عربيات ودوليات >أخبار دولية
"نفوذنا محدود"... هل سحبت واشنطن يدها من التصعيد بين الكيان و"الحزب"؟
الثلاثاء 8 10 2024 08:34جنوبيات
قال مسؤولون أميركيون إنّ الولايات المتحدة أوقفت محاولاتها لوقف التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله". وجاءت تعليقات المسؤولين الأميركيين بعد نحو أسبوعين من تجاهل إسرائيل اقتراحاً طرحته الولايات المتحدة وقوى غربية وعربية أخرى، لوقف الهجمات المتبادلة لمدّة 21 يوماً.
وفي التفاصيل، قال المسؤولون الأميركيون لشبكة "سي إن إن"، إنّ الولايات المتحدة "لا تحاول إحياء المقترح"، و"توقّفت عن مساعيها لتقييد العمليات الإسرائيلية في لبنان وضد إيران".
وأوضح المسؤولون أن المخاوف داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتزايد من أن "ما وعدت إسرائيل أنه سيكون عملية محدودة في لبنان، سينمو قريباً إلى صراع أوسع نطاقاً وأطول أمداً".
واتّخذ مقترح وقف التصعيد لمدّة 21 يوماً نفس مسار مفاوضات إنهاء حرب غزة، التي كانت تتوسط فيها الولايات المتحدة أيضاً مع مصر وقطر لكنها تعثّرت ولم تسفر عن شيء في نهاية المطاف.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية العنيفة على مناطق متفرقة من لبنان، لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت، عن سقوط عدد كبير من الضحايا في أقل من 3 أسابيع، ونزوح ما لا يقل عن مليون لبناني.
وحسبما قاله المسؤولون الأميركيون لـ"سي إن إن"، كانت إسرائيل تخطّط في البداية لتوغل بري أكبر بكثير في لبنان، قبل أن تقنعها الولايات المتحدة بتقليص حجم عملياتها البرية.
لكن المسؤولين أكّدوا أن "نفوذ الولايات المتحدة محدود عندما يتعلّق الأمر بالعمليات العسكرية الإسرائيلية"، كما هو الحال في حرب غزة.
وقال مسؤول أميركي كبير: "لم نتمكن من منعهم من اتّخاذ إجراء، لكن يمكننا على الأقل محاولة تحديد شكل هذا الإجراء".
والإثنين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة "تدعم استهداف إسرائيل للمسلّحين وتدمير البنية التحتية لحزب الله". إلّا أنه أضاف: "ندرك تماماً المرّات العديدة في الماضي حيث شاركت إسرائيل فيما بدا وكأنه عمليات محدودة ثم بقيت لأشهر أو لسنوات. في النهاية هذه ليست النتيجة التي نريد أن نراها".
وفي السياق ذاته، أقرّ المسؤولون الذين تحدّثوا لـ"سي إن إن"، بمحدودية النفوذ الأميركي على ما تقرر إسرائيل القيام به ضدّ إيران، ردّاً على الهجوم الصاروخي الذي شنته الأخيرة الأسبوع الماضي.
وقالوا إن الولايات المتحدة كانت تحث إسرائيل على عدم التصعيد المفرط بضربة انتقامية، لكنهم حذّروا من أن "ما تراه إسرائيل هجوماً متناسباً قد لا يتماشى مع ما قد يعتبره بقية العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، ردّاً مدروساً".
والأسبوع الماضي قال بايدن إنه لن يدعم ضرب إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد نجحت في إقناع إسرائيل بسحب هذا الخيار من على الطاولة.
وسبق لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قال إن إسرائيل "تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بينما تستعدّ للردّ على إيران، لكنها ستتخذ في النهاية قرارها الخاص بشأن كيفية الردّ".
وأوضح غالانت لشبكة "سي إن إن"، الأحد: "كل شيء على الطاولة".
كما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "واشنطن لا تسعى حالياً إلى إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله".
وأضافت أنّ "إدارة بايدن تخشى تحوّل وعد إسرائيل بعملية محدودة إلى صراع واسع طويل الأمد".
تحييد المطار
من جهة أخرى، حضّت الولايات المتحدة الإثنين إسرائيل على عدم شنّ أيّ هجوم على مطار بيروت أو الطرق المؤدية إليه، في وقت يوجّه فيه الجيش الإسرائيلي ضربات مكثّفة ضدّ حزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي "نعتبر أنه من الأهمية بمكان ليس فقط أن يبقى المطار مفتوحاً، بل أن تظل الطرق المؤدية إليه مفتوحة أيضاً" وذلك خصوصاً من أجل تمكين الراغبين بمغادرة لبنان من رعايا أميركيين ورعايا دول أخرى، من أن يفعلوا ذلك.
ونفّذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربة الإثنين في الضاحية الجنوبية لبيروت قرب المطار الدولي، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.
ومنذ الأسبوع الماضي، تستأجر الولايات المتحدة رحلات جوية شبه يومية لتسهيل مغادرة رعاياها وعائلاتهم، وذلك في خضم تصاعد وتيرة النزاع بين إسرائيل وحزب الله.
وقال ميلر إن نحو 900 شخص غادروا حتى الآن في تلك الرحلات التي أوضح أنها لم تكن محجوزة بالكامل.
إلى ذلك تحجز الولايات المتحدة مقاعد على الرحلات التجارية التي ما زالت متاحة.
وأشار ميلر إلى أنّ نحو 8500 أميركي اتصلوا بوزارة الخارجية للاستفسار عن شروط المغادرة، لكنّ هذا الأمر لا يعني أنهم جميعاً يرغبون بالمغادرة.
ولم يشأ المتحدث التعليق على الضربات الإسرائيلية في لبنان، وخصوصاً على بيروت، وما إذا كانت تتوافق مع القانون الدولي.
واكتفى ميلر بالقول: "بالطبع، نتوقع منهم (الإسرائيليين) أن يستهدفوا حزب الله بطريقة تتوافق مع القانون الإنساني الدولي وتحدّ من الخسائر في صفوف المدنيين".
وسبق أن وجّهت الولايات المتّحدة انتقادات لارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي في قطاع غزة حيث قتل أكثر من 41 ألف شخص في الحرب التي أشعل فتيلها هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن بعضاً من سلوكيات إسرائيل في القطاع بأنها "مبالغ فيها".
لكن إلى الآن لم تغيّر واشنطن سياستها الداعمة لإسرائيل في عملياتها العسكرية الآخذة في التوسّع.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية كبرى ردّاً على هجوم حماس.
وفي الأسابيع الأخيرة، اتّسع نطاق الحرب من قطاع غزة، معقل حماس، إلى معاقل حزب الله في لبنان.
وقال ميلر إنّ الولايات المتّحدة تدعم الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله.
إلا أنه أشار إلى أنّ الولايات المتّحدة "تدرك تماماً المرات الكثيرة في الماضي التي أطلقت فيها إسرائيل ما بدت أنها عمليات محدودة استمرت أشهراً أو سنوات"، لافتاً إلى أنّ ذلك ليس النتيجة التي تتطلّع إليها واشنطن.