بأقلامهم >بأقلامهم
في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي: اولوية تحصين الجبهة الوطنية ومنع الفتنة الداخلية
في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي: اولوية تحصين الجبهة الوطنية ومنع الفتنة الداخلية ‎الأربعاء 16 10 2024 19:20 قاسم قصير
في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي: اولوية تحصين الجبهة الوطنية ومنع الفتنة الداخلية

جنوبيات

يتابع العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان من خلال استمراره في شن سلسلة غارات جوية على مختلف المناطق اللبنانية واستهداف المدنيين، كما حصل في بلدة إيطو في زغرتا وبلدة المعيصرة في كسروان وغيرها. وفي الوقت نفسه، تستمر العملية البرية في جنوب لبنان وتترافق مع تهديدات لقوات الطوارئ الدولية لدفعها للانسحاب من الجنوب. كما استهدف العدو مراكز الجيش اللبناني ومراكز الهيئة الصحية والإسعاف الرسالي والصليب الأحمر وعدداً من المستشفيات في البقاع.

بالتوازي مع الحرب العسكرية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ونجاح المقاومة الإسلامية في صد العمليات البرية وتوجيه ضربات صاروخية قاسية على جيش الاحتلال، بدأت تظهر محاولات داخلية في لبنان لإثارة الفتنة وضرب الوحدة الوطنية عبر حملات إعلامية تستهدف النازحين أو تنشر معلومات خاطئة أو تحرض على المقاومة وحزب الله وبيئتها، والدعوات لتسليم السلاح في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

في مواجهة هذه التحديات، من الضروري اليوم، بالتزامن مع البطولات التي يجسدها المقاومون على الحدود وقدرة المقاومة على إعادة ترتيب صفوفها، ومع احتمالية تصعيد العمليات البرية، تعزيز الجبهة الداخلية وتحصين الوحدة الوطنية ومواجهة الحملات الإعلامية التي تحاول إثارة الفتنة. وقد شهدنا خطوات مهمة في هذا الإطار، منها عقد اللقاء الإعلامي الوطني واعتصام حاشد في ساحة الشهداء بمشاركة واسعة من الإعلاميين وشخصيات سياسية وفكرية وثقافية واجتماعية، حيث أطلقت دعوات للتضامن الوطني والرد على محاولات إثارة الفتنة.

كذلك، يتم العمل على عقد القمة الروحية في بكركي، مع إصدار مواقف واضحة لإدانة العدوان الإسرائيلي ورفض الفتنة، ودعم النازحين واحتضانهم. كما جرت اتصالات بين القادة الروحيين للتوافق على خطاب وطني موحد.

على الصعيد السياسي، تستمر الاتصالات واللقاءات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الداخلية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية على أسس توافقية بعد وقف إطلاق النار. ورغم وجود بعض العقبات، فإن استمرار هذه الجهود يُعد مدخلاً مهماً للتوافق الداخلي وتعزيز الجبهة الوطنية.

لكن الأولوية اليوم هي لمواجهة العدوان الإسرائيلي الذي لا يستهدف فئة أو طائفة بعينها، بل يستهدف لبنان بأكمله، ويهدف إلى احتلال جنوبه وطرد قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني، لإقامة منطقة أمنية على الحدود.

إن التركيز يجب أن ينصب على مواجهة العدوان الإسرائيلي، وليس على أي شأن سياسي آخر، ولا يمكن انتخاب رئيس جديد قبل وقف العدوان. وفي الوقت نفسه، يجب حماية الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية ومواجهة دعاة الفتنة، لأن العدو يلجأ إلى إثارة الفتن عندما يفشل عسكرياً.

اللبنانيون اليوم أمام تحديات كبرى، والوحدة الوطنية ضرورة لمواجهة الفتنة الداخلية وتحصين المقاومة. أما الرهان على ضعف حزب الله والمقاومة، فهو رهان خاسر. المطلوب أن يتحول جميع اللبنانيين إلى مقاومين اليوم، وليس سحب سلاح المقاومة.

المصدر : جنوبيات