بأقلامهم >بأقلامهم
الاحتلال الإسرائيلي يدمر أحد أجمل بيوت النبطية.. دارة سعيد شاهين
جنوبيات
دمر الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم الخميس في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، أحد أجمل بيوت النبطية.. دارة سعيد شاهين في حي الميدان في النبطية.
بنى سعيد شاهين، والد النائبين والوزيرين الراحلين غالب وفهمي شاهين، دارته في حيّ الميدان في النبطيّة، سنة 1928. هو ملاّك “نبطاني” هاجر في أواسط العشرينات إلى أفريقيا وعاد بزاد من المال مكّنه من أن يصبح من أصحاب الأملاك، وقد استثمر أراضيه الشاسعة في زراعة القمح والتبغ، وبناء دارته في وسط حيّ الميدان، الحي الذي كان يعرف في تلك المرحلة بحي آل شاهين.
رزق سعيد شاهين بذكرين وأربع إناث. خاض الشقيقان غالب وفهمي غمار السياسة، النيابة والوزارة، ورحلا في عمر مبكر، غالب (1930- 1968) وفهمي (1932- 1972)، بعدهما آلت الدار إلى ابن شقيقتهما فاطمة الدكتور تنال صبّاح.
تعتبر واجهة الدار هي الأبرز في النبطيّة، تتألّف من شرفة يتجاوز طولها 25 متراً وعرضها نحو ثلاثة أمتار، تتقدّمها 15 قوساً منفرجة، منها اثنتان من الجهة الشرقيّة للواجهة واثنتان من الجهة الغربيّة. تتّكئ الأقواس على أعمدة صخريّة وحيدة عند الواجهة، وثلاثة أعمدة عند كلّ زاوية. تقطع أعمدة الأقواس بين «الدرابزونات» الصخريّة المزيّنة ببرامق منحوتة بشكل خفيف ومدروسة.
يصنّف المعماريون دارة آل شاهين بأنّها تجمع بين العمارة اللبنانيّة التقليديّة والزركشة الإيطالية، ويخيّم اللون التراثيّ اللبناني تماماً على الجهات الجانبيّة والخلفيّة للدار، من حيث الأبواب والنوافذ والجدران التي يعتمرها القرميد الإيطاليّ.
ما يحافظ على ألق الدار، أنّ مالكها الحالي قام بترميمها سنة 2013 وأعاد للواجهة الصخريّة رونقها وحافظ على البلاط القديم المزيّن برسوم وألوان مختلفة، وأزال الشوائب والنباتات التي قد تضرّ بالبناء. وهو يتردّد عليها بين الحين والآخر ويبيت فيها لوقت محدود.