شهدت ضاحية بيروت الجنوبية هدوءًا غير معتاد خلال اليومين الماضيين مع توقف الغارات الجوية الإسرائيلية. هذا الهدوء المقلق أثار تساؤلات حول خلفياته: هل هو نتيجة ضغوط سياسية دولية تهدف إلى تهدئة الأوضاع، أم تحضير لعاصفة جديدة من التصعيد العسكري؟ في الوقت الذي يسعى فيه لبنان لاحتواء التصعيد عبر المساعي الدبلوماسية، يبقى شبح العودة إلى القصف حاضرًا في الأذهان، خاصة مع استمرار التحذيرات الإسرائيلية الموجهة للمدنيين وازدياد الترقب بشأن التطورات الإقليمية.

على مدار اليومين الماضيين، توقفت الغارات الجوية الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الهدوء ناجمًا عن ضغوط سياسية دولية أو مقدمة لموجة جديدة من العنف. ورغم غياب الغارات، فإن القلق من عودتها لا يزال قائماً، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي توجيه تحذيرات للمدنيين بإخلاء منازلهم، خاصة في المناطق القريبة من مواقع تابعة لحزب الله.

وأفاد رئيس الحكومة اللبنانية: نجيب ميقاتي، بأن الجهود السياسية ساهمت في تخفيف حدة الهجمات على الضاحية الجنوبية. وأكد ميقاتي في تصريحاته بعد جلسة لمجلس الوزراء، على ضرورة استمرار هذه المساعي لحماية المدنيين ومنع سقوط المزيد من الضحايا.

وأشار مصدر وزاري: مقرب من ميقاتي إلى أن الجهود الدولية، ولا سيما الأمريكية، قد أدت إلى ضغوط على إسرائيل للحد من التصعيد العسكري. ورغم ذلك، لا تزال الغارات مستمرة على مناطق أخرى في لبنان مثل الجنوب والبقاع، ما يزيد من حالة الترقب حول ما إذا كانت هذه الهدنة المؤقتة ستصمد.

وأضاف المصد:ر أن التحركات الإسرائيلية قد تكون مرتبطة بتوقعات بضربة عسكرية لإيران، وهو ما يعقد الوضع الإقليمي. وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري، العميد الركن يعرب صخر، إلى أن إسرائيل قد تكون بصدد إعداد موجة جديدة من الهجمات على مواقع حزب الله، ضمن استراتيجية متعددة الأهداف تشمل السيطرة على الجبهة الجنوبية وتضييق الخناق على الحزب.

وفي الوقت نفسه، يظل الحل الدبلوماسي، المتمثل في تنفيذ القرار الأممي 1701، مطروحًا على الطاولة، وسط توقعات بأن الضغوط الأمريكية قد تساهم في تهدئة مؤقتة، حتى تتضح الأوضاع الإقليمية المرتبطة بإيران.