ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
لماذا يبلغ الاحتلال الإسرائيلي المواطنين بوجوب الإخلاء قبل ساعات من القصف؟
الأربعاء 23 10 2024 20:09جنوبيات
عندما يصدر الاحتلال الإسرائيلي إنذارات الإخلاء قبل قصفه للأهداف، قد يظن البعض أن ذلك يأتي من حرصه على تجنب الضحايا المدنيين. إلا أن الحقيقة تحمل بعداً آخر، حيث تُستخدم هذه الإنذارات كأداة لجمع معلومات استخبارية دقيقة عن المنطقة المستهدفة، وتحليل تحركات الأشخاص والمركبات بهدف توسيع قائمة الأهداف المحتملة.
ليس حرصاً على أرواحهم، بل لأسباب أساسية تتعلق بتحديث قاعدة البيانات (Data Base Update). المسؤول عن هذا القسم هو جهاز FOD (Follow, Observe, and Destroy). عند إطلاق الإنذار في أوقات محددة، يكون فوق المنطقة قمرين اصطناعيين و3 طائرات مسيّرة (technical drones). فور إطلاق الإنذار، يبدأ النظام العمل، حيث يتم رصد السيارات، الأشخاص، الأجهزة الإلكترونية مثل التلفزيونات، الكومبيوترات، والهواتف.
تبدأ عملية إحصاء السيارات التي تصل أو تغادر المكان بسرعة، وتقوم إحدى الطائرات المسيّرة بتحديد هوية الأجهزة عبر تقنية GPS Address and MAC Identification. في غضون دقائق، يقوم الذكاء الاصطناعي بمقارنة المعلومات المستحصلة مع بيانات الشركات المصنعة وبيانات الدولة اللبنانية. في حال كانت السيارة مسجلة باسم شخص معين، تتم إحالة المعلومات إلى جهاز متابعة.
إذا تم التعرف على مالك السيارة وكان مشتبهاً بتوجهه نحو مراكز معينة تابعة لحزب الله، تتحول السيارة إلى هدف وتدرج ضمن لوائح الاغتيال. خلال 6 دقائق، يستحصل الذكاء الاصطناعي من القمر الصناعي على تاريخ تحركات السيارة منذ تشغيلها. يُعاد تتبع خط سير السيارة لعدة سنوات سابقة، وفي حال مرورها عند مراكز معروفة لحزب الله، تدرج ضمن قائمة الأهداف.
تتابع الطائرات المسيّرة الأخرى رصد الهواتف في المنطقة، حيث تحاول ربط كل هاتف بالسيارة المقابلة له، ويتم تحليل تحركات الهاتف وإحصاء المواقع التي زارها خارج المنطقة. بمجرد التأكد من أن الهاتف يعود إلى هدف معين، يُخترق هاتفه بشكل تلقائي ليتم الحصول على سجل GPS ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وقد يتم أحياناً تشغيل الكاميرا والميكروفون.
هذا الأسلوب المتقدم يتيح للجيش الإسرائيلي جمع مئات الأهداف الجديدة مع كل إنذار.