".
بحسب المصادر، فإن ما يجري في جنوب لبنان الآن من كمائن واشتباكات مباشرة، يفتح الباب أمام سيناريو واحد لا مفر منه، ويرتبط بما حصل خلال العام 2006 حينما توغلت إسرائيل برياً داخل لبنان بينما تم استخدام الصواريخ المضادة للدروع لتنفيذ الاستهدافات ضد الدبابات الإسرائيلية.
عملياً، فإن الحزب، بحسب المصادر، عاد الآن إلى العمليات القتالية المرتبطة بـ"الوحدات الهجومية" التي تعتمد على التخفي وتنفيذ العمليات ثم التخفي مجدداً، مشيرة إلى أن هذا النمط القتالي يعطي "حزب الله" قدرة مناورة أكثر من دون إقحام أي وحدات كبرى في الهجمات لأن دورها لن يكون مطلوباً في هذه المرحلة.
وعليه، فإن الحزب يخوض الآن قتالاً مفتوحاً وغير محكوم بضوابط، ما قد يمنحه فرصة أكبر لتحقيق مكاسب عسكرية ميدانية يمكن أن تتحول إلى ورقة ضغط على الإسرائيليين.. لكن السؤال الأبرز: هل يُمكن اعتبار العملية البرية الإسرائيلية بمثابة إقتراب إنهاء معركة جنوب لبنان من قبل تل أبيب نفسها؟ الأيام المقبلة كفيلة بكشف كل ذلك.  

المصدر : وكالات