بأقلامهم >بأقلامهم
"ثلاثة أيّام"
جنوبيات
ســـئــل أحد الحكماء: ما هـــو أكـــثـــر شـــيء مـــدهـــــش فــــي الـــبــــشـــر؟
فــــأجــــاب: "الــــبـــشــــر يـــمــلّـــون مـــن الـــطّـــفـــولــــة، فيـــســــارعــــون لـــيــكـــبـــروا. ثـــمّ يـــتــوقـــون لـــيــعـــودوا أطـــفـــالًا ثــــانـــيـــةً. يــضــيّـــعــون صـــحّــتــهـــم ليـــجــمـــعــوا الـــمـــال، ثـــمّ يــصـــرفـــون الـــمــــال في محاولة غير مضمونة ليستعيدوا صحّتهم.
يـــفـــكّـــرون بـــالـــمستــقــبـــل بـــقـــلــــق، ويـــنــسَـــون الـــحـــاضـــر، فـــلا يــعــيــشــون الــحـــاضــر ولا المـــستـــقــبـــل.
يــعــيــشــون كــمـــا لــو أنّـــهــم لــــن يــمــوتـــوا أبــــدًا، ويـــمـــوتـــون كــمــا لـــو أنّــهـــم لــــم يـــعِـــشـــوا أبـــــدًا".
قمّة القسوة في حقّ ذاتك أن تعيش لإرضاء من حولك، ويعيشوا هم على كسر كلّ ما هو جميل فيك.
لذا،
أحسن إلى من شئت تكن أميره، واستغنِ عمّن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.
فالمعنى الحقيقيّ للحياة هو أن تزرع أشجارًا لا تتوقّع أن تجلس تحت ظلّها.
يقول أحد الصّالحين:
"الدّنيا ثَلاثَةُ أيّام:
الأمسُ: عِشْناهُ وَلَن يَعودَ.
اليَوْمَ: نَعيشُهُ وَلَنْ يَدومَ.
وَالغَدُ: لا نَدْري أَيْنَ سَنَكونُ.
فأحسِن التّصرّف، وخالق النّاس بالخلق الحسن، وَتَصَدَّقْ ف(أَنا) وَ(أَنْتَ) وَ(هُمْ) كلّنا راحِلونَ".
اللهمّ إنّا نسألك حُسن الخاتمة، والفوز بالجنّة والنّجاة من النّار.