لبنانيات >أخبار لبنانية
أحمد الحريري: قانون الانتخاب "حزورة كبيرة"
.. و"السلسلة" حق للناس يجب إقراره
السبت 4 03 2017 14:09
وصف الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ما يحصل في ملف قانون الانتخاب بـ"الحزورة الكبيرة"، مشيراً إلى "أن "تيار المستقبل" قدم العديد من الصيغ التي تراعي هواجس المسيحيين، وتحديداً في موضوع اختيار نوابهم، كما تراعي خصوصيات بعض الأفرقاء في البلد، آخذين بعين الاعتبار النفس الايجابي الذي حصل بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، والذي لا يمكن أن يكتمل إلا بخارطة طريق واضحة لإجراء الانتخابات النيابية، لأن أي تأجيل غير تقني يعيد البلد إلى جو الاحباط الذي كان سائداً في زمن الفراغ".
وشدد في حديث، اليوم، إلى برنامج "أقلام تحاور" مع الزميل وليد شقير، عبر إذاعة "صوت لبنان - 93.3"، على "أن الرئيس سعد الحريري موقفه واضح بأنه يريد قانون انتخاب لا يشعر فيه أي طرف بالغبن بشكل مباشر، وأن على كل الاطراف أن تقدم تنازلات للوصول الى هذا القانون"، معتبراً أن "اقرار قانون والذهاب الى تمديد تقني هو امر صحي، لأننا بذلك نكون قد اجتزنا خطوة كبيرة، أما الفراغ او التمديد من دون الوصول الى قانون فمن شأنه أن يشكل ازمة سياسية".
وإذ أكد تفاؤله "بالوصول إلى نتيجة في ملف قانون الانتخاب، لأن هناك عملاً جدياً قد يصل إلى نتيجة إيجابية قريباً"، لاحظ أن "الثنائي الشيعي، على ما يبدو، منزعج من التوافق المسيحي، لأنه قد يشكل قوة لا يستهان بها في مجلس النواب المقبل، اذا تم اقرار اي قانون يعطي المسيحيين 45 نائباً بشكل مباشر، والتأثير بشكل غير مباشر على غيرهم"، معتبراً "أن "حزب الله" يريد قانوناً يعطيه نفس نتيجة قانون الستين، بحيث لا يحظى أحد بثلث معطل، أو بأكثرية مطلقة داخل مجلس النواب، فهو لا يهمه ان يزيد كتلته او ينقصها، لأنه في النهاية يملك موضوع السلاح".
ووصف اللقاء الأخير بين الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط بـ"الإيجابي جداً"، مشيراً رداً على سؤال إلى أن "تخوف جنبلاط ليس من "تيار المستقبل"، فهو حليف ثابت وأساسي بالنسبة لنا منذ العام 2005، والرئيس الحريري يؤكد دائماً أننا لن تقبل بقانون انتخاب يلغي أي طرف من الاطراف".
وتوقف أحمد الحريري عند الواقع السياسي والشعبي لـ"تيار المستقبل" ، وقال :"اراد الكثير من الناس لهذا الخط ان ينتهي بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وكل الاحداث التي حصلت الى اليوم هي لضرب النهج الذي ارساه رفيق الحريري والتجربة الوطنية التي قام بها، وكذلك لضرب الاعتدال في البلد، لان التجربة الوطنية للرئيس الشهيد اعطت نموذجاً مختلفاً عن كل المنطقة المحيطة بنا، والتي تشهد تشابكاً طائفياً وعرقياً من الصعب ادارته".
وأضاف :"لا شك ان غياب الرئيس سعد الحريري، في الفترة الماضية، اثّر علينا كثيراً في "تيار المستقبل"، لأن أحداً لم يكن يمكنه أن يملاً هذا الفراغ الكبير، إلى جانب البعد العاطفي المتعلق بحب الناس للرئيس الحريري، واليوم منذ عودته، انتظمت الامور، ولا سيما بعد المبادرة السياسية التي قام بها، وبعد المؤتمر العام الثاني للتيار".
وشدد على أن "النهج السياسي الذي ارساه "تيار المستقبل" حمى البلد من النار السورية، ومن الانتقال لنزاع طائفي ومذهبي، لا سمح الله، لكن الرئيس الحريري وضع نصب أعينه مصلحة الناس اولا واخيراً، وأمنهم الاجتماعي والاقتصادي قبل مصلحته السياسية، لذا سنخوض الانتخابات النيابية على ثوابتنا، ولن نفرط بأي حق من حقوقنا، وخطابنا اليوم سيكون في صلب برنامجنا الانتخابي لأنه قضية بالنسبة لنا، وليس مجرد شعبوية كما هو للآخرين، وليس لدينا ضغينة او حقد على احد، بل نسير في خط سياسي مقتنعين به، ونقرأ في كتاب رفيق الحريري حتى نصل اليه".
وأكد أحمد الحريري على "استعداد "تيار المستقبل" لخوض الانتخابات النيابية"، مشيراً إلى أن "موضوع رئاسة الحكومة أمر يقرره النواب المنتخبين وليس حقاً مكتسباً لأحد"، لافتاً إلى أن "العلاقة مع التيار الوطني الحر ممتازة ويوجد تعاون داخل الحكومة على كل الملفات، ويوجد تعاون للوصول الى قانون انتخابات قريبا".
وتطرق إلى ملف الموازنة، وأكد "أن سلسلة الرتب والرواتب هي حق للناس وعلى مجلس النواب ان يقرها"، مشيراً في موضوع خصخصة قطاع الكهرباء إلى "أننا حوربنا حرب شعواء ايام الرئيس الشهيد بموضوع الخصخصة، واذا اقتنع كل الاطراف ان الخصخصة هي الحل لبعض القطاعات التي تعجز الدولة عن ادارتها يكون الامر ايجابيا"،
وعما يشهده مخيم عين الحلوة، رأى أحمد الحريري أنه "يجب العمل على تسوية معينة بين الفصائل الفلسطينية داخل المخيم، لتسليم المطلوبين للأجهزة الامنية كما حصل سابقا، لأنه لا يجوز أن يعبث 100 شخص بأمن 100 ألف شخص "، معتبراً أنه "إذا وُجدت ارادة صحيحة لدى اللبنانيين والفلسطينيين، يمكن من خلالها أن نجد حلاً، آخذين العبرة من مآسي الماضي التي حصلت في نهر البارد، اذ أن أحداً لا يريد تكرارها في مخيم عين الحلوة، وبالتالي سنستخدم كل طاقات العمل السياسي والديبلوماسي كي لا نصل لما حصل في نهر البارد".
إذ وصف ما يحصل داخل المخيم بـ"الحساس جداً"، لم يستبعد "وجود تغذية اسرائيلية نوعاً ما لما يحصل، من أجل استغلال الموضوع في كل الطروحات التي يطرحها العدو الإسرائيلي لإنهاء عملية السلام"، مبدياً أسفه "لأن ما يحصل ليس موجهاً ضد العدو الاسرائيلي، بل يطال أبناء القضية الواحدة"،
وحذر من "ان ما يحصل من شأنه أن يضرب حق العودة الذي ناضل من أجله الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار، وإذا ضُرب مخيم عين الحلوة فهذا يعني خسارة ورقة حق العودة في عملية التفاوض، وهذا ما سيؤثر على الداخل اللبنانيين في ظل رفضنا للتوطين".
وفي ما يتعلق بزيارته الاخيرة للصين، ذكر أحمد الحريري أن "علاقة "تيار المستقبل" مع الصين بدأت منذ 2010 وتوّجت بهذا اللقاء الاخير بتوقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين".
وختم: "لا ننسى ان الصين اتخذت موقفا في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعدم استخدام الفيتو، هي وروسيا، فيما خص انشاء المحكمة الدولية، وهذا يؤكد على ضرورة متابعة العلاقة مع الجانب الصيني والحزب الشيوعي الصيني تحديدا، كما ان الصين على عتبة النهضة لتكون الاقتصاد الاول في العالم اضافة الى تأثيرها ضمن المنطقة المتواجدين فيها".