بأقلامهم >بأقلامهم
نريد السلام فأين السبيل؟
نريد السلام فأين السبيل؟ ‎الاثنين 21 10 2024 19:45 د.هبة المل أيوب
نريد السلام فأين السبيل؟

جنوبيات

نبحر في أعماق أنفسنا فنجد أننا أمام مشاهد مؤلمة ومثقلة بالأوجاع والأنين، ما لنا لكي نقف أمام هول المصائب المتتالية، فالحروب في كل مكان كأن الإنسان لا سبيل لنجاته من الآلام والتعذيب، القلوب قست كالحجارة لا رحمة ولا إنسانية فيها، المطامع والجشع يملأ الضمائر، لا مشاعر ولا حسّ بالمسؤولية، كل ما عليه هو قتل وتدمير وتهجير وإبادة جماعية ونسف البيوت وإزالة معالم البلاد. أمام من نقف؟ أمام اليهود الذين لم يؤمنوا على الرغم من رسالة النبي موسى عليه السلام والشواهد والأدلة والبراهين؟ أمام من نحن؟ أمام أرض مغتصبة وحقوق مهدورة وصراع لا أحد يعلم منتهاه ومتى سنصل إلى الأمان والسلام النفسي؟

في الواقع، إن اليهود الذين لا قلب لهم هم شعب ظالم لنفسه وظالم لغيره، لم يأخذوا بالأوامر الربانية ولم يطيعوا الرسل التي أرسلت لهم، بل طغوا وتجبروا وتكبروا وتمادوا، ورفضوا ما أتاهم من أدلة وبراهين بعين الاعتبار. إنهم رافضون لأي معادلة من شأنها أن تنهي هذه الحرب البشعة، فلا أحد يريدها ولا أحد يريدها أن تستمر. فكيف السبيل لإخمادها؟

إن الحرب رمت أوزارها بكل ما فيها من جرائم وتدمير وبكل ما فيها من زعزعة للاستقرار والطمأنينة، إذ لا يمكن المضي قدماً باعتبار أن ثمة شرق أوسط جديد ترتسم معالمه، فلا بد من الوصول إلى حلول أدناها وقف القتل وسفك الدماء، وبالتالي الوصول إلى السلام مهما كان الثمن لذلك، فالقادة والرؤساء والملوك وأهل الساسة جميعهم معنيون بالسعي والعمل للوصول إلى السلام.

أي أن الحرب لا بد أن تتوقف ولا بد أن تنتهي، سواء كان ذلك عبر تسويات أو معادلات. فالجميع يطالب بإنهاء هذا الوضع اللاإنساني والذي يدمي القلب قبل العين، لذا السلام وحده يؤدي إلى العيش دون الخوف وزعزعة الأمن الاجتماعي والسياسي.

المصدر : جنوبيات